عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2008, 08:06 PM   رقم المشاركة : 12

 


الغنيمة الحادية عشر

الحجة التامة



لاشك أنك تعرف أن الحج ركن من أركان الإسلام ،

وأن أجره عظيم يخرج به الإنسان من كل ذنوبه ويعود كما ولدته أمّه ،

وهو فريضة في العمر مرة واحدة ،

وغنائم الفجر تمتد حتى تشمل الحج والعمرة وأجرهما معاً .

رأيت معي الغنيمة العظمى فيما قبل الفجر ،

وهذه أخرى جليلة وهي فيما بعد الفجر ،

فعن أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :

( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ،

ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة
)

[ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ] .

وأزيدك أيضاً فعن أبي أمامة قال :

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :

( من صلى صلاة الغجر في جماعة ، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ،

ثم قام وصلى ركعتين ، انقلب بأجر حجة وعمرة
)

قال المنذري : رواه الطبراني وإسناده جيد [ الترغيب والترهيب1/296 ] .

واقرأ معي أيضاً حديث أبي ذر – رضي الله عنه - عن المصطفى – صلى الله عليه وسلم - :

( من قال دبر صلاة الفجر - وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم - :

" لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك يحي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات ،

كتب الله له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ،

وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه ، وحرس من الشيطان ،

ولم ينبغ بذنب أن يدركه في ذلك إلا الشرك بالله تعالى
) .

ألا ترى كم هي عظيمة وجليلة هذه الفضائل في أعقاب الفجر ،

وبعد أداء الفريضة في ذلك الوقت الذي فيه الهدوء والسكينة والنسمات الندية العليلة ،

لتبدأ يومك بعد الفجر بالذكر ، وتنال عظيم الأجر .

فهل تترك ذلك مع ما فيه من حياة القلب ،

وسمو الروح ، وزكاة النفس لأجل نعاس يداعب جفنيك أو قليل من التعب يوهن جسمك ؟

ولو تأملت وعزمت لهان الأمر عليك وتيسر الأداء لك ؛

فإنما هي ساعة لا أكثر .

فيالها من غنيمة واظب عليها ولا تتقاعس ولا تكسل .

 

 

   

رد مع اقتباس