عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2011, 08:52 PM   رقم المشاركة : 740

 

الحبيب الغالي ابو حاتم :
اولا : سنعتبر حلقة ذكرياتك الاخيرة الموجز ويليها النشرة بالتفصيل فلا تتأخر علينا خاصة وانك ذكرت بعض المواقف وشوقتنا إلى حديثك عنها.
ثانيا : اثني على رأيك الخاص بالتنويع والذي عبرت عنه بكل لطف ووصفته بانه زهرة من كل بستان وهذا حق وانا اميل إلى رأيك واتمنى من الجميع تحقيقه .
ثالثا : اثرت ذكرياتي عن المدارس وجهود بعض المخلصين فيها وهم كثر ولله الحمد ولكن ساذكر واحدا منهم وهو الأستاذ صالح عوضة وقبل ذلك اتمنى من استاذي رفيق الدرب أن يتحدث عن الجهود التي بذلها لاستئجار مبنى مدرسته الأخيرة ( ربيعة بن كعب الابتدائة ) وينشر قصيدته التي قدمها للدكتور عبد الله الزيد الله يذكره بالخير ( لا تحسبون ابو صالح سهل ترى بأسه قوي ويديس قبيلة ) طالبوه بالحديث عما قلته لكم ولا يدري إني علمتكم .
نعود للحبيب صالح بن عوضة كمثال فقط .
هذا الرجل له باع طويل في الميدان التربوي وجهود كبيرة جدا اقول ذلك وانا متأكد مما اقول وكان يُختار لاصلاح اوضاع المدارس التي حالتها مستعصية مثل مدرسة اليمامة والملك فيصل ومدرسة المغيرة بن شعبة الابتدائة وهي آخر مدرسة حكومية عمل بها قبل احالته على التقاعد المبكر وساتحدث عنها والا فالحديث عن بقية المدارس يطول وذو شجون .
هذه المدرسة تقع في حي الهنداوية وعدد طلابها اكثر من 1200 طالبا كانت بمنى سئ ونقلت إلى مبنى جديد 28 فصلا اي من اكبر المباني الحكومية ( دعوني اخرج قليلا عن الموضوع على رأي الشيخ على الطنطاوي رحمه الله واذكر لكم موقفا طريفا للأستاذ صالح بن عوضة .
عُين مديرا لمدرسة اليمامة وهذه تقع في حي السبيل وحي السبيل غني عن التعريف وزار المدرسة مدير الإدارة المدرسية الأستاذ عبد الجبار ظفر شافاه الله وعافاه وبعض المشرفين ووجدوا الاخ صالح يعيد تأهيل جهاز عرض بعض الافلام الخاصة بالوسائل التعليمية بنفسه ويداه ملطخة وحالته حالة فسأله احدهم اين المدير قال : انا المدير قال المشرف : وماذا تعمل قال اصلح الجهاز كما ترى قال تصلحه وانت المدير ؟! قال الاستاذ صالح وهل يمنع كوني مدير المدرسة أن اصلح الجهاز بنفسي ؟! كلنا في خدمة التعليم وكان موقفا مشرفا ضرب به الأستاذ عبد الجبار مثلا للمدير المخلص في مواقف عدة ) .
اعود لموضوع مدرسة المغيرة ، استلم ابو نايف ( وهذه كنية الأستاذ صالح عوضه ) المبنى على بلاط كما يقولون وطُلب منه تجهيزه لنقل الطلاب مع بداية العام الدراسي ... شمر ابو نايف عن ساعديه وراجع إدار التعليم يطالب بمستلزمات المبني من مقاعد للطلاب وكتب ووسائل تعليمية وغيرها .. ولكن لسوء الحظ لم تتمكن الإدارة من تلبية طلباته لخلو المستودعات من ذلك .
هل تتصورون أن ذلك ثناه او فت في عضده ؟ كلا بل سلك طريقا آخر واعتمد على الله ثم علاقته الممتازة مع زملائه مديري المدارس وعرض عليهم حاجة مدرسته فامده كل منهم بما فاض لديه من مقاعد ووسائل ولوازم ، وبدأ العام الدراسي ولمّا تكتمل لوازم المدرس ومن ذلك مقاعد الطلاب ، فابتكر طريقة جديدة حيث اشترى من جيبه الخاص مجموعة من الالواح الخشبية ومر على ورشة نجارة لمسح الخشب وتنعيمه حتى لا يؤذي الطلاب ووضع مقعدا من مقاعد الطلاب في طرف من اللوح ومقعدا في وسطه وثالث في طرفه الثاني واجلس عليه الطلاب وكلما اجتمع لديه مقاعد سحب اللوح ووضع المقاعد حتى اثث مدرسته كاملة ولم يبدأ بمكتبه وكان يجلس على مقعد طالب حتى اكتملت حاجة المدرسة ثم التفت إلى مكتبه واثثه ، واصبحت مدرسة المغيرة بن شعبة من افضل المدارس كسابقاتها من المدارس التي تشرف بإدارتها .
كتب الله لابي نايف ولابي حاتم ولرفيق الدرب ولامثالهم من مديري المدارس المخلصين الاجر والثواب .
شكرا لك يا ابا حاتم وما ذكرت لك هذه المواقف للحبيب صالح عوضة الا لاستثير ذاكرتك وتذكر لنا بعض جهودك وانا على يقين انها لاتقل عن جهود ابي نايف وامثالكما وارجو المعذرة عن التطويل والاسترسال ولكن الحديث عن المخلصين ذو شجون .
للجميع خالص تحياتي وتقديري .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .