عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-2010, 04:36 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ساحات
 
الصورة الرمزية صقر
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
صقر is on a distinguished road


 

شجاعة العلماء
• هل جاءتك اتصالات من بعض العلماء الذين يثنون على شجاعتك؟

ـــ نعم جاءتني اتصالات من علماء كبار ومن مسؤولين في الدولة يؤيدون هذه الفتوى، ومن المؤسف أن بعضهم لا يصرح برأيه خوفا من الاعتراضات.


• ممن يخافون؟
ـــ بعضهم للأسف يخافون من العامة ومن بعض العلماء المعارضين، مثل فتوى حل السحر.
• حل السحر بالسحر؟


ـ نعم، هناك أعضاء في هيئة كبار العلماء وفي اللجنة الدائمة قالوا لي إننا نفتي بما تفتي به.


• ما ردك على من قال إن مثل فتاوى الإرضاع يجب ألا تخرج إلا من هيئة كبار العلماء أو مكتب المفتي، وألا تصدر من العلماء المفردين لأنها تسبب بلبلة بين الناس؟

ـــ لم يأت في كتاب الله ولا سنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) أو أقوال أهل العلم أن الفتوى لا تصح إلا من أشخاص معينين أو هيئة معينة، بل لم تنص أنظمة هذه البلاد المباركة على ذلك، وإنما أنشأ ولاة الأمر هيئة كبار العلماء لإصدار فتوى في بعض النوازل وما تحتاج إليه الدولة في عملها، ولا يصح أبدا قصر الفتوى في جميع الأمور على هذه الهيئة، بل ويستحيل أن تستطيع الهيئة الإجابة على كل فتوى يحتاجها مئات الألوف من المسلمين في كل وقت.


• يرى البعض أن الرضاعة من المجاعة، أو أنه لا رضاعة بعد سن العامين للطفل؟ فكيف يرضع الكبير وكم كمية الحليب اللازمة لإشباعه؟

ـــ المقصود بالمجاعة أن يكون هناك شرب حقيقي للبن وليس مجرد امتصاص الثدي ولو لم يكن به حليب، ولا أعلم أحدا من أهل العلم اشترط الجوع ولكن من المعلوم أن غير الجائع لا يتقبل الطعام، وبالنسبة لإرضاع الكبير فهي حالة خاصة لمن احتاج إلى إرضاعه، واستثناء من عموم النصوص التي تدل على اشتراط الحولين تيسيرا من النبي (صلى الله عليه وسلم) لهذه الأمة، حلا لمشكلة يعاني منها من يوجد بينهم من هو في حكم الابن وفرد من أفراد العائلة كما أوضحته في بحثي المنشور سابقا والموجود في موقعي في الإنترنت. وأما كيفية إرضاع الكبير فكما يفهمه العقلاء وكما نص عليه العلماء أن المرأة تحلب في إناء و يسقاه بعد ذلك الكبير قال ابن عبد البر: «هكذا إرضاع الكبير كما ذكر، يحلب له اللبن ويسقاه، وأما أن تلقمه المرأة ثديها كما تصنع بالطفل فلا، لأن ذلك لا يحل عند جماعة العلماء، وقد أجمع فقهاء الأمصار على التحريم بما يشربه الغلام الرضيع من لبن المرأة وإن لم يمصه من ثديها، وإنما اختلفوا في السعوط به وفي الحقنة والوجور» (التمهيد ج 8 /ص256 ـــ 257).
الفتاوى الشاذة


• هناك لمز وغمز من دعاة وصحافيين ورسامي كاريكاتير على فتوى الرضاع، بماذا ترد على مثل هذا الكلام؟

ـ الذين نقلوا هذه الفتوى نقلوها بالصوت ويمكن لأي أحد أن يستمع إليها وليس فيها ذكر سائقين أو خدم، وليست فيها العموميات أبدا، وإنما هي كما أقولها الآن، لكني لما رأيت أن الأمر التبس على البعض وهناك من أراد التشويه أوضحتها أكثر. أما بالنسبة للذين يهمزون ويلمزون فإن البعض من الحاسدين الحاقدين ـــ وهؤلاء أعلمهم يقينا ـــ فرحوا بهذه الفتوى لأجل أن يوهموا العامة أنني خرجت بهذه الفتوى عن الطريق الصحيح، وأنني آتي بأمور ـــ كما يقولون ـــ شاذة، أما خطيب المسجد الحرام فكان يرد على المستهزئين والمتعالمين ولم يقصدني، حسب ما أفادني بذلك أخوه فضيلة الشيخ ناصر آل طالب.
هناك من طلبة العلم من قال إن بعض فتاواي شاذة، بل هناك من قال إن فتوى الرضاع فاسدة، وهذا يدل على جهل بالغ فلا يصح أن توصف السنة وفتوى بعض الأئمة بالفساد، وأقول لهم ما معنى الشذوذ؟، أحرجت من قالها في مؤتمر الفتوى الذي عقد في رابطة العالم الإسلامي قبل أكثر من سنة وطلبت منهم أن يحددوا معنى الشذوذ، فلم يستطيعوا ولم يتفقوا في إعداد التوصيات على ذلك، وقلت لهم إن كان المقصود بالشذوذ الفتوى التي قال بها البعض دون الآخرين فهذا مدح وليس بذم؛ لأن الله تعالى مدح القلة وذم الكثرة فقال: «وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله»، وقال: «وقليل من عبادي الشكور»، وقال: «وقليل ما هم» وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين»، كذلك قال العلماء لا يصح الإجماع مع خلاف شخص واحد، لأن الحق قد يكون معه ولو خالف الجميع، وكما فعل شيخ الإسلام ابن تيمية في وقته حيث خالف أكثر علماء عصره في مسائل، فمدح بذلك وأصبح العمل على رأيه.


• هذا يعني أنهم لم يحرروا المصطلح؟

ــ نعم، ولذلك من الخطأ أن يقال إن هذه فتوى شاذة على سبيل الذم، بل يقال إن هذه الفتوى لم يقل بها إلا القليل وقد يكون الحق معهم.


• إذن فأنت ترى أن الشاذة ليست سيئة دائما؟

ــ نعم وللأسف أن البعض وصف فتوى حل السحر بالشذوذ مع أنه قال بها جماهير أهل العلم ولم يخالف من الحنابلة سوى اثنين أو ثلاثة، ووجه عند المالكية، ولم يخالف من الحنفية والشافعية أحد فيما أعلم، حيث إن الحافظ ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) لم ينقل خلافا عن أحد في هذه المسألة، بل ذكر المجيزين فقط وممن جوزها الشيخ محمد بن عثيمين في شرحه للسفارينية وبصوته في موقعه وموقعي .
إذا كان هذا هو قول جماهير أهل العلم فكيف تكون شاذة؟، الذي يقول ذلك جاهل لا يعرف معنى الشذوذ ولا يعرف كلام أهل العلم، ولو عرفه وعلم أن الجماهير يقولون بهذا القول وكلف نفسه قراءة كتابي «الصارم المشهور» الذي هو منشور في موقعي، لعلم أنه لم يفهم ولم يطلع أصلا واستعجل في الإفتاء ولم يكلف نفسه البحث، وإنما يفتي بما رسخ في ذهنه، ولم يكلف نفسه الاطلاع والتحري وتبرئة ذمته أمام الله عز وجل قبل أن يصف هذه الفتاوى بهذه الصفات، وقوله مردود عليه. وقد تحديت العلماء جميعا في وسائل الإعلام أن تعقد بيني وبينهم مناظرة في وسيلة إعلامية مرئية ومسموعة حتى يعرف الناس من هو المحق ومن هو المخطئ ومن هو الذي يعرف معنى الشذوذ.
للأسف ذهب العلماء الذين يتحرون الدقة في إطلاق الألفاظ ويراعون جانب التقوى في عدم وصف الآخرين بالافتراء والشذوذ والقول على الله بلا علم وأنه يفتح باب شر وشرك، وكأنهم لا يدرون أنهم يتهمون أئمة وعلماء أجلاء في هذه الأمة بأنهم يفتحون باب الشرك، هل جماهير العلماء والأئمة يفتحون باب الشرك؟، هذه مصيبة.
أرجو من هؤلاء العلماء وطلبة العلم أن يراجعوا كتب أهل العلم قبل أن يطلقوا الكلمات الجارحة والتضليل والتجهيل وهم لم يعرفوا حقيقة هذه الفتوى ولم يعرفوا من قال بها، ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث.

تتمه )) ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس