||| تبخر حلم الدكتوراه |||
تبخر حلم الدكتوراه
وذهب الطموح أدراج الرياح ( الحلقة الأولى ) في أولى حصة دراسية لمادة القواعد للصف السادس ؛ كتب المعلم على السبورة: بسم الله الرحمن الرحيم التاريخ : ؟ / 4/1385 هـ المادة : قواعد الموضوع : مراجعة لما سبق دراسته بالصف الخامس . وتبدأ المراجعة التمرين الأول : قطعة نثرية يتبعها بعض الأسئلة حول ما تحويه من أسماء وأفعال وحروف ، وما ورد بها من الجمل الاسمية والفعلية . التمرين الثاني . . . اعرب ما يلي : 1 - ( جاء الذي سافر ). قام المعلم بمناقشة طلابه لإعراب الجملة موزعاً الأدوار بينهم مع تسجيل رؤوس أقلام على السبورة . طلب المعلم من أحد طلابه قراءة الجملة الثانية . صاح أحد طلابه وبإلحاح : أستاذ أستاذ أستاذ . التفت الجميع إلى مصدر الصوت في زاوية الفصل الخلفية اليمنى ليشاهدوا طالباً صغيراً نحيلا رافعاً يده اليمنى المقبوضةً عدا سبابته الممدودة . وبعد حصوله على الإذن من معلمه بالكلام قام قائلاًً : ما هو محل ( سافر ) من الإعراب ؟ لم يكد يسمع المعلم السؤال حتى رأى بريق النجوم تتراقص في شبه ظلام أمام عينيه من هول المفاجأة . أتعلمون لماذا ؟ لأن المعلم مسكين حاصل على كفاءة معهد المعلمين الابتدائي ، ومستواه التعليمي أقل من مستوى الكفاءة المتوسطة اليوم وخبرته في التدريس سنة واحدة قي تدريس الصف الثاني الابتدائي ، وتأكد له أنه أمام سؤال مُحرِج للغاية ولا يعرف إجابته ، ولا يعلم هل السؤال حقيقي يوجد له إجابة مقنعة ؟ . أم سؤال استفزازي في غير محله ليس له إجابة مقنعة ، ويحتمل أن الطالب طرحه ليختبر قدرة معلمه على التصرف . قفز إلى ذهن المعلم اقتناع أن السؤال استفزازي في غير محله ، فلم يمر عليه في دراسته (شيء اسمه محل من الإعراب ) ، وتمنى لو أن تنشق الأرض لتبتلعه ، ولا يرى نفسه في الحصة الأولى من المنهج مُحْرَجَاً أمام طلابه الذين بعضهم أكبر منه سناً ، إذ المدرسة في قرية نائية وحديثة الافتتاح . كل هذه الأفكار تواردت إلى ذهنه بسرعة كلمح البصر . استجمع المعلم قواه وبثبات وجّه السؤال للطلاب قائلاً : سأل زميلكم سؤالاً جيداً فمن منكم يستطيع أن يجيب على سؤاله ؟ والتفت إلى السبورة مدوناً ذلك السؤال ووضع تحته خطاً . خيّم السكوت على الجميع وكأن على رؤوسهم الطير ، ولو سقطت الإبرة على الأرض لسمعت صوتها . استمر المعلم بمطالبة الطلاب بمحاولة الإجابة ، وهم يتبادلون نظرات الحيرة والذهول ، ولا من مجيب . التفت المعلم إلى صاحب السؤال متحركاً باتجاه باب الفصل المفتوح في الزاوية الأمامية اليسرى والتي تواجه إدارة المدرسة ( الطلاب لا يشاهدون الإدارة من مقاعدهم لانحرافها قليلاً ) وقد خطر له فكرة يمكن أن تنقذه من الموقف المحرج الذي لا يحسد عليه وأشار بيده إلى الطالب السائل . المعلم : هل تعرف الإجابة ؟. . . إذا كنتَ تعرفها فاذكرها لزملائك ؟ الطالب : لو كنتُ أعرفها ما سألتك . وصل المعلم أمام باب الفصل الذي يطل على الإدارة عبر الساحة فالتفت فجأةً باتجاه الإدارة وأوهم طلابه أن المدير يؤشر له بالذهاب إلى الإدارة إذ قال مستفسراً وبصوت عال ٍ : أنا ؟. . . نعم ؟ . . . لكن الحصة ما خلّصتْ ؟ . . طيّب .. طيّب . والتفت إلى طلابه واقترب من طاولة أحدهم ليضع الطباشير قائلاً : المدير أشّر إليّ لأذهب إليه .. سأعود حالاً . خرج المعلم من الباب مسرع الخطوات ، وأدلف من باب الإدارة ليرتمي على مقعدٍ متهالك بجوار مكتب حديدي رصاصي اللون قد جثم خلفه مدير المدرسة . المدير : خير يا طير . . إشبك خرجت من حصتك ؟ باقي نص ساعة ؟ تنهّد المعلم ليتنفس الصعداء ومدّ بصره بانكسار إلى عيون مديره ، ثم تناول ورقة وكتب عليها جملة الإعراب وشرح ما حدث له في الفصل . المعلم : هل تعرف الإجابة يا أستاذ صالح ؟ . المدير : هآه ؟ لا والله ما أعرفها ــ قالها مندهشاً فاتحاً فاه وعينيه القابعتين خلف النظارة الشمسية السوداء –، ثم أردف قائلاً : سنسأل الأستاذ جودت (جودت : معلم رياضيات أردني الجنسية من أصل فلسطيني ) المدير : اذهب يا عم عبد الله ادع الأستاذ جودت من الصف الخامس .(عم عبد الله : فراش المدرسة ) . عم عبد الله : ابشر . . حاضر . ( جاء الأستاذ جودت إلى الإدارة ). جودت : السلام عليكم . الحاضرون : وعليكم السلام ورحمة الله . المدير : اعرب لنا يا أستاذ جودت هذه الجملة وبيّن لنا محل ( سافر ) من الإعراب . جودت : لا اعرف - بعد أن تفحّص الجملة محاولاً إعرابها – تخصصي كما تعلمون رياضيات . المدير : شكراً . عد إلى فصلك . المدير : ادع لنا يا عم عبد الله الأستاذ عوض الكريم . ( عوض الكريم : معلم دين سوداني الجنسية درًس بمعهد المعلمين الابتدائي ببني ظبيان عام 1383 هـ وتمَّ نقله تأديبياً إلى هذه المدرسة الابتدائية النائية ، ومعلم القواعد المسكين تلقى دروسه الدينية على يديه بالمعهد الابتدائي ببني ظبيان ) . ( جاء الأستاذ عوض الكريم إلى الإدارة ) . عوض الكريم : السلام عليكم والرحمة. الجميع : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . المدير :اعرب لنا يا أستاذ عوض الكريم هذه الجملة ووضّح لنا محل ( سافر ) من الإعراب . عوض الكريم : ــ بعد تفكير شديد ــ قال ( والله يازول ما مرّت معاي آآي . أنا تخصص دين مغدر أفيدك .. داير شنو تاني مني ؟ ) . المدير : لاشي . عد إلى فصلك مشكوراً . معلم القواعد : والله لن أعود إلى الفصل . اذهب أنت يا أستاذ صالح أكمل الحصة إن كنت تستطيع . المدير : لا .لا. لا. اجلس عندي حتى تنتهي الحصة . المدير : اذهب يا عم عبد الله إلى الفصل السادس واختر أحد الطلاب ليقف عريفاً عليهم . عم عبد الله : حاضر . بعد نهاية الدوام عاد معلم القواعد إلى البيت ، ولم يشارك في إعداد الغداء مع زملائه الساكنين معه . ولم يأكل معهم منه شيئاً. إذ انشغل بفتح كرتون مملوء بالكتب وبعثرها على الحنبل ( فرشة الغرفة ) وبدأ يبحث ويبحث ويبحث في كتب اللغة العربية للمراحل الثلاث المتوسطة والمراحل الثلاث لثانوية دار التوحيد .وشرح ابن عقيل ، وألفية ابن مالك . سؤال يتبادر للذهن : من أين جاء المعلم بهذه الكتب والمراجع ؟ الجواب : معلمنا كان يطمح منتشياً لتحقيق حلم يراوده لنيل شهادة الدكتوراه بعد حصوله على ترتيب متقدم في كفاءة معهد المعلمين الابتدائي على مستوى المملكة عام 1383 هـ . وقد أخذ مناهج المتوسطة بمراحلها الثلاث من الأستاذ : عبد الله مسفر بدران – حفظه الله – عندما كان مديراً لمتوسطة الباحة ، وسافر إلى الطائف وتقدّم إلى دار التوحيد المتوسطة والثانوية للموافقة على الانتساب للدراسة والحضور لاختبار 3 سنوات في سنة واحدة للمرحلة المتوسطة وكذلك بالنسبة للثانوية واستلم مناهج الثانوية وشرح ابن عقيل وألفية ابن مالك منها . بعد عناء البحث والتقصي تعرّف معلم القواعد على الجُمل التي لا محل لها من الإعراب ومنها جملة صلة الموصول . في الحصة الثانية لمادة القواعد دخل المعلم الفصل ، وسلّم على طلابه . معلم القواعد : أين وصلنا في المراجعة ؟ الطلاب : انتهينا من جملة ( جاء الذي سافر ) . معلم القواعد : مشيراً إلى أحد الطلاب ؛ اقرأ الجملة التي تليها . وكأنه نسي ما جرى له في الحصة السابقة من إحراج كبير أو أنه تظاهر باللامبالاة رغم ما يشعر به من شوق للإجابة على السؤال المحرج . ولكنه يريد ذلك بطريقة غير مقصودة مباشرة . صاح الطالب السائل سابقاً : أستاذ أستاذ أستاذ . في الحصة الماضية دعاك المدير ولم تجبني على سؤالي. المعلم : ما هو سؤالك ؟ ( المعلم تجاهل الطالب وتناسى سؤاله حتى يوهمهم أنه كان بإمكانه الإجابة عليه لولا دعوة المدير له ). الطالب :سألتك ما موقع سافر من الإعراب ؟ ( انظروا إلى حرص الطالب على معرفة الإجابة ؟. . . بماذا تفسرون ذلك ؟ ) المعلم : آه .. افتكرت .. ثم التفت إلى طلابه قائلاً : هل تعرفون الإجابة ؟ الطلاب : لا ما نعرف . المعلم : ولا أنت ؟ - مشيراً إلى الطالب نفسه – الطالب : ولا أنا . المعلم : جملة سافر المكوّنة من الفعل الماضي وفاعله الضمير المستتر هي صلة الموصول لا محل لها من الإعراب . ومر اليوم بسلام ، ولكن حدث موقف آخر من الطالب نفسه في حصة التعبير أجبر المعلم الطموح أن يترك مواصلة دراسته لنيل الدكتوراه إلى غير رجعة. سأخبركم في الحلقة الثانية إذا أعطانا الله عمرأً وعافية إن شاء الله . أتمنى أن تكتبوا شيئاً عن انطباعاتكم عن هذه الحلقة التي سأعتبرها حافزاً لي لكتابة الحلقة الثانية . متمنياً لكم الصحة وطول العمر ، ولفكركم وأقلامكم التألق المستمر . ولكم أطيب وأزكى سلام ، وأجمل تقدير واحترام |
الاستاذ الفاضل سعيد راشد :
قرأت الحلقة الاولى من موضوعك الشيق تبخر حلم الدكتوراه بعناية تامة واستمتاع بجمال الاسلوب وترابط الافكار وخلت نفسي جالسا في الفصل انظر إلى معلم حديث السن ومن طلابه من يكبره سنا قليل الخبرة لم ينل الا نزر يسير من العلم على يدي معلمين من امثال الاستاذ عوض الكريم رحمه الله حيا وميتا والمنقول تأديبيا إلى هذه القرية النائية وطالب عبقري يوجه سؤالا محرجا ويصر عليه واعجبني تصرف المعلم الذي هاله الموقف والسؤال الصعب والذي تظاهر بأن |
. ***** الأستاذ والحبيب سعيد راشد امتعتنا بالحلقة الأولى ونقلت لنا صورة المعلم في تلك المرحلة الزمنية وكيف أن نقل معلم من بني ظبيان للتدريس بإحدى مدارس بالجرشي يعتبر نقل تأديبي بالإضافة إلى أن تعيين إبن بني ظبيان للعمل بإحدى مدارس بالجرشي وابتعاده هذه المسافة التي لا تتجاوز ثلاثين إلى أربعين (كلم) تعد غربه ومشقه وكذلك مستوى المعلم التعليمي الذي لا يتجاوز " الكفائة التوسطة " ( كفاءة معهد المعلمين الابتدائي أو دونها ) وفي مرحلتنا ( 1397هـ ) كانت المستوى العلمي لمعلم المرحلة الإبتدائية ( دبلوم معلمين ثانوي ) وكانت الرغبة أن نُوجه إلى منطقة نجران أو عسير أو جازان الأمر الثاني والمهم السن الحقيقي للمعلم عند تخرجه من ( كفاءة معهد المعلمين الابتدائي ) والحاجة الماسة إلى زيادة سني عمره ولو رجعت يا استاذ سعيد راشد إلى تاريخ ميلادك المدون في شهادة الصف السادس الإبتدائي وتاريخ ميلادك المدون في شهادة ( كفاءة معهد المعلمين الابتدائي ) لوجدت بينهما اختلاف والسبب أن يكون عمرك عند التعيين موافق للسن النظامي لك خالص تحياتي على الحلقة الأولى وسنترك بقية الإنطباعات عن هذه الحلقة للأخوة الأعضاء دمت في حفظ الله وتوفيقه ***** |
http://img135.imageshack.us/img135/6851/10jq2.gif سعيد راشد أعجبني في شخصية هذا المعلم محاولاته في اجابة سؤال الطالب فهو لم يمارس الديكتاتورية الموجودة في ذلك العصر ويُرغم الطالب على السكوت وايضاً أعجبتني شخصية الطالب الجريئة ننتظر بقية القصة فقد شوقتنا بأسلوبك الرائع في السرد تحياتي ........... |
استاذنا الفاضل سعيد راشد كأنك تعرض فلماً تأريخياً بلغة عربية وثائقية توثيقية واسلوب مشوق جذاب يستحث الخيال على إكمال الصورة واصل ليعرف الجميع من المعلم الحصيف ؟ والطالب الظريف ؟ نحن بإنتظار بقية الحلقات ...!!!! محبك |
أستاذنا الكريم تعرض لنا صورة من ذلك الزمن الجميل بسرد مشوق إن أكثر ما يبرز في هذه القصة هو ذلك الشعور الذي لازم المعلم بأن عليه أن يجيب الطالب على سؤاله!!!! هل هو شعور بأنه من العيب على الأستاذ ألا يعرف الإجابة وبالتالي لا يريد أن يقع في العيب وعليه أن يجيب؟! أم هو الإخلاص في العمل والرغبة في تأدية الرسالة كما ينبغي؟! أم هو التحدي الداخلي الذي يدفع الإنسان إلى عدم الاستسلام؟! أم هو النخوة العربية بحيث لا يتناقل الركبان أن الأستاذ لم يفلح في الإجابة عن سؤال أحد طلابه؟! أم... أم.... أم.... وفي كل الأحوال كيف نستطيع أن نعيد هذه الروح إلى معلم اليوم؟! نحن في شوق إلى قادم القصص دمت ودام لك الاحترام |
الأستاذ الفاضل والمربي القدير سعيد راشد كل مافي القصة مذهل وتم تصويره على نحو فني ولايخلو من لمسات إبداعية أحسست بالموقف وتخيلت وضع المعلم الذي عالج الموقف بذكاء أستاذي قد لاتصدق أنني تعرضت لمواقف مشابهة عندما نقلت لمدينة جدة عام 1414 ه وتم توجيهي لمدارس الثغر النموذجية بالخالدية .. كان من عادة الطلاب وغالبيتهم متفوقين محاولة إحراج المعلم بكم من الأسئلة وبالأخص عند زيارة المدير او احد الموجهين طبعآ تخصصي تاريخ وكلفت بتدريس مادة الجغرافيا للصف الثاني المتوسط وواجهتني اسئلة محرجة من الطلاب وبفضل من الله ولأخذي إحتياطات عدت على خير ... نامل منك أبامحمد إكمال هذه الحلقات فكم نحن بشوق لمعرفة بقية القصة ... |
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الأكارم | جبل الشعبة || عبدالرحيم بن قسقس ||| شويل |||| tarafen ||||| أحمدبن فيصل |||||| أبــــو ناهـــــــل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حضوركم إلى موضوعي أسرّني ، وتعليقاتكم الصادقة أبهجتني. أشكركم جزيل الشكر على ماكتبته أناملكم المتألقة من كلمات الإطراء وعبارات الثناء ، إن دلّ على شيء فإنما يدل على ما تتمتعون به من ميول شغوفة بالأدب القصصي وخاصة إذا كانت القصة حقيقية واقعية ؛ وقد لاحظت أن كل منكم كان تعليقه يختلف عن الآخر ؛ مما يدل على تعايشكم مع أحداث القصة ، والشعور بملامسة أحداثها لظروف مرّت به سابقاً أو قربها من واقعه الحاضر ، وأحمد الله إذ استطعت أن استحوذ على متابعتكم واهتمامكم ، وهذا ما يحفزني على الاسراع بكتابة أحداث الحلقة الثانية التي قضت على آمال ذلك المعلم المسكين في الحصول شهادة الدكتوراه خاصة وأنه تأثر بطموح كلٍ من الدكتور : سعيد عطية أبو عالي ، والدكتور : سعيد محمد المليص ، والدكتور احمد علي التابعي ، والدكتور : عبد الله مسفر بدران ، والدكتور عبدالله علي خرمان ، وسعيد بن مزنة يرحمه الله وغيرهم . مسكين ذلك المعلم فقد ضرب باحلامه عرض الحائط وتفرغ لدراسة اللغة العربية ، وخاصة علم النحو لدرجة أنه حفظ أكثر من ثلاثة أرباع ألفية ابن مالك وتوسّع في حفظ كل خلاصات القواعد العربية لمعظم الدروس في جميع المراحل المتوسطة والثانوية ؛ حتى يتقي الإحراج أثناء القاء الدروس وخاصة من ذلك الطالب النجيب الذي وقف له حجر عثرة لا لشيء إنما رغبة منه في التعلم والحرص على المعرفة بتوسّع ، فقد استشفيت من خلال مناقشاته أن المنهج المدرسي لا يعني له شيئاً ويحب أن يطلع على كل شيء جديد له علاقة بدروس المنهج بطريقة مهذّبة . انتظروا أحبتي الحلقة الثانية قريباً إن شاء الله ، مع تمنياتي لكم بدوام الصحة والعافية. وتقبلوا أطيب سلام ، وأزكى عبير التقدير والاحترام |
اخي سعيد راشد :
رغم انني اول من رد على موضوعك وكتبت ردا اعتذرت في آخره عن التطويل ويبدو ان الموقع تفاعل مع اعتذاري فبتر نصفه او اكثر رغم تأكدي من نزوله ملونا مرتبا وعندما عدت اليه مرة اخرى وجدته سقطا مشوها قد بتر نصفه ولسوء حظي لم احتفظ بصورة منه ولكن لعل من لديه مقدرة من اخواني مسؤلي الموقع ان يعيد تنزيله كاملا فليس لدي وقت لاعادة كتابته . النجدة يا عبد الرحيم بن قسقس تكفى تكفى جملني من الرجال . |
الاستاذ : سعيد راشد حقيقه القصه جميله جدا كان سؤال الطالب هو مفتاح للاستاذ لكي يعرف مستواه وانه حتى وان وصل الى العلم الذي يعلمه لا يزال لا يعلم من العلم الى الشي القليل ( وما اؤتيتم من العلم الى قليلا ) وايضا حفزه الى ان يبحث ويتقدم ويعطيه طموح اكبر من المستوى الذي هو عليه مشكلتنا اننا في هذه الحياه الى من رحم الله اذا وصلنا الى وظيفه معينه او مستوى معين نتكاسل ولا نحاو ان نطمح الى ماهو اعلى منه وايضا هذا له اثر على ابنائنا فعندما يرونا على هذا الحال يقتدون بنى . اساتذي اكمل موضوعك والى الامام فقد شجعتنا |
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دخولك مرّة أخرى على موضوعي شرف لي يزيدني فخراً وزهاءً ، كيف لا والزيارة من رجل التربية والتعليم الذي خدم أبناء وطنه من خلال المسؤليات المختلفة التي انبرى لأدائها بكل تفان ٍوإخلاص ، فمن عمله كمعلم إلى نهاية مشواره كمسؤل إداري في تعليم جده ؛ لم يتوان .. عزماً ، وهمةً ، ونشاطاً ( اللهم لا حسد ). أما بالنسبة لردك الأول فالكتاب يقرأ من عنوانه ، فيكفيني مرور اسمك كأول زائر ، رغم أن أناملك سطرت أجمل العبارات المحفزة لي للاستمرار ، والمعبرة عن رؤيتك الخاصة عن مسيرة التعليم في بلادنا ، استشففت ذلك من بعد ( أن) آخر كلمة قبل بتر الموضوع . ولا أعتقد أن الأخ : عبد الرحيم يستطيع أن يعيد تنزيله كاملاً ؛ لأن الجزء المبتور موجود في تصوري وخيالي . أشكرك أخي الحبيب على اهتمامك بما يكتب الأخرون وعلى أساليبك المشجعة لهم لبذل المزيد من العطاء والنشاط . وأنا منهم ولي الشرف باستقبال مرئياتك ونقدك البناء بصدر رحب . أتمنى لك طول العمر ، ولفكرك وقلمك التألق المستمر . وأهديك أطيب عبير سلامي ، وأزكى أريج مودتي واحترامي . |
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه |
:megaball: اقتباس:
أخي الكريم : الموج الأزرق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أشكرك جزيل الشكر على وصولك إلى موضوعي وقراءته ، وأسعدني تفاعلك معه وإبداء رأيك فهذا دليل شغفك بالأدب القصصي الهادف ، ومثلما ذكرت أخي يجب على المرء تطوير ذاته باستمرار فالمؤهل الدراسي ليس كل شيء فحسب ؛ بل يجب أن يكون الإنسان مثقفاً في مجال تخصصه ، من خلال الدورات والندوات والمحاضرات ، والاطلاع على كتب الثقافة والمجلات والنشرات وغيرها من مصادر العلم والمعرفه ، واليوم والحمدلله في وجود ثورة تكنولوجيا المعلومات لا عذر للشخص يقبله الأخرون إن تقاعس وتكاسل ويجب أن يجعل من نفسه قدوة صالحة طموحة تنشد المعالي ليستنير به أبناؤه . وفقنا الله جميعاً لمايحب ويرضى ، وإلى مانطمح إليه . انتظر أخي الكريم الحلقة الثانية قريباً إن شاء الله. أتمنى لك طول العمر ، ولفكرك وقلمك التألق المستمر . ولك مني أطيب سلام ، وأزكى عبير الاحترام . |
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته . |
|
الأخ الفاضل الأستاذسعيد راشد: .القصة مشوقه جدآوكنت أسرع في القراءة حتى أصل الى النهاية بسرعه لأعرف كيف تصرف المعلم وماهي الإجابة وبعد أن عرفت النهاية أعدت القراءة بتأني لكي استمتع بالأسلوب الأكثرمن رائع في سردالقصة ولأنهامثبته بالتاريخ وذكربعض الأسماءالقديمه فهي قصه حقيقية صيغت باسلوب مشوق ولكني استغرب أن تكون سبب في تبخرحلم عظيم إذ كان يجب أن تكون دافع كبيرله وأتوقع من المعلم في الحلقة المقبلة أن يكون قدسلك طريق آخروعظيم لايقل أهميه عن حلمه الكبير ... أخي الفاضل دمت بخير ومزيدمن التألق |
اقتباس:
عاجز عن شكر الأستاذ سعيد راشد دمت بخير وعافية |
اقتباس:
اقتباس:
~~شموخ~~ ، وأم عبد الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حضوركما إلى موضوعي شرّفني ، وتسجيلكما لانطباعاتكما أسعدني أشكركما جزيل الشكر على ما نثرتماه من كلمات الشكر ، وما رششتماه من عبارات الثناء ، التي حفزتني لبذل المزيد من الاهتمام لكتابة الحلقة الثانية من القصة الواقعية ، وأحداثها كانت السبب وراء تحطيم آمال ذلك المعلم المسكين لتحقيق طموحه لنيل درجة الدكتوراه ؛ فقد ضرب بها - آماله - عرض الحائط وانشغل بدراسة اللغة العربية وخاصة النحو والصرف لدرجة أنه حفظ أكثر من ثلاثة أرباع ألفية ابن مالك وكثير من خلاصات دروس القواعد لمراحل المتوسطة والثانوية حتى يقف أمام طلابه بكل ثقة للإجابة على أي سؤال يُحْتَمل أن يصدر من أي طالب يتعلق بموضوع الدرس ، وهذا يتبين مدى أهمية اهتمام المعلم بتثقيف نفسه ، والاطلاع على جوانب الثقافة والمعرفة المتعلقة بتخصصه وحضور الدورات التي تقيمها إدارات التربية والتعليم لهذا الخصوص . فالمؤهل الدراسي ليس كل شيء فحسب بل محاولة التزود بكل جديد يستحدث في مسيرة التربية والتعليم من خلال النشرات والدورات والندوات والمطبوعات الثقافية المختلفة ؛ فكلنا يعلم ثقل الأمانة الملقاة على كواهل المعلمين المخلصين الذين يراقبون الله في السر والعلن ويكسبون اللقمة الحلال لما يقدمونه وبإخلاص لأبنائهم الطلاب . قال تعالى ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ) . مع تمنياتي لكما بطول العمر ، ولفكريكما وقلميكما التألق المستمر . ولكما أطيب سلام ، وأزكى تقدير واحترام . |
اقتباس:
أخي العزيز : ابن الجنوب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرورك بموضوعي شرف أسعدني ، ومانثرت أناملك من عبارات الثناء أطربني وإشادتك بالقصة الحقيقية التي صورت مأساة ذلك المعلم في سنة 1385 هـ زادتني سعادة وفخراً ، أطال الله لك عمراً . ِ لماذا تبخر حلم الدكتوراه ؟؟؟ . . . . هذا ما سأكتبه في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى. أشكرك كثيراً على تفاعلك ؛ وهذا دليل شغفك بالأدب العربي القصصي . متمنياً لك طول العمر ، ولفكرك وقلمك التألق المستمر . وأهديك أطيب عبير مودتي وسلامي ، وأزكى أريج تقديري واحترامي أخوك : ســـــــــــعيد راشــــــــــد |
أستاذي الفاضل / سعيد راشد رسالة الدكتوراه حلم يراودك ويراود أمثالك من الرجال الأوفياء لهذا الوادي الحبيب . حتى وإن لم تتحقق تلك الشهادة فأنت الآن تحقق اكبر من تلك الرسالة . هذه المشاركات والدروس والخبرات والتجارب والمواقف الصعبة التي تنقلها إلى أبناء الوادي من حياتك الشخصية وتجربتك في الحياة وكيف استطعت بذكائك وحنكتك أن تتغلب عليها لهي والله اكبر عندنا من شهادة الدكتوراه التي كنت تحلم بها . بل لم يذهب الطموح أدراج الرياح كما قلت سابقاً .. فقصتك مع الطالب وسؤاله جعلتك تخسر جزء كبير من وقتك في البحث والتقصي لكي تفيد ذلك الطالب الذي تساءل وهذا الجزء بدون شك أحرمك جزء من وقتك في دراسة الدكتوراه .. غيرك يا سعيد يستخدم أساليب قمعية وتعسفية لإسكات الطالب الذي أحرجه بسؤال .. وهذا بحد ذاته يعتبر تضحية منك وواجباً عليك للوفاء بالأمانة التي تحملتها على عاتقك كمعلم .. وربما الطالب لم يقصد الإحراج بقصد وإنما لحبه للعلم يريد أن يعرف الإجابة من معلمه .. ذلك المعلم الصغير السن كان شمعة أحرقت نفسها وضحت بحياتها ومستقبلها في سبيل إنارة الطريق لآخرين . هذه هي رسالة الدكتوراه التي أنت حضرتها وثق أنك حصلت عليها بدرجة امتياز .. لا تؤاخذني في تأخري عن الرد فأنت تعرف المشاغل وإلا فأني من أوائل من قرأ الحلقة الأولى.. |
اقتباس:
أخي العزيز : عبد الله رمزي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صح لســـــانك ، وســـــلم بنانك ، وارتفع شـــــأنك مرورك العطر على موضوعي شرف كبير أضعه تاجاًعلى رأسي ، وتفاعلك معه وبطريقة مختلفة أقنع إحساسي ، بأنك كالطود الأشمّ الراسي . نثرتْ أناملك ورود كلماتك الرقيقة إطراءاً ، وسكبتْ مشاعرك بعبارات الإشادة ضياءاً ، وأضافتْ أساليب الجمال على مشاركتي ثناءاً ، فكستها حلة الخيلاء زهاءاً ، وزادت من حليتها بلؤلؤ المواساة تخفيفاً لوطأة عدم تحقيق الحلم سناءاً . أستشففتُ من بين سطورك أن المؤهل العلمي ليس كل شيء وإن كان مطلباً ضرورياً ، إلا أنه بالإمكان التعويض عنه بتطوير الذات دورياً ، بالجدية والمثابرة على التحصيل الثقافي والمعرفي من خلال الحرص على حضور الندوات والمحضرات التي تقيمها الجهات المختصة ، والاطلاع على ما يستجد في مسيرة التربية التعليم واقتطاع له من الوقت حصة . وإليك هذين البيتين جاءتني على عجل : من ذا الذي عبر الحياة ولم يمر &&&& بظروف إحراج ٍشديدٍ قاسِ فالكل منا في الشـــدائد ينتـظر &&&& فرجـاً قريبـاً من إله النـاسِ ( القناعة كنز لا يفنى ) الحمد لله على كل حال ، رضيت بما قسمه لى الله في الحياة ، وهذا منتهى السعادة في نظري ، فحسبي ماسطرت أناملك الذهبية ، ومحبة من عرفني غايتي ومرادي. أتمنى لك طول العمر ، ولفكرك وقلمك التألق المستمر . ولك أطيب مودتي وسلامي ، وأزكى عبير محبتي واحترامي.] |
مع أنني لم أمارس هذه المهنة العظيمة مهنة التدريس إلاّ أنني أستمتعت بالقصة وأرجوا إكمالها ..وأستمتعت بتعليقات زملاء المهنة الذين هم من جيلك ..والحصيلة إننا نحن الذين لم نمارس هذه المهنة أستفدنا وكأننا طلاّب في فصلك ..نستمتع بالسرد الصادق الجميل.. وبالتصرف الذكي لذلك المدرس الصغير السن الكبير المقام أكمل وفقك الله . علي بن حسن |
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زيارتك إلى موضوعي شرّفتني ، وعباراتك التي تفوح ثناءاً أسعدتني . أحمد الله أن تكون تلك السيرة أدخلت شيئاً من المتعة والسرور إلى قلبك الكبير الذي نستمد من عطاء تشجيعه لنا النشاط والحيوية للاستمرار ، وأرجو أن تستمتع بأحداث حصة التعبير في الحلقة الثانية قريباً إن شاءالله . تمنياتي لك بالصحة والسؤدد والفلاح ، وأهديك مودتي وسلامي كل مساءٍ وصباح |
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صــــــح لسانك ، ,ســـــــلم بنانك ، وارتفع شـــــــانك مرورك العطر شرَّفني ، وتفاعلك المثمر أسعدني إضافاتك المشرقة زادت موضوعي جمالاً وبهاءاً ، وسلَّطتْ الضوء على جوانب الحقبة الزمنية ،التي عانى من ظروفها كثير من المعلمين . وبالفعل كان نقل المعلم من بني ظبيان إلى قرية قذانة يعتبر نقلاً تأديبياً ، لوعورة الطريق الترابي وبعد المسافة حوالي 65 كم ، وتواضع الخدمات في القرية ؛ لدرجة أننا كنا نستعين بنجدة إخواننا في بالجرش ، كالأخ الكريم : أحمد الثابت ؛ لتلبية احتياجاتنا بإرسال رسالة مع السائق الوحيد بالقرية عندما يروق مزاجه للتسوّق في بالجرشي يوم السبت كل أسبوعين أو شهر تقريباً . كما ذكرت أخي زادوا في عمري 4 سنوات ؛ كي يصبح نظامياً للحصول على التابعية . أشكرك على تفاعلك مع الرواية وإشادتك بما كتبتُ ، وما قمتُ به بعضٌ مما عندكم من المهارات الأدبية في تجسيد صور الماضي بأسلوبٍ سلس وترابط متناسق وتوظيف العباراِت المتألقة لخدمة النص بطريقة مذهلة . كما أشيد بسرعة تفاعلك مع مواضيع المشاركين بأساليب تفوح تشجيعاً وتحفيزاً لبذل المزيد من العطاء الفعال . أخي الفاضل : رأيتُ أنني لم أفِ بحقك وحق الإخوة الكرام الذين أضفتهم معك في ردي السابق على تداخلاتكم القيّمة ، ولذا وجب عليَّ أن أردّ على مداخلة كلٍ منكم على انفراد كي أرضي ضميري خصوصاً أن إضافاتكم المتباينة زادت موضوعي إثراءاً وجمالاً . لك مودتي وسلامي ، وحسْن معزَّّتي واحترامي . ] |
|
|
|
تبخر حلم الدكتوراه وذهبت الأحلام أدراج الرياح ( الحلقة الثانية ) دخل معلم اللغة العربية إلى فصل الصف السادس وكعادته سلّم على طلابه وكتب على السبورة : بسم الله الرحمن الرحيم التاريخ : ؟ /4/1385 هـ . المادة : تعبير . الموضوع : رحلة مدرسية . وضع الطباشير في المجرى المخصّص لها أسفل السبورة ، وأزال غبارها من على كفه بثلاث نفخات متتالية . استقر المعلم أمام طلابه واقفاً وقال : هذه أولى حصص التعبير ولذا سأترككم تكتبون عن رحلة مدرسية إلى أحد الأودية المجاورة . فما هي العناصر التي تقترحونها لتستعينوا بها على التعبير بسهولة ؟ بعد مناقشة بسيطة .. كتب المعلم بعض العناصر على السبورة ، وترك لهم ما بقي من زمن الحصة للتعبير تحريرياً في كراساتهم وجمعها منهم بعد سماع صفارة انتهاء الحصة ليصححها في حصة فراغه أو عندما يعود إلى منزله . وبالمناسبة ( أعطى الموجّه سعيد فلحوط – سوري الجنسية – الذي زار المدرسة في العام السابق تعليمات الإشراف التربوي لطريقة تصحيح واجبات اللغة العربية لمعلميها ووعدهم بمتابعة الالتزام بتطبيقها في زياراته التالية ومنها :- 1- ممنوع تصيح الواجبات داخل الفصل . 2- توزع الكراسات بعد تصحيحها نهاية الحصة حتى لا ينشغل الطلاب عن الدرس . 3- لا يصوّب المعلم أخطاء طلابه بنفسه ؛ بل يترك لهم التصويب بأنفسهم بعد ملاحظة رموز التصحيح التي يضعها المعلم ليسترشد بها المخطئون ومنها :- أ / إذا كان الخطأ نحوياً يضع المعلم خطاً أحمرَ تحت الكلمة الخطأ ويكتب تحتحه حرف ( ق ) . ب/ وإذا كان الخطأ إملائياً فيضع تحت الخط الأحمر حرف ( م ) ، وغيرها من التوجيهات .......الخ. ( أعلنت إدارة المدرسة عن رغبتها في القيام برحلة مدرسية لطلابها إلى وادي العطفين ، فلم أكد أسمع الخبر حتى بادرتُ بتسجيل اسمي ضمن الطلبة المشتركين . . . ) . المقدمة الاستهلالية السابقة استحوذت على إعجاب المعلم أثناء قيامه بتصحيح إحدى الكراسات ، فعاد لغلاف الكراسة ليتأكد أن صاحبها هو من طرح سؤال القواعد المحرج . لأنه لم ير في النجابة مثله ... تأكد أنه الطالب نفسه .. ( يا سلاآآآآآآآآآآآآآآآم )! كلمة درج على ذكرها _ بمد الألف أكثر من اللازم _ إذا تملّكه الإعجاب. ولو لم يكتب الطلاب الموضوع في الحصة أمام ناظريه لظنّ أن الطالب استعان بغيره لانتقاء هذه الكلمات الرائعة ... ( معقول ؟!! ... طالب في الصف السادس يتمتع بهذا الخيال الإبداعي وبهذه القدرة اللغوية الفائقة ؟!!...لا أكاد أصدِّق ) ، هكذا حدّث نفسه في صمتٍ . أكمل المعلم قراءة الموضوع وأُعجب أيما إعجاب بترابط الصور الوصفية وسلاسة العبارات وسلامة الأسلوب ، ولكن نظره وقف على الخطأ الإملائي البسيط كلمة الفعل ( أكد ) ، فشك في صحة إملائها ،فهو يعلم أن الفعل المضارع هو ( أكاد ) أي أوشك وليس ( أكد ) ؛ فالمفروض أن يكتبها ( لم أكادْ ) فكيف كتبها الطالب ( لم أكد ) ؟!!... وأقنع نفسه بأن ذلك خطأً إملائياً يجب لفت انتباهه له ، لأنه نسي الألف ، فوضع خطاً أحمرَ تحت الخطأ وكتب تحته حرف ( م ) . ليترك للطالب فرصة التصويب . بعد نهاية حصة اللغة العربية في اليوم التالي وزّع كراسات التعبير المصحّحة على طلابه وخرج من الفصل ، ولم يكد ينتصف الطريق إلى الإدارة حتى سمع طالباً يدعوه أستاذ ..أستاذ . فألتف إليه متسائلاً : ما بك ؟! الطالب – صاحب السؤال المحرج ــ يهرول إليه مسرعاً وبيده كراسة مفتوحة . الطالب : لماذا وضعت خطاً أحمرَ تحت كلمة أكد وتحته حرف ميم يا أستاذ . معلم التعبير : (هات الكراسة. . أرني .) ( تبادر إلى ذهن المعلم سؤاله المحرج في حصة القواعد فحدّث نفسه بعد أن رأى المشكلة أن لا يستعجل في الرد عليه فقد يكون الطالب على حق .) معلم التعبير : (اعذرني . . فقد صححتُ الكراسات في ساعة متأخرة من الليل وكنت مستعجلاً ؛ والآن عندي حصة . اترك كراستك معي وسأراجع تصحيحها في حصة الفراغ إن شاء الله ) . الطالب : شكراً يا أستاذ . انتهى الموقف ، وانصرف الطالب . وعاد معلم التعبير مع زميليه الساكنين معه إلى البيت المستأجر بعد انتهاء اليوم الدراسي وبعد ازدراد لقيماتٍ من الغداء علق بعضها في حلقه ليتبعها بقليل من الماء ؛ هبّ مسرعاً إلى كتبه ومراجعه المتواضعة ليبحث بين صفحاتها عن ضالته ، وركّز على المواضيع التي لها علاقة بالأفعال ، وتعرّف على الأفعال المعتلة وأقسامها وعلم أن : ( الفعل المضارع الأجوف - الذي ما قبل آخره حرف علة - يحذف منه حرف العلة إذا سبقه جازم لالتقاء الساكنين ) معلومة لأول مرّة تمرُّ على معلم التعبير المسكين ، قام بتطبيقها على ( لم أكد ) فعرف أن حرف العلة ( الألف ) الموجود قبل آخر حرف في الفعل المضارع ( أكاد ) حُذِفَ منه لالتقاء الساكنين عندما دخل عليه حرف الجزم ( لم ) . ( يا الله !!) قالها بتؤدة ، والتعجب يشل فكره وألم الحسرة يعتصر فؤاده ، كيف لا وطالبه يتفوّق عليه – بالسليقة .. بالتعلم .. بأي طريقة .. لا يهم - ؛ المهم أنه أفضل منه وكفى . عندئذٍ انتابه شعور رهيب بالضعف والدونية وباحتقار الذات ، وكاد أن يُصعَق ؛ فالطالب على صواب وهو على خطأ . . قال وبصوت عالٍ : غير معقول ... غير معقول الطالب هذا ( بيجنني ). . ألتفت إليه زميلاه باستغراب واندهاش متسائلين : ( إش فيك الله يشفيك ) ؟!!! . قال : أحرجني الأسبوع الماضي بجملة صلة الموصول التي لا محل لها من الإعراب واليوم بحذف حرف العلة من الفعل الأجوف لالتقاء الساكنَين إذا سبقه جازم ، شي غريب وعجيب !! . . . طالب بالصف السادس أشطر مني؟!! أكيد أشطر مني . .تلفظ بها بصوتٍ تخنقه الحسرة . ثم أردف قائلاً : بس الغريب كيف عرف هذه الأشياء وهو بالصف السادس ؟!. . .لالالالالا سأترك مواصلة دراستي وأتفرغ لدراسة اللغة العربية حتى أخارج نفسي مع هذا الطالب وأمثاله . أمثاله ؟!! وهل يوجد في المدرسة مثله ؟!!... مستحيل . فتح كراسة الطالب ، وبموس الحلاقة التي كان يمررها المعلم يوم بعديوم على شاربه وذقنه الذان لم يكتمل نموهما ، لحثهما على التسارع ، فهو بحاجة ماسة لنموهما بكثافة ، بتلك الموس حك وبرقةٍ ذلك الخط الأحمر وحرف الميم من تحت ( لم أكد ) .ثم أعادها للطالب في اليوم التالي معتذراً ؛ المعلم : كما قلت لك بالأمس أنني صححتها في آخر الليل وكنت مستعجلاً ، وتصحيحي خطأ وقد عدّلته . ولكن قل لي : هل تعرف السبب في حذف حرف العلة ( الألف ) من الفعل ( أكاد ) عندما سبقه جازم ؟ . . الطالب : نعم يا أستاذ السبب هو التقاء الساكنين ؛ حرف الدال عليه سكون بفعل الجازم وحرف العلة بطبيعته ساكن فيحذف الألف ، والشواهد من القرآن كثيرة . كقوله تعالى ( ما لم تستطع عليه صبراً ) في سورة الكهف حُذِفتْ الياء من الفعل المضارع ( تستطيع ) عندما سبقه حرف الجزم ( لم ) . وقف المعلم صامتاً في ذهول حتى انتهى طالبه من الحديث . المعلم : ( بعد أن اصطنع نحنحة باهتة ) نعم . . نعم . . ممتاز . . بارك الله فيك . ولسان حاله يقول الحمد لله أننا على انفراد وليس أمام زملائه في الفصل ، وأقسم في أعماق نفسه أن يترك مواصلة دراسته منتسباً للحصول على الدكتوراه نهائياً ويهتم بدراسة اللغة العربية من أبجدياتها . وترك المسكين مواصلة دراسته وبدأ بجدٍ في مراجعة كل ما يتعلق بالمواضيع التي سيعلِّمها لطلابه ، ويسهر الليالي ليحضِّر دروس اللغة العربية ،وكتبه ، وألفية أبن مالك ، وشرح ابن عقيل وغيرها أمامه لدرجة أنه حفظ أكثر من ثلاثة أرباع كتاب ألفية ابن مالك ، ولم يقف أمام طلابه ليلقي درساً إلا وقد ألمّ بكل شيء يتعلق به من قريب أو بعيد ويَفترِضُ الاحتمالات التي يمكن لذلك الطالب أن يسأل عنها . وللأمانة والإخلاص ؛ هذا ما يجب أن يقوم به المعلم ، عليه أن يطوّر ذاته دائماً وباستمرار بقراءة كل جديد في مجال التربية والتعليم وطرق التدريس المناسبة ، وأن يَحضُر الدورات والندوات التي تقيمها الجهات المتخصصة ويطّلع على النشرات ويتقيد بتوجيهات المشرفين التربويين ، من المؤكّد أن المؤهل العلمي له دور ولكن قد يستعاض عنه بالثقافة والتطوير الذاتي ، واليوم - والحمد لله – ثورة تكنولوجيا المعلومات تحقق كل شيء . ضاعت آمال المعلم ..وذهبت أدراج الرياح ، وتحطّم طموحه على صخرة الطالب النجيب ، واكتفى المسكين بكفاءة معهد إعداد المعلمين الابتدائي ردحاً من الزمان ، ثم طوّر نفسه قليلاً بدبلوم مركز الدراسات التكميلية عام 1390 هـ ، وبدبلوم مركز العلوم والرياضيات عام 1406 هـ ، وحمد الله واقتنع بما قسمه له ؛ فالقناعة كنز لا يفنى . هل تريدون أن تتعرفوا على ذلك المعلم المسكين ؟ وهل ترغبون في معرفة اسم ذلك الطالب النجيب ؟ * * * * * * * * * * * * * * * المعلم المسكين هو : الفقير إلى ربه أخوكم : سعيد راشد . والطالب النجيب هو : فضيلة الشيخ الدكتور سفر عبد الرحمن الحوالي ( حفظه الله وشافاه ) آسف على اقتطاع جزءٍ من وقتكم الثمين وكلي شوق إلى قراءة انطباعاتكم وإضافاتكم التي ستثري الموضوع وأستمد منها العون بعد الله لكتابة الحلقة الثالثة والتي ستكون بعنوان : وفاء الشيخ الدكتور : سفر الحوالي لأستاذه المسكين ؛ فترقبوها قريباً إن شاء الله تعالى . أتمنى لكم الصحة وطول العمر ، ولأقلامكم التألق والتميز المستمر. وأهديكم أطيب ســــــــــلام ، وأزكى عبير الاحــــــــترام |
ما شاء الله تبارك الله .. وصف رائع .. أسلوب جميل تواضع فريد .. سرد قصصي في غاية الجمال كنت أنتظر نهاية القصة الواقعية .. لأني كنت متأكـــد أنـــك تتحدث عن مُعاناتــك !! أبا محمد .. رُبّ ضـــــــارةٍ نافعــة حفظك الله .. وأطال عُمرك .. وزادك علماً وخُلقاً فقد كُنتَ نا جحاً في حياتك بكل المقاييس سلمت يمنك على ما سطرت دمت بخير |
اخي وصديقي الاستاذ سعيد راشد :
لم استغرب هذا التفوق في دقة الوصف وصدق العبارة وحلاوة الاسلوب لأنني اعرف سعيد راشد جيدا ولم استغرب اخلاصك لمهنتك مهنة التعليم الراقية والتي هي ارث لرسالة الانبياء والرسل لأن العلماء ورثة الانبياء فلم تكتف باخلاصك في تأدية دروس اللغة العربية بل ضحيت بمواصلة دراستك لنيل درجة الدكتوراه لتقديم دروسا متكاملة ترجع فيها إلى مراجع وتحضر لها جيدا بل لا زلت تقدم دروسا لمعلمي هذا الزمن فتقول : ( وللأمانة والإخلاص ؛ هذا ما يجب أن يقوم به المعلم ، عليه أن يطوّر ذاته دائماً وباستمرار بقراءة كل جديد في مجال التربية والتعليم وطرق التدريس المناسبة ، وأن يَحضُر الدورات والندوات التي تقيمها الجهات المتخصصة ويطّلع على النشرات ويتقيد بتوجيهات المشرفين التربويين ) واتمنى ان يتعلم كل معلم يقرأ ما دونته اناملك الكريمة من تجربتك وخلاصة فكرك ونصائحك المستقاة من الميدان ومن التجربة الحقيقية على الواقع الفعلي . اما تلميذك النجيب فيضلة الشيخ الحبيب الصديق المتواضع العالم الجهبذ د . سفر بن عبد الرحمن الحوالي شافاه الله وعافاه وجعل ما قدم ويقدم في موازين حسناته وينفعه بها في دنياه وآخرته فليس غريبا عليه التفوق من بداياته فهو من عباقرة هذا الزمان . يخبرني الاستاذ سعد بن سعيد الحارثي والذي كان مساعدا لمدير التعليم بالباحة د . فهد الحارثي يقول حضرت مجلسا عندما زار مدير التعليم مدرسة في بالشهم وكان الحديث في المجلس يدور حول موضوع معين وكان يجلس في ذلك المجلس شاب لا يؤبه له ولا اعرفه فتحدث من تحدث حول ذلك الموضوع وفجأة بدأ ذلك الشاب بالحديث فسكت الجميع وتركوا له المجال لغزارة علمه وفقهه اتدرون من ذلك الشاب الذي لا يؤبه له أن الدكتور سفر الحوالي . لك اخي الفاضل خالص شكري وتقديري فقد امتعتنا بحلقتي موضوعك وننتظر الثالثة اعانك الله ووفقك . |
ياسلاااااااام يا سعيد بن راشد لا تعليق ...أخاف أعلق فأفسد الموضوع فقط أريد أن أقول ...تمنيت أن أكون تلميذ في فصلك ...ولكن مع الأسف كنت أكبر منك سناَ ...أما تلميذك ندعوا الله أن يشفيه لك عاطر التحية . علي بن حسن |
|
اقتباس:
لله درك استاذنا عرفنا الطالب والمعلم وفي شوق للحلقة الثالثة ( الوفاء ) محبك |
أستاذنا القدير سعيد بن راشد لن أجد افضل من تعليق أستاذنا طرفين لأقتبسه واضم صوتي لصوته لله درك استاذنا عرفنا الطالب والمعلم وفي شوق للحلقة الثالثة ( الوفاء ) محبك |
|
|
انا ياابا محمد انقطعت فتره عن الموقع وعندما عدت كان الرد متأخر ا مادرسته وعلمته تتواضع رسائل الدكتوراه امامه وقد حمل ابناؤك الرساله والدكتور سفر الحوالي احدهم وليت عمري ماذا يحمل الدكتور سفر لاستاذه النابغ من ذكريات ومعاني جميله وليت احد ينقل لنا ذلك على الموقع من اهل مكه تحياتي
|
|
|
الأخ الكريم : سعيد راشد الساحة الأدبية وزوارها يشكرونك على الحضور المميز والمشاركات المتميزة. كلنا أمل باستمرار التواصل لتزويدنا بالجديد المفيد. وفقك الله وبارك جهودك الملموسة. مشرف الأدب |
الساعة الآن 09:04 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir