عرض مشاركة واحدة
قديم 08-19-2010, 08:08 PM   رقم المشاركة : 10

 

.


رحم الله الدكتور غازي ...

رجلُُ جمع المجد من جميع أطرافه ... إدارة وفكراً .. وشعراً .. ونزاهةً

وكان النجاح رفيقه أينما حل

واليوم وأنا أعيش بمدينة الجبيل الصناعيه .. هذه المدينه العملاقه . وأعرف وكل سكانها يعرفون ان هذه المدينه من بنات أفكاره رحمه الله

..

ورغم ماكان بينه وبين الدكتور سلمان العوده من اختلاف فيما مضى

الا انه رحمه الله أرسل له قصيدة وداع في آخر أيامه يقول فيها :

أغالب الداء الدوي الوبيل ... واغالب الليل الطويل .. الطويل

واغالب الآلام مهما طغت ... بحسبي الله ونعم .. الوكيل

.. وينهي الدكتور العوده كلامه عن القصيبي بـنبل : وأنا أشيد بما قدمه من جهد وتضحية وجوانب إنسانية وشفافية

فعلى رغم تقلده مناصب عدة، فإنه لم يمتلك شركات أو كان فاحش الثراء

...

لا أزال أذكر قصيدته عندما أعفي من وزارة الصحه وارسلها للملك فهد رحمهم الله

بعنوان : رسالة المتنبي الاخيره الى سيف الدوله


بيني وبينك ألف واش ينعبُ
فعلامَ أسهب في الغناء وأطنبُ

صوتي يضيع ولا تحسّ برجعه
ولقد عهدتك حين أنشد تطربُ

واراك مابين الجموع فلا أرى
تلك البشاشة في الملامح تعشبُ

وتمر عينك بي وتهرع مثلما
عبر الغريب مروعاً يتوثبُ

بيني وبينك ألف واش يكذبُ
وتظل تسمعه ولست تكذّبُ

خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن
من قبل بالزيف المعطر تعجبُ

سبحان من جعل القلوب خزائنا
لمشاعر لما تزل تتقلبُ

قل للوشاة أتيت أرفع رايتي الـ
بيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا

هذي المعارك لست أحسنُ خوضها
من ذا يحارب والغريم الثعلبُ

ومن المناضل والسلاح دسيسة
ومن المكافح والعدو العقربُ

تأبى الرجولة أن تدنس سيفها
قد يغلِب المقدام ساعة يغلَبُ

في الفجر تحتضن القفار رواحلي
الحر حين يرى الملالة يهربُ

والقفر أكرم لا يغيض عطاؤه
حينا ويصغي للوشاة فينضبُ

والقفر اصدق من خليلٍ وده
متغير متلون متذبذبُ

سأصبُّ في سمع الرياح قصائدي
لا أرتجي غنماً ولا أتكسبُ

وأصوغ في شفة السراب ملاحمي
إن السراب مع الكرامة يشربُ

أزِف الفراق فهل أودع صامتاً
أم أنت مصغ للعتاب فأعتبُ

هيهات ما أحيا العتاب مودة
تُغتال أو صد الصدود تقرُّبُ

ياسيدي في القلب جرح مثقل
بالحب يلمسه الحنين فيكسبُ

ياسيدي والظلم غير محبّبٍ
أما وقد أرضاك فهو محببُ

ستقال فيك قصائد مأجورة
فالمادحون الجائعون تأهبوا

دعوى الوداد تجول فوق شفاههم
أما القلوب فجال فيها أشعبُ

لا يستوي قلم يباع ويشترى
ويراعةٍ بدم المحاجر تكتبُ

أنا شاعر الدنيا تبطّن ظهرها
شعري يشرق عبرها ويغربُ

أنا شاعر الأفلاك كل كليمة
مني على شفق الخلود تلهبُ

.. وعين بعدها سفيرا بالبحرين ..

..

وقصيدته التي اُعتبرت معاديه للساميه وقيل أن عودته من بريطانيا بسببها .. ويرثي فيها شهيده فلسطينيه اسمها .. أيات ( ولا نزكيها على الله )

ويقول فيها :

يـشـهد الله انـكـم شـهـداءُ يـشـهد الأنـبـياءُ والاولـياءُ
مـتمُ كـي تـعز كـلمة ربـي فـي ربـوعٍ أعـزها الإسـراءُ

انـتحرتم ؟! نحن الذين انتحرنا بـحـياة ٍ امـواتـها أحـيـاءُ
ايـها الـقوم نـحن مـتنا فهيا نـستمع مـايقول فـينا الـرثاءُ

قـد عجزنا حتى شكى العجز منّا وبـكينا حـتى ازدرانـا البكاءُ
وركـعنا حـتى اشـمأز ركوعٌ ورجـونا حـتى استغاث الرجاءُ

وشـكونا الـى طـواغيتِ بيتٍ ابـيض ٍ مـلّ قـلبه الظلماءُ...
ولـثمنا حـذاء شـارون حـتى صاح ..مهلا..قطعتموني الحذاءُ

ايـها الـقومُ نـحنُ مـتنا ولكن أنـفـت ان تـضمنا الـغبراءُ
قـل (لآيـات) ياعروس العوالي كــل حـسنٍ لـمقلتيك الـفداءُ

حين يُخصى الفحول صفوة قومي تـتصدى ...لـلمجرمِ الـحسناءُ
تـلثم الموت وهي تضحك بشراً ومـن الـموت يهرب ُ الزعماءُ

فـتحت بـابها الـجنانُ وحيّت وتـلـقتك فـاطـم ُ الـزهراءُ
قـل لـمن دبجوا الفتاوي رويدا ربَ فـتوى تـضجُ منها السماءُ

حـين يـدعو الـجهاد ُ يصمتُ حـبرٌ ويـراعٌ والكتبُ والفقهاءُ
حـين يـدعو الجهادُ لا استفتاءُ الفتاوى يـوم الـجهاد للدماءُ

...


رحمه الله والهم اهله الصبر والسلوان


وشكرا لك عذبه على هذا الموضوع الراقي. ولي عوده

 

 

   

رد مع اقتباس