الموضوع: ديمة 0
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2013, 10:09 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

عبدالله باهيثم
(أبوأحمد) أو (أخوك النمس)
كما كان يحلو له أن يطلق على نفسه
أو يذيل بها قصاصاته التي يكتبها للأصدقاء
حين لايجدهم .
عرفته قبل أن ألتقيه فقد كان ملحقه الشعبي المميز
(على ضفاف الخميس) التابع لجريدة الندوة مما
أحرص على متابعته أسبوعياً .
هذا الملحق عرفنا على عبدالله المبدع والذي
صرخ ذات وجع :

" وش حد صبحك عن مساريك بالليل
وانته على ما قيل حادي وخيال
والوقت وقت اللي على طاقة الحيل
يآقف إليا صار البخت عنه ميال"

وهو الذي علمنا أبجديات الثقافة الحرة من خلال ملحقه
الثقافي الرائع الذي ميّزمجلة (إقرأ) .
وكانت الصدفة المحضة أنّه وبعد سكنه في مدينة جدة أصبح
جاراً لنا ومن هنا بدأت العلاقة الوثيقة معه منذ العام 1989 م

إبنته (ديمه) والتي جاء عنوان القصيدة بإسمها
كانت تناديني ب (عموأبوعالي) وكانت هي المعيار
الذي من خلاله نعرف كيف سيكون مزاج أبواحمد
في ذلك المساء .. فهو إن سألها : " أنا كم ديمه عندي"
وردت ببراءتها المعتادة : وحده وحيله .. عندها يطلق أبواحمد
ضحكته العذبة فيعذب بها ذلك المساء .
ابو احمد جدّ متواضع وبسيط للغاية وكم تعامل مع مطالبنا
بأن يخصص جزء من ملحقه لبعض النصوص والروايات
الأجنبية بعد أن يقوم بترجمتها بحكم تخصصه (لغة إنجليزية)
بنوع من التجاهل والضحك فكان يقول " أنا أترجم"
فأرد عليه : داانا غلبان فيضحك بصوت عالي ويضرب على مقدمة
رأسه ويقول جملته الشهيرة " يااااالله .
بعد عملي في الدمام وتحديداً مطلع العام 1992 م
أصبحت لاألتقي أبو أحمد إلاّ في الإجازات ثم تقلصت اللقاءات
لفترة ثم عادت اللقاءات بحكم الإنتماء المواقفي لجريدة البلاد
تضامناَ مع الصديقين قينان ثم منصور الزهراني .

من القصائد التي أحبها للفقيد أبو أحمد رحمه الله
وغفر له قصيدة
شهدت بداياتها وتكامل مقاطعها وهي قصيدة

( العطش )


... ثملاً ، فتهاويت
أسندني حائط كنت يوماً بكيت على حدّه
حين سار أخي للجنوب .
كان بيني وبين المنازل تلويحة ، فتحاملت أنهض
لكنني ..
مالذي ينكأ الجند فوق جباه الميادين حين تنام البيوت ؟؟
كان بيني وبين المنازل تلويحة
شدّني الدركيّ .. ثنى مرفقي
صحت يا ابن ال ..
وأوغل شارعنا في السكوت .

سوف اذكر أني تشظيت
مثل حداء العصافير ما بين قصف الشتاء وبين الغسق
فإذا وطن من ورق
واذا مُدن. ومزابل
والناس في العربات يخوضون
والشارع القفر كان على أهبة الركض حين بلغناه
لكنه اختار بوابة. وافترق..

سوف أذكر اني طويلاً - على وجع بين عينيّ
والشارع
المستريب - أقمت ..
وفي البال تستبق الأمسيات الحبيسة،
والعرق البخس ،
والرفقاء الوحيدون ،
والشعرهذا الذي يتخطفه الفقد والنزق العبثي !!
وأغنية بين سيفين تمتد ،
تصعد من شرك وتجوس المواعيد ،والشهداء
وسيماء من في السجون ، ومن في الشجون ،
فأهجس :
حتى نجيء ..
فنرسل هذا المدى وطناً عالياً
ذات حزن مليء .
سأذكر ..
كنا وقوفاً على الماء -
لم نكن غيرنا - أو نكون - انتسبنا إلى البيد
وانتسبت للهديل الجراحات
شفنا البيوت تناول أسقفها الريح والهمهمات
الشريدة
بين الحوانيت والسوقة المتعبين .
وكان على طرف من حكاياتنا ملك عالق
وعلى طرف جثة
ثم مابين برق وشاهدة في الرمال
تناهى إلينا اصطفاق النخيل البعيد
وأقبل رهط يخبّون :
أنّ البلاد مغادرة
فإذا جفّ ماء تهامة لموّا عن القاع سوأتها
واضربوا في المسالك حتى يلوح الخليج .
هكذا - منذ عقدين - أذن دم (( النشامى)) ....

لاتخف
في قبورالصعاليك يحدث أن يرفأ اللحم شقّ
التراب
وينبت بين كفوف اللصوص المصبّرة الشاي ،
والأرغفة .
ويفرّ الصباح إلى الأرصفة .

 

 

   

رد مع اقتباس