صقرقريش

دخل عبدالرحمن الداخل او(الاول)الاندلس وكله اصرار على توحيد صفوف العرب والمسلمين واقامه دول الاسلام في الاندلس كان هذا الفتى فلته من فلتات عصره في قوه العزيمه وبعد الهمه لذا استطاع التغلب على كل ماصادفه من صعوبات في تأسيس دوله قويه تحمي فلول من تبقى من الامويين الهاربين من بطش السفاح بدأ حكمه بالتسامح والحكمه والعقل والبعد عن الدم والعنف وظهر ذلك في التفاف اليمنيه حوله حتى بعض القيسيه المنتشين بنصر الصميل بن حاتم ويوسف الفهري حكام الاندلس في ذلك الوقت



ولكن هيهات ان يتم له الامر دون قتال وحرب لان تركيبه المجتمع الاندلسي تركيبه معقده خليط من المولدين والشاميين والبربر والقوط والجرمان لم يستطيع قائد ولاحاكم ولاحتى والي اموي مدعوم بجيش السيطره عليهم
ولو قرأت تاريخ الاندلس من بعد ملحمه بلاط الشهداء لادركت مدى قوه هؤلاء الرجال وشده صبرهم .



كانت الأندلس تحتاج لمعجزه كي تهدأ فيها العصبيات القبلية والمطامع في السلطة والأحقاد ورواسب الانتقام والثأر فتارة تقوم حرب بين العرب والبربر وتارة بين العرب أنفسهم وأحزاب قيسيه يقودها رجل أمي اسمه الصميل بن حاتم ضد أحزاب يمنيه يقودها عبدالملك بن قطن ثم أبي الخطار الكلبي وخير مثالين على تمرد وقسوه هؤلاء الأول:في كتاب (فجرالاندلس) ص284 يقول الكاتب(اقترب ثعلبه بن سلامه(قيسي) بمن معه من أسرى اليمنية من قرطبه وعقد سوقا لبيع هؤلاء الأسرى وأراد بيعهم لمن ينقص لا لمن يزيد في السعر! فجعل الناس ينقصون حتى بيع واحد من كبار اليمنية بكلب والثاني بعود واستمرت هذه المهزلة المبكية أياما منتهى الإذلال والاستخفاف بالمسلمين وكرامه العربي الحر .
والمثال الثاني:حرب شقنده الرهيبه: بعد هذه المهازل بسنين وبسبب احداث يطول شرحها تحالف اليمنيه على القيسيه وعلى ثعلبه والصميل بن حاتم وأرادوا الانتقام فزحف ابن حريث وأبوالخطاراليمنيين الى يوسف الفهري(من نسل عقبه بن نافع) وحليفه الصميل بقرطبه قرب قرية شقنده بدأت المعركة الصبح فتطاعنوا على الخيل حتى تقصفت الرماح وثبتت الخيل من التعب ثم تداعوا إلى المبارزة مترجلين حتى تكسرت السيوف ثم تقابضوا بالأيدي واستمر الضرب بكل شئ بالكفوف على الوجوه حتى الحثو بالتراب على بعضهم البعض وقد مضى الظهر والعصر ولم يصلوا لاصلاه خوف ولا أمن وأدرك الصميل شده وقوه وصبر اليمنيه الحانقين عليه فذهب لسوق قرطبه القريب واستنجد بأصحاب السوق من جزارين بسكاكينهم ومن معه عصى وما يمكن حمله من حديد وخشب فجاؤوا الى قوم موتى منهكين وقتلوا وأسروا من تبقى من اليمنيه الاشداء وبدأ الصميل بقتل كل اسير لوحده في لذه ووحشيه غريبه لان أبى الخطار وحرسه ضربوه قبل سنين حتى مالت عمامته والحقيقه كانت من اشرس الحروب العربيه وعندها دخلت الأندلس في حالة من الفوضى والدمار هكذا كان حال الأندلس في تلك الفتره



ظن البعض أن الإسلام انتهى من الأندلس، ولكنَّ رحمة الله
ظهرت بظهور رجلٍ أعاد للإسلام مكانته مرة ثانية، فبدأ الداخل

بالصميل وكسر شوكته ومعه يوسف الفهري رغم ان يوسف ثار

عليه ثلاث مرات متتاليه وتوالت الثورات على الامير والداخل يخمدها بنفسه او يرسل لهم قائده بدر وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام .


المؤامره الكبرى(واغرب الثورات)
: في خضم انشغال الامير بقمع الثوار الطامعين للحكم او طالبين الثأر لاخوانهم الذين فتك بهم الداخل انتهز الفرصه الملك فرويلا ملك فرنسا
واحتل اجزاء مهمه من شمال الاندلس هذا الخطر الاول ,

اما الخطرالثاني فهو عندها رأى الثوار العرب فشل كل ثورات السابقين فتحالف بعضهم مع الخليفه العباسي محمدالمهدي وكان داعما لتمردهم على الداخل

والخطر الثالث تحالف البعض الاخر مع شرلمان ملك الفرنجه كل هذه الاهوال في وقت واحد وباتفاق مسبق
وهذا الملك النصراني كان حلمه الوحيد احتلال الاندلس بعد

فتوحاته العظيمه في اوروبا ولم يبقى له عدو غير صقرقريش

وهو شوكه في خاصرته عبر شرلمان بجيشه القوي جبال البرانس


وحاصر سرقسطه وكان حليفه سليمان بن يقظان الخائن الذي مهد له

سقوط حصن سرقسطه فتحصنت هذه المدينه بقياده الحسين بن يحيى


وهوصديق سليمان سابقا ولكن شهوه الملك حركته لتملك

سرقسطه لنفسه ومحاربه شرلمان ثم فشل هذا الملك في فتح

هذه المدينه وتركها عائدا الى اوروبا بخيبه امل مريره وانتهى

امره بصلح مهين له ومذل من قبل صقرقريش وحاول هذا الملك

بعدها طلب ود الداخل بالمصاهره بتزويجه ابنته ولكن الداخل



رفض الزواج واكتفى بالصلح فقط




بقى الخطر الثاني: جيش المهدي وحليفه عبدالرحمن بن حبيب

الذي نزل الاندلس قادما من افريقيا على سفنه واول مافعله



الداخل هو احراق سفن ابن حبيب حتى لايتمكن من الهرب فتم

القضاء عليه وهو في الاندلس











واما الخطر الاول: الملك فرويلا ملك فرنسا استسلم وطلب الصلح

ولكن الداخل امعن في اذلاله وقيده بمعاهده صلح كان هو في غنى عنها انهت ملكه

رغم كل هذه الاحداث الا عبدالرحمن لم يرمش له جفن ولم يهتز ولكنه اصيب بخيبه امل غير متوقعه من اقرب الناس اليه ابن اخيه ابان واسمه عبيدالله بن ابان الذي اعلن الثوره مع امويين اخرين على عمه الامير رغم ان الداخل اكرمهم واقتطع لهم الاراضي وبنا لهم القصور , بعدها بثلاثه اعوام ثوره اخرى من ابن اخيه الوليد بن المغيره وقد كان اخاه المغيره من اقرب الناس لصقرقريش وقد اكرمه الداخل لكن ولده خذله فانكسر قلب الداخل وقضى ماتبقى له من العمر حزينا مستوحشنا من الجميع لايثق باحد حتى بدر صديقه وخليله اساء الادب مع صقر قريش فعزله فتطاول عليه بدر ثم نفاه خارج قرطبه نهايه مؤلمه لملك فريد من نوعه شاعرا واديبا وكريما غدر به الجميع رغم نبل وسمو اخلاقه ترك لنا حضاره خالده وصنع تاريخا مشرقا ومشرفا للعرب والمسلمين