اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد راشد
 |
|
 |
|
 |
|
 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الإعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم أطلعكم على ثاني محاولةٍ شعريةٍ بالفصحى ، ولها مناسبة ٌمؤلمة ٌبالنسبةِ لي -من وجهةِ نظري الخاصةِ - ؛ فقد ذهبت ُمع حملةٍ لمحو الأميةِ في صيفِ عام ِ1386هـ إلى قرى بالقنفذةِ لمدةِ شهرين ، وتركتُ ( أمي , وزوجتي , و3أطفالٍ صغاراً , وطفلةً صغيرةً ) في ظروفٍ سكنيةٍ ومعيشيةٍ صعبةٍ جداً للغاية .
وبعد مرور 3 أسابيع تذكّرتُ عائلتي بحزنٍ وألم ٍقاسيين ، ولم تكن هناك وسائلُ اتصالٍ للاطمئنانِ عليهم ، فجاءتني هذه المشاعرُ بصورةٍ شعريةٍ متواضعةٍ .
أتمنى أن تحوزَ على رضاكم واستحسانِكم .
يــَـــوْمُ الغـُـــرْبـَةِ
ما أطولَ اليوم الذي =فارقتُ فيه أحبَََّتي
يومٌ كشهرٍ أو يزيدُ=مكثتُ فيه لوحدتي
وتَمُرُّ عبرَ مخيلتي =صورٌ تروقُ لمهجتي
صورٌ لأُمِّي وهي تَدْ=عُوْ لي وترجو عودتي
صورٌ أرى فيها العناءَ =على محيّا زوجتي
صورُالوداعةِ والبراءةِ=في عيون بنيـََّتي
صورٌ لأطفالي وهم =يتهامسون لغربتي
وصغيرُ أطفالي يصيحُ =إلى متى يا جَدَّتي؟
لو.. لو تعثـّرتِ الخُطـَا =مَنْ ذا يُواسي عثرتي؟
وإذا بكيتُ مَنِ الذي =يأتي ويمسحُ دمعتي؟
فمتى أبي يأتي ويَحْ=مِلُ في يديه هديَّتي؟
ارنو متى يأتي أبي؟=كي تستريحي جَدَّتي
ويرفرفُ السَّعدُ على =قلبي وتضحكُ فرحتي!
|||||=|||||
أغمضتُ عيني برهة ً=ويديَّ تسندُ جبهتي
فسحبتُ أنفاسي بصدري =ثمَّ دوَّتْ زفرتي
ولـــــ ( شكر وتحيات أخيكم ) ــــــكم
|
|
 |
|
 |
|
|
 |
|
 |
|
ما أطول اليوم الذي **** فارقت فيه أحبتي
يذكرني هذا البيت بأغنية السيدة أم كلثوم رحمها الله :
ما أضيع اليوم الذي مر بي **** من غير أن أهوى وأن أعشق
أفق خفيف الظل هذا السحر **** نادى دع النوم وناغ الوتر
فما أطال النوم عمرا ولا **** قصر في الأعمار طول السهر
وفي قصيدة مقاربة يقول شوقي :
لي جدة ترأف بي **** أحنى علي من أبي
وكل شيء سرني **** تذهب فيه مذهبي
إن غضب الأهل علي **** كلهم لم تغضب
أما قصيدة المبدع سعيد راشد فهي من مجزوء بحر الرجز ، كل شطر بتفعيلتين
فإذا ما بدأنا بالبيت الأول :
مستفعلن مستفعلن **** مستفعلن متفاعلن
تتكون كل تفعيلة من سببين خفيفين ووتد مجموع غير أن التفعيلة الأخيرة
تتكون من سبب ثقيل وسبب خفيف زائدا وتد مجموع أي بمعنى آخر :
فاصلة صغرى زائدا وتد مجموع لا أريد أن أثقل عليكم ويكفينا معرفة تفاعيل هذا البيت .
القصيدة في مجملها جميلة تدل على ترابط وثيق بين أفراد هذه العائلة المباركة ،
وقد طغى حب الأم على جميع أفراد العائلة كما يظهر حيث ابتدأ بذكرها ،
وفي الحديث الشريف : سأل رجل النبي عليه السلام ؟ ( من أحق الناس بحسن صحابتي
يا رسول الله قال : أمك كررها ثلاث مرات وفي الرابعة قال أبوك ) هذا على ما أذكر
وليصحح لي الآخ سعيد راشد إن كان الحديث غير ما ذكر .
ثم تلا با لزوجة فهي شريكة الحياة وأم أبنائه والقائمة بشؤون بيته ،
وأخيرا خص إبنته بعدة أبيات ويظهر أنها آخر العنقود وغالبا ما يطغى حب الأخير .
إلا أن لي ملا حظة على كلمة ( يدي ) في الشطر الثاني من البيت :
( ويدي تسند جبهتي ) فمن النحاة من يعتبرها مبتدأ ، ومنهم يعتبرها من باب الاشتغال
فاعلا مقدما وآخرون قالوا بأن الفاعل ضمير مستتر يعود على ( يداي ) وعليه
تكون في هذه الحال ( يداي وليست يدي ) لأنها في محل رفع .
أغبط الآخ سعيد على هذه القصيدة الرائعة وقد ألح على قرائه بنقد قصيدته هذه وأنا كما قد صرحت مرارا بأنني لست ناقدا وإنما هي مجرد ملاحظات فليعذرني على التأخير لأن جهازي كان معطلا .
لك شكري يا أبا محمد والسلام .