يقول الله تعالى

المشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة أنها نزلت في أَبِي بَكْر الصديق ،
 وَمِسْطَح بْن أُثَاثَة - رضي الله عنهما - ؛ 
وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ قريباً لأبي بكر ، 
وَكَانَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ الْمَسَاكِين الذين شهدوا غزوة بدر ،
 وَكَانَ أَبُو بَكْر - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - يُنْفِق عَلَيْهِ لِمَسْكَنَتِهِ ، وَقَرَابَته ; 
فَلَمَّا وَقَعَ أَمْرُ (الإِفْك) ، 
وَقَالَ فِيهِ مِسْطَح مَا قَالَ ,
 حَلَفَ أَبُو بَكْر ألاَّ يُنْفِق عَلَيْهِ ، وَلا يَنْفَعهُ بِنَافِعَةٍ أَبَدًا ,
 فَجَاءَ مِسْطَح فَاعْتَذَرَ .
ورُوِيَ فِي الصَّحِيح أَنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمَّا أَنْزَلَ :
 " إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بالإفْكِ عُصْبَة مِنْكُمْ " 
الآيات ؛ قَالَ أَبُو بَكْر :
 " وَاَللَّه لا أُنْفِق عَلَيْهِ شَيْئًاً أَبَدًا – يعني مِسْطحاً - بَعْد الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ " ;
 فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى :
 ((وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْل مِنْكُمْ وَالسَّعَة)) 
إِلَى قَوْله :
 ((أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِر اللَّه لَكُمْ)) ; 
فَقَالَ أَبُو بَكْر :
 " وَاَللَّه إِنِّي لأُحبُّ أَنْ يَغْفِر اللَّه لِي " ;
 فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَح النَّفَقَة الَّتِي كَانَ يُنْفِق عَلَيْهِ ، وَقَالَ : 
" لا أَنْزِعهَا مِنْهُ أَبَدًا " . 
وهذه الآية عامّة لكل الأمة إلى قيام الساعة .
فيا سبحان الله ! إذا كان هذا لطف الله – تعالى – بالقَذَفَة العُصاة الفقراء ، 
فما بال أقوام يحرمون أقاربهم الأتقياء الأنقياء ممّا آتاهم الله من فضله !
اللهمّ ارزقنا غنىً لا يُطغينا ، وصحةً لا تُلهينا ،
 واجعلنا من المنفقين المحسنين .   
تحياتي  
...........