المصيبة الأكبر هي عملية الحصول على الشهادة من جامعة وهمية غير معترفا بها في وزارة التعليم العالي .. لها مكتب بجدة اسمها جامعة ( كولومبس ) تجري بعض الأمور الشكلية وتطلب سيرتك الذاتية أهم شيء تدفع مبلغ قد يصل إلى ( 18000 ) ريال ويطبعون لك شهادة مخزنة في الجهاز .. طبعا الواحد يستلم الشهادة وبالأصح ( الورقة ) ويصدق نفسه أنه دكتور .. ثم يقوم ببعض الحركات الايحائية للزملاء أنه دكتور من أجل ينادونه بهذا اللقب .. وما يدري أنهم ينادونه ظاهريا بينما الواقع يضحكون عليه ويتهامسون بما لا يسر

الشهادات العليا ماجستير أو دكتوراه .. لا تعطى إلا بعد اجتياز عدد من الفصول الدراسية المتخصصة والعامة على يد اساتذة ( استاذ مشارك - استاذ مساعد - أستاذ أو بروفيسور ) حتى يكتسب الدارس جوانب متعددة من العلوم أهمها مادة البحث العلمي ومادة الإحصاء والرياضيات ) حتى يتعرف على أصول البحث .. ثم يتم اختيار مشرف على الرسالة بعد جلسة مجلس القسم التي تعقد في فترات متباعدة .. وبمساعدة هذا المشرف يتم اختيار الموضوع المقرر للرسالة - وهذه أصعب مرحلة - لأن ااختيار الموضوع يتوقف على أمور عدة وخطوات مستقبلية قد تعود بالباحث إلى نقطة الصفر .. بعدها يعد خطة للبحث وتعرض على مجلس القسم لاعتمادها ..هذه أيضا مرحلة مهمة جدا فعلى ضوء الخطة يبدأ الباحث كتابة أجزاء البحث وما يتطلبه الشأن من السفر والاتصال بالمكتبات العالمية للمقابلة النصوص والاستفادة مما هو جديد لم يتطرق إليه أحد من قبل
قد يواجه طالب الدراسات العليا عدة مشاكل تعرقل البحث وقد تقضي عليه ولا يتمكن الباحث من اكمال دراسته ومنها
1- مزاج الدكتور المشرف .. فقد يكون سيئا لا يتواجد .. أو يغير رأيه كلما تكتب فصل يطلب طلبات وإذا احضرتها نسي ما طلب منك سابقا ويطلب أشياء جديدة
2- سفر الدكتور المشرف أو انهاء تعاقده إذا كان أجنبي .. هنا تبدأ من الصفر .. تنتظر اجتماع مجلس القسم لتعيين مشرف جديد .. وتبدأ بموال جديد وموضوع جديد فقد لا يناسبه الموضوع السابق - أحيانا أو غالبا من باب التنكيد .. فبعض الدكاترة مع الأسف .حتى ولو أنه دكتور لكن قد تجده مريض ويستمتع بالتنكيد على الطالب - ونسبه كبيرة من طلاب الدراسات العليا يتوقف عن الدراسة لهذا السبب بالذات
3- ظروف شخصية للباحث يتعرض لها الباحث بسبب ظروف العمل أو ظروف أسرية تجعله يطلب التأجيل حتى تنتهي كل الفترات المسموحة

وإذا افترضنا أن الأمور عدت بسلام وقام الطالب بعمل البحث الميداني يدخل تلك النتائج في عمليات احصائية رياضية بواسطة أجهزة الحاسوب المعتمدة بالجامعة لكي تظهر له معايير الدراسة وعلى ضوئها يتم الاجابة على تساؤلات البحث المفترضة سابقا حيث تطهر على شكل رسالة ماجستير أو دكتوراه من مئات الصفحات
ثم تسلم نسختين لاثنين من المناقشين بعد أن يتم اعتمادهما من مجلس الكلية .. وهذان الأستاذان يدرسان البحث لعدة أسابيع أو عدة أشهر - حسب مزاجه يمكن تنتظر سنة - وبعدها تجري التعديلات المطلوبة
أخيرا تطلب موعد للمناقشة النهائية .. وتنظر ( السرا ) حتى توفق في تحديد وقت المناقشة هنا يبدأ الامتحان العلني في صالة عامة .. وغالبا يتم اجتياز الامتحان لكن لا بد من اجراء التعديلات المطلوبة وأخيرا يتم فسح طبع الرسالة .. وترفع منها لهم مالا يقل عن عدد ( 28 ) نسخة .. أخيرا تنتظر عقد مجلس الجامعة وهذا الانعقاد يتم في فترات قليلة في السنة الواحدة لكي تتم الموافقة على منحك الدرجة .. وفي أحيان قليلة جدا لا يوافقون على الموضوع بسبب رأي واحد من الأعضاء .. ما اعجبه الموضوع أو أبدى ملاحظة .. عندها تذهب كل جهود السننين السابقة هباء منثورا

تلك والله أنها الحقيقة .. بل المختصرة جدا .. لمن يحضر رسالة ماجستير أو دكتوراة .. وهناك أمور كثيرة اختصرتها لعدم الرغبة في الاطالة

أين تلك الجهود مما يحصل الآن مع مكتب جامعة كولومبوس الوهمية أو بعض الجامعات في مصر والخرطوم .. وأم درمان .. جامعة أم درمان - كما سمعت ولا رأيت - تباع الرسائل في الأكشاك المقابلة للجامعة .. فقط يغيرون لك الموضوع لكي تتناسب مع الواقع المطلوب بالسعودية .. إدفع وهم يكملون لك ما تبقى وتستلم الشهادة

إن الحصول على الشهادات المزورة يعتبر سلوك لا اخلاقي .. وبالتأكيد هذا يدخل في نطاق التحريم الشرعي لأنه مبني على الغش والكذب والرشوة .
لست أن الوحيد ممن كتب عن هذا الموضوع بل الكثير من الصحف المحلية والمنتديات تكتب عن هذا .. والله الهادي إلى سواء السبيل
http://www.burnews.com/news-action-show-id-21974.htm

ملاحظة : الموضوع كتبته على عجل بدون تصحيح فالمعذرة على ما وجد من اخطاء لغوية أو في الأسلوب