يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 07-30-2008, 11:58 PM   رقم المشاركة : 4

 

.

*****

في جريدة

يوم السبت 1 ربيع الآخر 1427هـ

لقافة

بقلم " ندى الطاسان "

قد نتحدث عن هؤلاء الذين يدسون أنوفهم في شؤون الآخرين، والذين يعتقدون في نفس الوقت أنهم يعرفون كل شيء عن حياتك ولهم الحق في الحديث عنها ومناقشة أدق تفاصيلها معك! هذا نوع من اللقافة، وهؤلاء يشبهون «عواجيز الفرح» أي السيدات اللواتي يجلسن في حفلات الزفاف يراقبن هذه وتلك ليأتين بتقرير تفصيلي عن حركاتها وسكناتها ولفتاتها وعدد فناجين القهوة التي شربتها وكمية الشيكولاته والتمر التي التهمتها، ويقدمن هذا التقرير إلى الصويحبات في جلسة الضحى أو جلسة العصر.

ومثل هؤلاء «الملاقيف» يشكلون مادة دسمة وكاريكاتيرية تملأ صفحات فيمكنني أن أصف لكم «أم خالد» وهي تجلس وقد وضعت قدما فوق الأخرى تأكل قطع الكنافة المحلاة وتشرب من فنجان الشاي وهي تبدأ جملتها ب « ما دريتوا»، ويمكننا أن نتحدث عن سلسلة المكالمات التلفونية التي بدأت بسؤال من «أم سليمان» عن ابنة جارة «أم حمد» والتي شاهدتها في مملكة المرأة في عصر أربعاء مع شلة من البنات وصفتهن بدقة لتنتقل الأخبار عن الفتاة وشلتها وماذا أكلن وماذا شربن وماذا اشترين إلى كل شلة «أم سليمان»، وقد نتحدث عن «أبو سعود» الذي يتسلى في جلسته في قاعة الانتظار في أحد المستشفيات بسؤال هذا وذاك عن أدق تفاصيل حالته الصحية ليرجعها إلى مؤشر الأسهم المنخفض! حكايات «الملاقيف» لا تنتهي وهي مسلية جدا وتشكل مادة لأي كاتب يبحث عن شخصيات ثرية جذابة!

لكن لنتحدث عن نوع آخر من اللقافة..... لقافة ذكية - إن صحت التسمية- وليست لقافة التدخل في شؤون الآخرين!

وصف أعجبني من صديقة لي قالت « لقافتها أساس ذكائها» وصف أضحكني وجعلني أفكر! هل يمكن للقافة أن تكون أساس الذكاء؟ حب المعرفة مثلا هو نوع من اللقافة المعرفية أو الثقافية، هذه اللقافة التي تجعلك تهرب الكتب بعيدا عن عيون موظف الجمارك وتصور الممنوع منها لتتوازعه أنت وأصدقائك وليس هناك داع أن يذهب ذهنكم لبعيد فالكتب التي أتحدث عنها ليست كتب فضائحية تتجاوز حاجز الأدب والأخلاق بل هي مجرد كتب تجعل موظف الجمارك يعاديها أحيانا.

الأسئلة التي تتدافع على لسانك بحثا عن المعلومة أو حتى تفهم أمرا علميا أو فلسفيا صعب عليك نوع من اللقافة المعرفية، فأنت تريد أن تعرف ولذلك أنت تسأل.

في محاضرة مع طالبات دراسات عليا عرج الحديث عن مقومات الباحث الناجح، وهي مقومات كثيرة كالأخلاق العلمية، الجدية، الرغبة في المعرفة، قوة الملاحظة ودقتها، القدرة على طرح الأسئلة والبحث عن إجابة علمية عنها.

فالاكتشاف العلمي المبهر الذي قد يمر عليك في خبر سريع أو جائزة يعلن عنها قد يبدأ بملاحظة أو سؤال أو مجموعة من الملاحظات والأسئلة التي منبعها الرغبة في المعرفة أو يمكن أن نقول «اللقافة»! «فالملقوف» لايريد فقط أن يعرف هو مهووس بأن يعرف! وهذا يعني أن اللقافة قد تكون صفة مرغوبة ومهمة وليست صفة مكروهة لابد للشخص أن يتخلص منها أو يسيطر عليها!

هل تتفقون أو تختلفون؟

.........................

شكرا للأخ العزيز الغربا صعيبة على الموضوع

ولك تحياتي

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir