عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2010, 03:36 PM   رقم المشاركة : 52

 

( قصيدة أب ) للشاعر عمر بهاء الدين الأميري شاعر الإنسانية ، وشاعر المحاريب ، قصيدةٌ حفظتها أيام الدراسة ثم سمعتها بصوت الشاعر نفسه وهو يلقيها بمنتدى مكة الأدبي قبل سنوات ، قصيدةٌ نالت من الشهرة و والانتشار ما لم ينله غيرها في الشعر العربي حتى لقد سمّاها شاعرها (بالقصيدة المحظوظة ) وعدَّها العقّاد من عيون الشعر الإنساني, وقال عنها لو كان للأدب العالمي ديوان من جزء واحد لكانت هذه القصيدة في طليعته. ترجمت إلى عدّة لغات واعتمدت في الكتب المدرسية.
والقصيدة في مجملها تعبّر عن مشاعرَ أبٍ سافر أهله ولمّا ودّعهم في المطار عاد إلى المنزل فإذا السكون يملأ جوانب البيت وإذا به يتخيلهم ويراهم بكلّ زاوية في المنزل وفي كلّ ما حوله :

أين الضجيج العذبُ والشغبُ؟ ..... أين التدارسُ شابهُ اللعبُ؟
أين الطفولةُ في توقُّدِها؟ ..... أين الدُّمى في الأرضِ والكُتُبُ؟
أين التشاكُسُ دونَما غَرَضٍ؟.... أين التشاكي ما لهُ سَبَبُ؟
أين التباكي والتضاحُكُ، في .... وَقْتٍ معاً، والحُزنُ والطَرَبُ؟
أين التسابُقُ في مُجاورَتي .... شَغَفَاً، إذا أكلوا وإنْ شربوا؟
يَتَزاحمونَ على مُجالستِي .... والقُربِ مِنِّي حيثُما انقَلَبوا
يتوَجَّهونَ بسَوقِ فِطْرتِهم .... نَحْوي إذا رَهبوا وإن رَغبوا
فنشيدُهُم "بابا" إذا فَرحوا .... ووعيدُهُم "بابا" إذا غَضِبوا
وهتافُهُم "بابا" إذا ابتَعدُوا .... ونَجِيُّهُم "بابا" إذا اقتَرَبُوا

بالأمس كانوا مِلءَ منزِلِنا .... واليومَ - ويح اليوم - قدْ ذهبُوا
وكأنَّما الصمتُ الذي هَبَطتْ .... أثقالُه في الدارِ إذ غَرَبُوا
إغفاءةُ المَحْمُومِ هَدْأتُها .... فيها يَشيعُ الهَمُّ والتَّعَبُ
ذهَبُوا، أجَلْ ذهبوا، ومَسْكنُهم .... في القَلبِ، ما شطُّوا وما قَرُبوا
إني أراهم أينما التفتتْ .... نفسي وقد سكنوا، وقد وثبوا
وأحِسُّ في خَلَدي تلاعُبَهُمْ .... في الدَّار، ليس ينالهمْ نَصَب
وبَريقَ أعيُنِهم، إذا ظَفِروا .... ودُموعَ حُرقتِهم إذا غُلِبوا
في كلِّ رُكنٍ مِنهُمُ أثَرٌ .... وبكلِّ زاويةٍ لَهُم صَخَبُ
في النافِذات، زجاجَها حَطموا .... في الحائِط المَدْهونِ، قد ثَقَبُوا
في البابِ، قد كسروا مَزَالجَهُ، ... وعليه قد رَسَمُوا وقد كتَبُوا
في الصحنِ فيه بعضُ ما أكلُوا .... في عُلبةِ الحلوى التي نَهبُوا
في الشَطرِ مِن تُفاحة قضموا .... في فَضلة المَاءِ التي سَكَبُوا
إني أراهُمْ حَيثُما اتجَهَتْ .... عيني كأسرَاب القَطَا سَرَبوا
بالأمْسِ في "قرنايلٍٍ" نَزَلُوا .... واليوم قد ضمَّتْهمُ "حَلَبُ"

دمْعي الذي كتَّمْتُهُ جَلَدَاً . ... لمَّا تباكَوا عندما ركِبوا
حتَّى إذا سارُوا وقد نَزَعُوا .... من أضلُعي قلباً بِهمْ يَجِبُ
ألفَيتُني كالطِفْل عاطِفَةً .... فإذا بِه كالغيثِ ينسكِبُ
قد يَعجَبُ العُذَّال من رجُلٍ .... يَبْكي، ولو لم أبكِ فالعَجَبُ
هَيهْاتَ ما كلُّ البُكا خَوَرٌ .... إنِّي وَبِي عَزْمُ الرجالِ، أبُ

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس