عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-2009, 07:35 PM   رقم المشاركة : 44

 

بسم الله الرحمن الرحيم



ذكرت في الحلقة الماضية قصة ( البقشة ) وفي هذه الحلقة أذكر لكم قصة أخرى عن المرحوم أحمد بن عبد الرحمن .

يحكي لنا العم علي دغسان بن سعد أبو عالي عن أحمد بن عبد الرحمن رحمهم الله جميعاًً .

قال: كان أحمد راجعاًً من سوق الأثنين ( سوق بني سالم ) ومال عليه الشد في الطريق ، توقف لإصلاحه وأنزل جميع تجارته من القماش وغيرها ومحصوله في ذلك اليوم في صرة ( دراهم فضة ) وضعها جانباًً ، ثم أعاد ترتيب بضاعته ، وشدها من جديد ، ركب حمارته ومشى وعندما وصل البيت ، أنزل بضاعته وفتش عن صرة الدراهم فلم يجدها، تذكر أنه نسيها حين أصلح الشد ، وهيهات أن يهدأ له بال ، رجع حالاًً وعندما وصل المكان لم يجدها ، تذكر أن راعية غنم كانت ترعى غنمها بالقرب منه ، جال بنظره في القرية ، فرأى بعض أولاد وبنات يخرجون ويتطلعون في المارة ( عابري الطريق ) وكانوا يخرجون ويدخلون البيت بسرعه وإرتباك ، وبفطنته شك فيهم فقصد بيتهم .

خرجت إحدى البنات تستطلع الخبر ، رآها فماذا قال ؟!!

لم يقل لها ما شافت أختك صرة فيها دراهم ؟

لأنه يدرك بفطنته أن الجواب سيكون بالنفي ، لكنه قال : هات الدراهم قوام قوام ، عندها أدرك أفراد تلك الأسرة أنه عرف أن إبنتهم إلتقطت صرة الدراهم وأعطتهم إياها فلا مناص لهم من إعادتها، دخلت البنت وأخبرت أهلها بما قال ، عادت إليه حاملةًً الدراهم ، فك رباطها وعدها ، وجدها كاملة أخذ بعض دريهمات وناولها تلك البنت ولوى عنان حمارته وقفل راجعاًً هذا قليل من كثير مما عرف عنه من ذكاءٍٍ وحكمة وشجاعة .

دخلت بيته مرة واحدة وكان من أجمل المنازل وأوسعها ، فقد عزَم (ا بن جمل ) ودعا بعض أفراد من الدار ، كنت واحداًً منهم ، وعندما حان وقت الغداء كنت على الصحن الذي وردوا عليه بن جمل وأنتم تعِرفون أو سمعتم بهذا الرجل ، إنه حامل لواء حرب في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله ، وله قصص في الشجاعة والإقدام.

أعود إلى سوء حظي الذي رماني على صحن ابن جمل لأن العزيمة كانت تخصّه .

الجميع ما يلهيهم عن المباشرة عليه لاه ، يتخذم السبلة وكأنه يأكل موز ، تأخروا عليه في المباشرة ليسترقوا لقيمات يسدون بها جوعهم ، فمد يده واجترد ما تبقى من اللحم والشحم ، هالني ما رأيت ، رفعت يدي وبقيت أنظر إليه .

مر العم أحمد رحمه الله فأشفق عليَّ وأخذ بيدي إلى صحن ٍٍ آخر وقال لهم: ( من شان تتواسعون ، قم يا صديقي ) ، تنفست الصعداء ، هذا ما تختزنه الذاكرة عن العم أحمد وبن جمل رحمهما الله ورحم أموات المسلمين وسامحوني على الإطالة ، والشكر موصول لأبي ناهل فهو دائماًً السباق إلى ذكر رموز الوادي فَلَهُ الفضل وجزاه الله كل خير .

وإلى لقاءٍٍ آخر يتجدد معكم ومع الحرف إن شاء الله .

 

 

   

رد مع اقتباس