يفتتح اليوم الأربعاء 1/4/1431هـ مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة والذي يحمل عنوان [وحدة وطن]وقد أخذت الجنادرية نسبة إلى المكان الذي يقام فيها الاحتفال مكانة تراثية عالمية نوعية، وتجسد ذلك في الحضور السنوي من المهتمين وعدد من الضيوف الحريصين على الارتباط بالماضي ومعرفة عادات وتقاليد الشعب السعودي القديم قبل وبداية ظهور النفط ، الذي أزاح قليلاً بعض هذه العادات وأحلت مكانها وسائل التطور والانفتاح آنست الجيل الجديد سوالف السابقين، مما اضطر جهاز الحرس الوطني والتي يرأسها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كل عام لإقامة هذا المهرجان الخاص بالتراث والثقافة لتعطي مؤشرًا عميقًا للدلالة على اهتمام القيادة السعودية بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة.
وإلى جانب ذلك الاهتمام فالجنادرية تعد مناسبة وطنية تمتزج في نشاطاتها عبق التاريخ السعودي بنتاج حاضرها الزاهر في مسعى سنوي مستمر للتأكيد على الهوية العربية الإسلامية وتأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلاً للأجيال القادمة، حتى جاءت رعاية القيادة السعودية المتواصلة للمهرجان علامة على الأهمية القصوى التي توليها لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكّل جزءًا كبيرًا من تاريخ البلاد.
وفي العادة يبدأ هذا المهرجان بسباق الهجن تليها حفل خطابي وفني تتمثل في كلمة الأمير متعب بن عبدالله نائب رئيس اللجنة المشرفة على المهرجان وقصيدة وطنية حماسية للشاعر خلف بن هذال. وبعدها تتمازج أصوات الفنانين لتعطي اوبريتًا غنائيًا تُختتم بمشاركة العاهل السعودي معهم برقصة شعبية، للتواصل بعد ذلك المهرجان أيام المهرجان على مدى أسبوعين لتفتح أبوابها أمام زوارها الرجال وتخصص بعدها ثلاثة أيام للعوائل فقط ويقام خلال الفترة العديد من الأمسيات الثقافية والشعرية والقصصية يشاركها فيها أسماء عربية معروفة إلى جانب مسرحيات كوميدية مع مشاركات من مناطق المملكة الثلاثة عشر بموروثها وتراثها وعدد من أجهزة الدولة وشركات ومؤسسات محلية وفي يوم لاحق يُحدد موعدًا لاقامة العرضة السعودية والتي يشارك فيها أغلبية أفراد الأسرة الحاكمة في مقدمتهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز..
ولقد ذللت الحكومة السعودية منذ إنطلاق المهرجان في الأربع والعشرين من آذار/مارس 1985م جميع ما قد يعيق المهرجان بل وجعلت القطاعات الحكومية رهن إشارة القائمين على تنظيم هذا المهرجان لتتسابق جميع القطاعات على المشاركة في النشاطات المعتمدة كل عام، وقد انبثقت فكرة المهرجان الذي يضم قرية متكاملة للتراث والحلي القديمة والأدوات التي كان يستخدمها الإنسان السعودي في بيئته قبل أكثر من خمسين عامًا ومعارض للفنون التشكيلية من الرغبة السامية في تطوير سباق الهجن السنوي الذي إكتسب ذيوعًا على المستوى الوطني والإقليمي.
ومن أولويات الجانب التراثي بالمهرجان إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء هذا الوطن على مدار أجيال سابقة، إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيري للزائرين.
نقلاً عن صحيفة إيلاف .. بتصرف
كل المودة والتقدير
اهداءات ساحات وادي العلي
03-17-2010, 11:44 AM
العرض العادي
