يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-2011, 12:45 AM   رقم المشاركة : 1
قصة رجل أرعبت الجلوس


 




[type=252659]قصة رجل أرعبت الجلوس[/type]

...................كان يحكي لنا القصة ودموعه حائرة في عينيه .. بل انفلتت منه دمعات متواصلة مما أجبر أحدنا أن يحضر له ماءا ليغسل وجهه ويكمل ما بدأ به .. قال بصوت يملأه الحزن .. رأيت الدنيا ضاقت بحالي .. وشعرت بضيق الصدر فما وجدت غير أنني أركب سيارتي وأسير خارج المدينة التي يقطن بها الأهل .. سرت في طريق معبد حتى بدأت لي الصحراء .. أنحرفت بسيارتي وسرت دون وعي .. غاب عني الطريق .. لايوجد غير صوت الريح .. وبدأت الشمس تودع جبلا كان أمامي .. توقفت سيارتي من التعب .. وقلت هنا ربما أجد الراحة .. كان أمامي جبل .. وجهاتي الأخرى صحراء قاحلة كأنما خاصمها منذ سنوات المطر .

...................خرجت من السيارة وتأملت الجبل والسماء .. وبدأ المغيب دون معنى .. عدت لسيارتي مرسلا بصري في إتجاه الجبل .. وغاب النظر بين قدمي لحظات .. وفجأة رفعت بصري للأمام فصرخت صرخة أهتز لها القلب والجوارح .. وأختلت موازين جسدي وفكري وقلبي وأرتعشت قدماي .. وأحسست ببلل دون إرادتي .. رأيته كبيرا وكأنه يقترب منى قادما من أعلا الجبل .. مستديرا أبيضا مضيئا مرعبا وحدتي .. ولايفصل بيني وبينه عدا زجاج السيارة .. فزاد خوفي وقلت إني لا محالة هالك في هذا البعد عن البشر.. وعادت نفسي تستكين قليلا ولكن الخوف أعتنقني كعناق عشيق أحتواه الشوق فأرتمى في الحضن واستقر

...................أدركت ماذا ارعبني .. وعرفت من كان يرنو من أعلا الجبل .. لقد كان البدر في ليلة المنتصف .. ظهركاملا منيرا من اعلا خلف الجبل .. فخفت في وحدتي وتمنيت أن اكون في غربتي بين الأهل .. وصعد البدر رويدا محلقا في الفضاء صاعدا للسماء وتبين أن بيني وبينه أمد وأمد .. وبدأت إضاءة النهار تختفي بوداع الشمس وقد حل مكانها ضوء القمر .. وأسدل الليل الموحش ستاره في مقاومة مع ضوء البدر .. وأنتشر خوف بهيمي مجهول في أطراف جسدي وقد تواصل بين شعر الرأس ومخمص القدم .. فتمنيت في نفسي صارخا بالصمت ياليتني لم اخرج من ديرتي .. وياليتني مت قبل هذا الموقف المخيف فلا سامع ولا مستمع .

...................وعاد الرجل يبكي بشدة .. وأختلطت كلماته مع صوت البكاء والنحيب .. وصرخ بيننا كأنه يعيش في تلك اللحظات التي عاشها ويحكيها الآن بيننا .. ولكنه مازال يعيش بالخوف الرعب .. وهدأت نفسه قليلا عندما مد يده ممسكا احدنا وكأنه طفل أخافه كلب سعور أو شبح يريد أن يخطفه من بين البشر .. وعاد يكمل لنا ماحصل في تلك الصحراء .

................... قال وهو متقوقع على نفسه .. بقيت داخل سيارتي وقد أضناني الجوع والعطش .. وجواري الماء وشيء من الأكل ولكن الخوف بدا يدب في اطرافي فكرهت الطعام والشراب فيكفي ما أصابني من بلل .. وغفت عيناي قسرا وما اظنه غير إغماء أصاب بؤرة القلب وفي الجسد انتشر .. لقد كانت سِنَةِ من النوم في لحظة الصحوة عن البشر .. وعدت لوعي مرة أخرى وسريعا ما أرتجف الجسد .. صحوت على صوت الريح وشيء يخالجني أن حولي شيئا منتظر .. وظهرت الحالة التي لم اتوقعها أيها البشر .. ضوء الصحراء يزيد .. وهذا أضاف خوفا لقلبي بدلا من الطمأنينة في ضوء القمر .. وزاد الضوء وكأنما شيئا قادم من السماء ولكن هل كنت أنا المعني ولهذا الهول أنتظر .. مددت رأسي من زجاج مقدمة السيارة .. وصرخت صرخة سمعها كل حجر .

................... وعاد الرجل للبكاء مليئا .. فطلب البعض أن يتوقف عن الحديث حزنا لحالته طالما يعيش في هذا الرعب المخيف .. ولكن آخرون رغبوا أن يعرفوا ماذا حصل .. وهدأت نفس المسكين الذي أبكانا ببكائه .. وأخافنا برعبه وما بدى عليه من متغيرات ظهرت على عينيه اللتين تزايدت عمقا في وجهه وقد تشكّل بالوان ليس لها وصف عدا من أفعال القدر .. لقد تمكن الرعب من الرجل فكاد أن يجن لولا ان أحتمى بجسد من كان يجلس جواره.

................... بدأت كلماته تهتز عندما أكمل رعبه في تلك الوحدة بين ريح وصحراء وجبل .. قال صحوت مرة أخرى .. ونظرت للسماء وأنا داخل سيارتي والضوء يزيد وينتشر .. فوجدت البدرليلة المنتصف كان السبب .. وصرخ بيننا وقال .. لقد رأيت الدر يسقط سريعا من السماء وعلى سيارتي سوف يهوي واموت في هذا المكان القفر .. وحاولت أن أتماسك ولكن عدت مع نفسي مجنونا صارخا وباكيا .. وصمت الرجل فجأة .. وأشاح بوجهه لجهة أخرى .. فأعتقدنا أن أمرا أصابه وأنتشر الصمت بيننا وكأن ما أصاب الرجل لحق بنا في هنيهة من الزمن .. وفجأة ادار الرجل رأسه لنا وهو يضحك باسما .. وقال .. كم قلت لنفسي .. ما أجمل أن يكذب الإنسان على نفسه لشيء قلته لكم ولكنه ماحصل.

( أنتهت قصة الرجل بيننا ولكن نحن الجلوس ).

((( ضربناه ضربا .. وركلا حتى ذهب عنا القهر )))

هذه كلمات مازحت بها معاني الأدب

فأرجو المعذرة لمن تفاعل معها

طلال عبد المحسن النزهة

www.talnuzha.com

[type=274149]من بريدي[/type]

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2011, 01:35 AM   رقم المشاركة : 2

 

الأســـتـاذ القـــدير/ سعيد
كم أتحفتني بقراءة هذه الكلمات الأدبية المختارة
شكراً للكاتب والناقل

وهذا ليس غريب عليك فأنت أستاذ الأدب والشعر
وأتمنى ألا تحرمنا من روائعك الأدبية لنواصل الاستفادة والتعلم من أستاذ قدير مثلك ..
تقبل مروري وفائق تقديري وخالص احترامي

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2011, 09:37 AM   رقم المشاركة : 3

 

أسلوب الإكراه على القراءة 0 والقراءة المتأنية 0
رائع يا أبو محمد في الاختيار 0
لقد قرأتها بتفاعل وأستعجل الوصول للنهاية
إبداع من الكاتب ولك وأن كان منقول أن مظهرك يشهد 0
برقتك وإبداعك وأعرف أن الجوهر أكبر00 تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-04-2011, 11:14 AM   رقم المشاركة : 5

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد راشد مشاهدة المشاركة

قصة رجل أرعبت الجلوس

................... وعادت نفسي تستكين قليلا ولكن الخوف أعتنقني كعناق عشيق أحتواه الشوق فأرتمى في الحضن واستقر .......................

هذه كلمات مازحت بها معاني الأدب

فأرجو المعذرة لمن تفاعل معها

طلال عبد المحسن النزهة
من بريدي
*************************************

سلمت وسلم بريدك الرجل يجيد القص وإن كان ماسرده أضغاث أحلام فقد أحسن التمثيل
إلا أني أرى أن تشبيهه للقمر حين ارتمى بنوره في حضنه ( كالعاشق الولهان ) وفي هذا الظرف المخيف
والخوف الشديد الذي يعتريه علما بأن الرجل لم يخطر بباله أنه القمرفي الوهلة الأولى وهذا لا يتأتى إلا في حالة واحدة
وهي حالة الانتشاء والهدوء والطمأنينة فتشبيه هذه الصورة بتلك ( في نظري )
غير مستساغ كتشبيه الشاعر حين قال :
نثرتهم فوق الأحيدب نثرة **** كما نثرت فوق العروس الدراهم
أنظر تشبيهه للقتلى في ساحة المعركة كالدراهم وهي تنثر على العروس إن هذاالتشبيه يبعث في النفس الاشمئزاز والنفور .
شكرا لك وللمبدع وأدام الله خرجك وليتك ترسل لي الفائض يا أبا محمد .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-04-2011, 10:19 PM   رقم المشاركة : 6

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الشملاني مشاهدة المشاركة
الأســـتـاذ القـــدير/ سعيد
كم أتحفتني بقراءة هذه الكلمات الأدبية المختارة
شكراً للكاتب والناقل

وهذا ليس غريب عليك فأنت أستاذ الأدب والشعر
وأتمنى ألا تحرمنا من روائعك الأدبية لنواصل الاستفادة والتعلم من أستاذ قدير مثلك ..
تقبل مروري وفائق تقديري وخالص احترامي
[type=939668]
أخي العزيز /
أحمد الشملاني

ازدانت القصة ذات الهدف المزّاح.. بحضور عطرك الفوّاح.
بعد شكري لك على الإشادة والمديح..أرجو ألا تبرح عن ساحة الأدب الفصيح.
فهناك بعض المواضيع التي ستفيدك إن كنت من هواته؛
وإن كان لديك شيءٌ يفيدنا فهاته.

لك تحيتي وسلامي، وتقديري واحترامي.
[/type]

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2011, 09:12 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سعيد راشد
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد راشد is on a distinguished road


 

أسلوب الإكراه على القراءة 0 والقراءة المتأنية 0
رائع يا أبو محمد في الاختيار 0
لقد قرأتها بتفاعل وأستعجل الوصول للنهاية
إبداع من الكاتب ولك وأن كان منقول أن مظهرك يشهد 0
برقتك وإبداعك وأعرف أن الجوهر أكبر00 تحياتي 00
[type=480333]
أخي الفاضل/
أبـــــ صالح ـــــا

الروعة تفضلك بالوقوف هنا دقائق، ومديحك بالإطراء الرائق.
أبلغت الكاتب بالحضور إلى هنا لمشاهد تعليقاتكم.
فأشاد بمن تداخل على قصته وكلفني بشكركم.

لك التحية والسلام، والتقدير والاحترام.
[/type]

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir