عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2010, 07:23 PM   رقم المشاركة : 423

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن مشاهدة المشاركة
اخي بن ناصر :
، ومنها هذا القالب الجميل الذي ضمنته تاريخ حقبة زمنية مرت على المنطقة الشرقية باسلوب يشد القارئ شدا لاكمال الموضوع .
رحم الله والدك العظيم واسكنه فسيح الجنان ومتعك الله بالصحة والعافية .وننتظر منك المزيد خاصة عن مغامرة والدك التجارية .
.
الحلقة الثانية :

كان الوالد رحمه الله كثير الحركة والنشاط لا يستقر على عمل واحد ويتنقل من مكان إلى آخر .. فقد أخبرني أنهم قدموا للملك عبد العزيز بيانا به ثلاثة عشر إسما مرشحا لتولي رئاسة أول بلدية بالرياض .. فوقع اختياره على السيد جميل فطاني .. إبن الفطاني الذي كان الوالد يعمل لديهم صبيا منذ صغره .. وبقي معهم يتدرج في العمل حسب سنه فكلما كبر اسندوا له مهمه تتناسب مع سنه .. وعندما رشح جميل لرئاسة بلدية الرياض .. أشارت عائلة الفطاني عليه بأخذ والدي مرافقا له .. ومما قال الوالد .. إنهم فضلوا أن يكون مرافقه حجازيا خوفا عليه من أهل الرياض فالحجازي شاطر ومتنبه أيضا كان الريس المرشح يشرب الشيشه وعند أهل الرياض كان هذا العمل منكر وخطير .
لما وصل الرياض اسندت لوالدي وظيفة ( مراقب عام ) وقد وجدت في بيتنا القديم قصاصات أوراق معاملات محالة إليه بهذا النص : إلى المراقب العام لعمل كذا وكذا .. إلخ .. أما طبيعة العمل فلا أدري عن ماهيتها .. لكن من المؤكد أنه يستطيع استقطاع ما يشاء من الأراضي في قلب الرياض إما بالشراء الرخيص أو بأي طريقة أخرى .. لكنه لم يحصل سوى على أرض بالمرقب بنى بها بيتا من الطين سكن به فترة .. وأعتقد أنه أول من امتلك بيتا بالرياض من الجماعة عام 1352 هجرية .. ثم ما لبث أن باع البيت وانتقل إلى الخرج ثم إلى مكة وعمل بالتجارة مع أحمد كردي واحمد أبو لسة رحمهم الله جميعا .. بعدها بدأ بنشاط مستقل وهو شراء بضاعة من مكة وبيعها في الرياض ومنها الملابس وأدوات القهوة والشاي .. وذكر لي رحمه الله عن مسألة بيع ( الزعفران ) لأهل الرياض كمنتج جديد يوضع على القهوة غالي الثمن وفي أحد المرات أحضر معه من مكه للرياض تنكة كاملة من الزعفران

بعدها حول نشاطه إلى الشرقية ومنها الملابس .. كنت جالسا مع أحد رفقائة وهم يذكرونه بيوم ( صبغ المواطنين يوم العيد باللون الأزرق في الدمام ) والقصة أنه أحضر لأول مرة كمية من الأقمشة ذات اللون الأزرق من مكة إلى الدمام فبل العيد بفترة قليلة وباعها على التجار وكانت وقتها موضه جديدة ولبس الأزرق فن جديد استهوى المواطنين ومن الطبيعي عندما ينتشر ويلبس يوم العيد .. منظر كثير من الناس في مسجد العيد غريب بلبس الثياب الزرقاء .. وما علموا أن الوالد رحمه الله هو المصدر الأول والوحيد لهذه البضاعة
أثناء وجوده بالدمام كان ينتقل للكويت والبحرين من أجل التجارة ومما يزيد المكاسب إمكانية المرور بعيدا عن ممرات الجمارك
لكن الكارثة الأولى حصلت عندما كان في مدينة راس مشعاب وهي إحدى المدن على الساحل الشرقي بها حقل بترولي وميناء وأعداد كبيرة من العمال وهي في منتصف الطريق للكويت .. وحيث كانت البيوت من العشاش وكذلك الدكاكين .. فقد تسبب حريق في اختفاء المدينة بكاملها ومعها كل ما يملك من بضاعة .. وقيل لنا إنه أغمي عليه عندما شاهد ما جمعه من فضة مسكوبة ومذابة .. لولا وجود خالي حسين بن علي رحمه الله( والد زوجتي ) بالقرب منه وانقاذه .. عن هذه النقطة لم نتجرأ في سؤاله عنها لولا أن خالي أخبر والدتي رحمها الله وهي أخبرتنا بعد أن كبرنا علما بأنها حصلت قبل ميلادي

بعدها انتقل إلى جدة .. واشترى سيارة حمالي بالدين من الشيخ عبدالله اللخمي .. فورد موديل 1952 ( قالت لي والدتي رحمها الله أن هناك أخبار متداولة عن هذه السيارة أنها مصابة بعين قبل بيعها .. والله أعلم ) اشترى السيارة ولم يقدها بنفسه بل تعاون معه في قيادتها : العم محمد علي من عرا ( خال العشماوي ) وكان والدي يثني عليه كثيرا .. ثم قادها : ناصر السندف رحمه الله .. وأخيرا تولي قيادتها سائق ثالث ونظرا لرداءة طريق المدينة تلك الايام واثناء قيادته لها سقط صندوقها وتهشمت .. وعندما بدئ في اصلاحها كان لا بد من الدين مضافا إلى الدين السابق .. كنت اسمع الوالد رحمه الله يسولف فيما بعد لجلسائه عن كثرة الأدوات المطلوبة بقوله : كلما اشترينا وحده .. قالوا باقي ( ته .. و باقي ..ته )

سمعت أن ديونه وصلت قبل عام 1377 حوالي اربعة عشر ألف ريال وهي مبلغ خيالي آنذاك .. وما كان منه إلى الإتجاه نحو مدينة الدمام مرة أخرى .. وكانت السالفة السابقة هي بداية وصولي للدمام بدعوة منه عام 1378 هجرية .. حيث انقسمت أسرتنا إلى نصفين : ثلاثة في الديرة والدة وأخ وأخت ... وثلاثة بالدمام والد وأخوين ... إلى أن فرجها الله من عنده بعد سنتين فقط من تواجدنا بالدمام

هذا ما طلبت ياسي عبد الحميد .. والمعذرة فالسيرة ذاتية وخاصة عن أسرة .. أوردتها بناء على طلبك وما نقدر نرد لك طلب بصفتك أخو الريس وجار الريس .. و مما يشفع لنا في سردها أيضا أنها تدخل في نطاق الذكريات والحياة والمعاناة

وسلامتكم