مشاعر في رثاء العلامة الجبرين رحمه الله وجبر مصابنا فيه..
والمعاني تقف دون قدره ولا نزكي على الله أحدا..
زفّوا الندى - للعُلا - والعلمَ والشرفا وانزلـوه الرِّضــا والظّــلَ والغُــرفـا
وشيّعـوا ركبَـه في الأفــق مبتهجـــاً واستفتحـوا بالثنــا الأبوابَ و السُّقفـا
وسابقوا بارقــاتِ النــورِ واغتسلـوا واستنشقوا عطرَه..واستنطقوا الصُّحفا
سيروا به للسنا .. من غير منعــرج والدمــع في أعيــن الأحبـاب قد وكفـا
زفوه .. واستدبروا حُزْني ومكربتي يا هــول ما هــزّ وجداني وما اكتنفــا
عليك يا شيخنــا الجبريــن سابغــــةٌ من رحمـــة الله تطفــي الهـمَّ واللَّهفـا
مضيت.. ما خفتت نارُ الحسودِ لظى وما ارتوى منك وجدانُ الهـدى شَغفـا
هذه الثمانـــون ملأى عـــزّةً وسنــا وفي اللآلـي كـنــزٌ يجلــب الصـدفـا
قامت إلى الله بالسيـر الحثيـث فمــا مالــت للهــوٍ ولم تَسْتعــذب التــرفـا
ورابطت في ثغورِ العلمِ.. واصطحبت \"إيـاك نعـبـد \" فـي مشوارها هـدفـا
فديتـــه من أبــيًّ شــامــــخٍ جلــــــدٍ ذي مِـرّة في حيـاض العـزّة اعتكـفـا
أحيــا به الله من نــور السنــا سننـا وجــبّـــر الله بالجبـريـــن ما اختلـفــا
محنّك الرأي، راسي العزم، مبتــدرٌ فمــا تمهّــل فـي بـــرٍّ ولا انصرفــا
سلـوا المنــابر والإفتـاءَ عن حجـجٍ وسائلـوا المتـــن والإســناد والطرفـا
سلـوا الثبات وروح الزهد عن علمٍ ترى على سمته الأصحـاب والسلفـا
وسائلوا كم زوى بالآي من بـــــدعٍ كالحــق حين اعتلى البهتـان فانكشفـا
تسيــر كالنجــم في الأفــلاك مؤتلقا ما كلَّ في معـرج العليـا ولا انعطفـا
نستــودع الله بحــر العلـم إذ عَذُبت للصـبّ شطـآنه ممــا كفـى وشفـــا
رحلــت يا أمــة عن أمــةٍ فجعــــت عليك..منذا يـداوي جرحهـا النزفــا
ملكتهــا بالهـــدى علمــا وتزكيـــة ً فملّكتــك المـآقـي رفعــة و وفـــــا
كم عالــمٍ قامـــت الدنيـــا بهمّتـــه وقد يعــزّ عليهـا أن تـــرى خلفــــا
عليك مني ســـلام ٌ عاطــرٌ وكِــفٌ ما أشرق النور في الدنيا وما كسفــا
شعر: صالح بن علي العمري
الظهران
تحياتي
...........