نايف بن عوضة ـ رجل يجبرك على احترامه ، عرفته في البداية في بيت الرَّيِّس في النزلة اليمانية في بداية التسعينات الهجرية أثناء تواجدي في جدة لدى شقيقي في إحدى الإجازات الصيفية ، فارق السن لم يكن يسمح لي بالإحتكاك به لكن كان اعجابي بشخصيته وثقافته وهندامه المرتب منقطع النظير ،
عندما يتحدث يشدك حديثه وتعيره سمعك حتى ولو لم يكن كلامه موجّه اليك ، لبق يجيد المحاورة وفن الأقناع ، بعد انتقاله إلى الطائف عرفته من خلال حديث والدي رحمه الله عنه وكثرة ثنائه عليه ،لا ازال اتذكر وصفه الذي كان يصفه به في كثير من المناسبات وملخصه ( نايف صاحب كرم وشيمة )
زرته أول اسبوع من مرضه في مستشفى الطريق الدائري في مدينة الطائف فوجدته صابرا محتسبا وعندما سألت الدكتور عن إمكانية شفائه قال يتوقف ذلك على الله ثم على عزيمته فقلت في نفسي كيف تكون العزيمة عاملا مساعدا في الشفاء ؟! إلى أن شاهدت بنفسي آثار جَلَدِ نايف وصبره واخيرا مثابرته فلم يبق بعد فضل الله حبيس الفراش ،
للساحات فضل كبير في التقريب بيننا فعرفته عن كثب ووجدت أن ما سمعته عنه من قبل وماقيل فيه من الثناء أقلّ بكثير عما يستحقه ، هو بصريح العبارة كتلة مترابطة من الصفات الحميدة إلى جانب كونه موسوعة علمية متحرِّكة تزخر بكثير من المعارف النادرة .
شكرا أبا أديب على هذه اللفته لرجل نكنّ له التقدير والأحترام .