عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2010, 04:41 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ساحات
 
الصورة الرمزية صقر
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
صقر is on a distinguished road


 

ملاحقة قضائية
• هل تنوي مقاضاة أو ملاحقة من تعرض لك أو غمزك من الدعاة والكتاب؟


ــــ أفكر جيدا في هذا الأمر، وإن شاء الله سأجد الطريقة التي تضع حدا لمن يفتري على الإسلام وأهله. لا يهمني كثيرا شخصي ولكن يهمني العلم الشرعي وتهمني سمعة العلماء الأجلاء، وقبل ذلك سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يسخر منها ويستهزأ بها، وأن يفتح باب لأصحاب الأهواء والأغراض.


• ولكن البعض ذهب إلى أن العامة استنكروا هذه الفتوى، هل استنكروها لعجبها أم لأنهم لم يسمعوا بها؟

ــــ أعتقد أنه لو وضح العلماء للعامة في وسائل الإعلام أن هذه مسألة خلافية ولا يجوز لأحد التعرض للسنة ولأقوال العلماء والأئمة، وطالبوا الجميع باحترام آراء العلماء، لما حصلت هذه البلبلة التي أوجدها الحاقدون، ولكن من المؤسف أن بعضهم سكت و البعض الآخر أوهم العامة أنه لم يقل بها أحد من العلماء السابقين، كما أن الحسد له دور في المسألة فالحسد بين العلماء موجود منذ القدم.


كتمان العلم
• تحدثتم عن أن بعض العلماء يعرف بعض العلم ويخفيه عن الناس خوفا من العامة أو بعض الجهات، هل من علمائنا من أخفى أمورا ترتب عليها إضرار بالناس، وهل ينطبق على هؤلاء حديث «من كتم علما نافعا ألجمه الله بلجام من نار»؟


ـــــ لا أستطيع القول إن هؤلاء حدث منهم التسبب في حصول ضرر، وقد يكون حصل فعلا، ولكن أقول إنه يجب على العالم ألا يخشى إلا الله عز وجل، وألا يخاف من ألسنة العامة ولا تسلط من هو أعلى منه.


• هل يجوز شرعا إخفاء بعض العلم عن الناس؟

ـــ لا يجوز، لقوله تعالى: «وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه» ولقول النبي (صلى الله عليه وسلم): «من كتم علما نافعا ألجمه الله بلجام من نار»، مثل هذه الفتوى يستفيد منها الناس، لكن في بعض المسائل التي قد تحمل الناس على التكاسل وتتعلق بالأخبار فلا ينبغي إظهارها، كما قال نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم): «لا تخبرهم فيتكلوا»، لكن إذا كانت هناك حاجة للناس في هذا العلم مثل المتضررين من السحر ـــ وهم عدد كبير ـــ فلا بد من نشره عملا بقوله (صلى الله عليه وسلم): «الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، ولقوله (صلى الله عليه وسلم): «أحب لأخيك ما تحب لنفسك».


• ماذا عن عدم احترام العلماء للآراء الفقهية المختلفة، وهي آفة موجودة لدينا؟

ــ لا يزال يوجد في طلبة العلم والعلماء وللأسف من يصف آراء المخالف له بالبطلان والفساد، على الرغم من قوة دليله ووجهة نظره المستمدة من فهمه الصحيح للنص، وعلى الرغم من اتباعه لأئمة سابقين في هذا الرأي، ومع هذا كله ترى فيهم من يصف قوله بالبطلان والفساد.


• البعض تحجج بأن فتوى الإرضاع قد تفيد المجتمع، ولكن هناك قضايا أكثر إلحاحا مثل قضايا تكافؤ النسب التي لم تجد حلا، وقضية تحديد سن زواج القاصرات التي لم تحل، ما رؤيتك لهذه الأقوال؟

ـــ المجتمع في حاجة إلى أمور الدين كلها، وقد تكلمت عن قضية زواج القاصرات في أكثر من مجال، وكل هذه القضايا لها حل وقد تكلم عنها العلماء.


ظهور العلماء
• من القضايا التي ذكرتها قضية الظهور في وسائل الإعلام، وكثير من العلماء وبعض كبار العلماء لا يظهرون في وسائل الإعلام كثيرا، وحتى فتاواهم قليلة ومقتضبة، هل هذا نوع من عدم نشر العلم؟


ـــ الظهور في الإعلام مطلوب، وسمعت سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يطلب من العلماء والمشايخ عندما اجتمعوا عنده لمناقشة محاضرات الجامع الكبير ويقول: اظهروا في التلفاز واظهروا في الإعلام، هذه وصيته التي يوصي بها المشايخ والحاضرين؛ لأن في ذلك خيرا كبيرا، ولو حصلت هذه الوسائل لعلمائنا السابقين والأئمة لاستغلوها استغلالا كبيرا لنشر العلم والخير والدعوة.


• هل يمكن القول إنها ضرورة شرعية؟

ـــ هذه الوسائل أصبحت حجة على العلماء إذا لم يستغلوها في إظهار العلم والدعوة إلى الله، أما السابقون فهم معذورون وبذلوا جهدهم فيما يستطيعونه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها. لكن لما أوجد الله هذه الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة فلا ينبغي أن ينغلق العالم على نفسه ويبتعد ويخفي خيرا كثيرا عن الناس، فالله عز وجل يقول: «ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين».


تجريم المعتدين
• هناك قضية أخرى هي تجريم المعتدين في قضية الحديث عن العلماء، حيث كثر الهمز واللمز والاعتداء بالأقوال على العلماء وعلى فتاواهم والتقليل من شأنهم، هل هناك من ضرورة للحد من قضية الإساءة للعلماء؟


ـــ لما رأى بعض الناس توجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله ورعاه) في إعطاء الناس الحرية لإبداء الآراء، استغلوها استغلالا سيئا لم يكن يقصده رعاه الله ولا يتفق أبدا مع قواعد الشريعة ولا مع النظام الأساسي للحكم ولا مع نظام الإعلام، فالحرية مطلوبة للناس في إبداء آرائهم ويسمح لطالب العلم أن يبدي رأيه الصريح في مسألة خلافية وأن يبين وجهة نظره، مع الأدب والاحترام والتقدير للمخالفين، لكن لا يجوز لغير المتخصصين في العلم الشرعي أن يخوضوا فيه.
الحرية لا تعني أبدا أن يقدح إنسان في الآخرين أو أن يلمز أو يسب ويشتم ويستهزئ ويستهتر إما بالدين أو ببعض الناس مهما كان وضعهم، هذا كله مرفوض في الشريعة والنظام، كذلك الحرية في وسائل الإعلام لمن ينتقد جهة خدمية مثلا لتقصيرها في واجباتها وهذا ما يرحب به ولي الأمر ويفرح به حتى تتضح الحقائق ويعرف المقصر في واجباته، لكن لا ينبغي أن يمس شخصية الإنسان وما يتعلق بذاته وأسرته وخصوصياته.
أما البحث والنقاش مع التزام الأدب التام فهذا شأن العلماء السابقين في عقد مجالس المناظرات التي كانت تعقد حتى في مجالس الخلفاء، فالمناظرات مطلوبة والبحث والنقاش مطلوبان، بل وامتلأت كتب المطولات منه مثل كتاب المغني وغيره في مناقشة العلماء بعضهم بعضا.


• كثر من بعض طلاب العلم الذين يفتون بدون علم فيضلون ويضلون مثل بعض الفتاوى التي لا تصح واختلط الغث مع السمين، لماذا ظهرت هذه القضية، ومن المسؤول عن انتشارها، وكيف للعلماء أن يتصدوا لهذه القضية؟

ــــ أرجو أن يكون هناك نظام صارم وعقوبات شديدة تحد من تجاوز الآخرين للشرع والنظام والتطاول على الآخرين، وأن تكون هناك عقوبات رادعة، حتى يقف كل عند حده.
هذه الفضائيات يجب ألا يظهر في برامج إفتائها إلا من هو من أهل العلم والفقه، أما أن يأتي شخص من الدعاة والوعاظ ثم يفتي الناس ويأتي بفتاوى بعضها مخالف للنصوص الصريحة الصحيحة فهذه بلية، لكن أيضا لا تحجر الفتوى على أشخاص معينين، بل كل من كان يتصف بصفة المفتي القادر على إصدار الفتوى الصحيحة يجب أن يسمح له ولا يجوز منعه أبدا؛ لأن الناس في حاجة إلى الأعداد الكبيرة من المفتين لأن الفتاوى التي ترد إلى الجهات الإفتائية تقدر بالآلاف وربما بمئات الألوف.
لا يمكن أبدا أن تسد حاجة الناس للإفتاء بالمفتين الرسميين، بل لا بد أن يتصدى لها كل من له علم وفقه حتى تسد حاجة الناس.
إن الذين يدعون إلى حصر الفتوى في الجهة الرسمية يريدون منع العلم وإبعاد الناس عن العلم الصحيح وعن التفقه في الدين وعن معرفة الحلال والحرام؛ لأن هذه الجهة لا تستطيع أن تلبي حاجة الناس أبدا.
أرجع وأقول إن الفتوى التي تحدثت عنها هي في الأفعال المتعلقة بالأفراد من المسلمين مثل الصيام والصلاة والنكاح والطلاق، أما الفتوى المتعلقة بالعمل العام مثل فتوى الجهاد والمقاطعة فهذه موكولة إلى ولي الأمر؛ لأنه هو الذي يقرر ما يفعله في حق العموم، لذلك لا يجوز أن يتدخل فيها كل أحد، بل هو يستشير من يثق به من أهل العلم ويأخذ بالرأي الذي يراه.

تتمه )) ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس