يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-12-2009, 06:00 PM   رقم المشاركة : 1
{}{ غزّة .. ثنائية الموتِ والموت ! ، لـ " فايز المسفر }{}


 

بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مقال لعضو الساحات القدير / فايز بن مسفر ،

نُشر في مجلة ( الإسلام اليوم ) ، وتداوله عدد كبير جدًّا من المنتديات ..




غزّة .. ثنائية الموتِ والموت !
.
.

أعيروني بعضَ الكلمات لأقوم بخيانة غزّة كما يجب ..
إذْ الخيانة ليست سوى حفنة من كلمات عاجزة نقوم بدلقها – حماقةً – على الورق !

هناك في غزّة .. حيث الموتُ ليس موسميًا كالأمطار :
هو يطلّ عليك من الآبار الجافّة ، من أنابيب الأوكسجين الفارغة ، من النوافذ الباكية ، من المنائر المحطّمة ، من الطرقات المختنقة بالدم ، من الحوائط النابضة بالقهر ، من خزانة الملابس الفارغة ، من لعب الأطفال المتناثرة ...
الموت في غزّة ليس فجائياً أبداً ..
بل الحياة هناك تأتي فجأةً !
أن تكون في غزّة ، ذلك يعني أنك محاطٌ بالموت جيداً ،
ربما هو الهوية الوطنية التي لا تحتاج إلى ختم ( السلطة ) .. تحتاج فقط إلى قطرة دم ساخنة وبريئة !

أطفال غزّة يحسُبون أعمارهم بالدقيقة والثانية ..
العمر في غزّة مثير جداً ..
هو رحلة حمراء بين طلقات رصاص طائشٍ ، ودخان رماديّ لا ينقطع ..
هو لحظة فرار مؤقت .. من الموت إلى الموت !
الطفولة في غزّة ثقافةٌ ممتلئة بالأشلاء ..
تبدأ الحصة الأولى صباحاً قبل الدخول إلى المدرسة :
حين يتعرّف الصبية الذاهبون إلى الدرس على أشلاء صديقهم المتناثرة في الطريق إثر الغارة الصباحية قبل دقائق !
حين يرون الأخ الأكبر لصديقهم يموت على بعد رصاصتين منهم هناك ..
بجانب المقبرة ،
حين يرون معلمتهم الحسناء ترجع إلى البيت باكيةً في الصباح إثر مشاجرةٍ مع أحد الجنود أفقدتها الشيء الكثير من أنوثتها الطريّة ...!
الطفولة في غزّة قافلة من اللعنات لا تنتهي ...


الدم في غزّة يأخذ ألوانَ كثيرة :
هو أحمرُ قانٍ في عروق الشهداء
أسودُ فاجرٌ في أجساد الخوَنة ..

الدمُ يسيل هنالك بغزارة ،
يبدو أنه لا مفرّ من الموت :
إما أن تحتضنه ، وإما أن يحتضنك ..

كذلك الربيع يبدو أسودَ أكثر مما ينبغي ،
لا تهطل الأمطار في غزّة من الأعالي ،
هي تصعد من الأسفل على هيئات كثيرة :
أرواح .. أشلاء .. قطرات دم .. دعاء .. صلاة .. دموع .. صرخات .. طفولة مهدرة .. أنوثة محطّمة .. طرقات مهترئة .. حجارة غاضبة .. وصخب لا ينتهي أبداً ...
الربيع في غزّة فصلٌ استثنائي ،
يأتي فقط ليشرب الكثير من الحياة الراكدة هناك ...!

ترضع غزّة ليلاً من ثدي السماء ما يكفيها من الظلام ،
لا لتنام ،
ولكن لتتظاهر بالنوم ،
حيث اليقظة هناك تعني أنك على مقربةٍ من الهلاك ..
السماء تمنحهم الكثير من هذه العُتمة ؛ يبدو أنها تهيئهم لصبيحة أكثر دموية !
لا شيء يضيء في غزّة ليلاً ،
سوى بعض الإطارات المشتعلة ، والشموع المترهّلة ، والسجائر المحبَطَة !
لا صوتَ في غزّةَ ليلاً ،
سوى أنّات الثكالى ، وبكاء اليتامى ، وطقطقة مفاصل الشيوخ البائسين !
الليالي في غزّة لا تلهم الشعراء لارتكاب حماقةِ الشعر ،
إذْ ليس هنالك من حبرٍ يكفي ،
الوثائق السرية الخائنة التهمت الكثير من الحبر المتدفّق هناك :
الوثائق السرية الخائنة عادة تُكتب في الليالي المظلمة !
ليلُ غزّة يحرّض كثيراً على الخيانة !

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2009, 12:17 AM   رقم المشاركة : 2

 

الاخ العزيز أنس العبادي
احسنت النقل وحسن النقل دليل على سلامة الذوق
بارك الله فيك ورضيَ عنكَ وأرضاكَ واسأله أن يضاعف أرباحك في الدنيا والآخرة

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 02-13-2009, 11:07 PM   رقم المشاركة : 3

 

الأستاذي العزيز / بن قباء ..

أشكر لك تشريفي بحضورك الكريم ،

وما كلماتك التشجيعيّة إلا شيء بسيط ممّا تملك من رفعة ذوقٍ وكرم أخلاقٍ ..

أسأل الله لك دوام الصحة والسعادة ، ودمت بودّ ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 02-15-2009, 12:29 PM   رقم المشاركة : 4

 

أخي العزيز أنس العبادي ..
أنت دون شك من القلة القلائل الذين أستأنس برأيهم ..
أتمنى أن أكون عند حسن ظنك ..
وأشكرك على ثقتك بيّ ..
تحياتي ...

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-15-2009, 12:42 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو مميز
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ســهـ نجم ـــيل is on a distinguished road


 




مع انني أفخر أن يكون من بين بني قومي من يكتب مثل هذا

ولكن اسمحوا لي فقد رأيت ما كُتب هنا مراراً في منتديات كثيرة

وكلٌ ينسبه لأسم مختلف

فأقنعوني برابط يقين لعلي أستبين


ســهـ نجم ـــيل

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 02-15-2009, 07:45 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 


الغاليين
أنس وفايز
لاأستغرب أن أتصفح موضوعآ
يحتضن إسميكما معآ
ومرد ذلك لأمرين :
1- تمتعكما بذائقة رفيعة يدعمها ثقافة متجاوزة
2- تواصلكما الفاعل مع عددمن المنتديات
الثقافية فايز ككاتب متألق وأنس كمتابع مميز
... ليست المرة الأولى التي يجد فيها مقالآ للأستاذ
فايز هذا الكم الهائل من الإهتمام والمتابعة
وإن كنت أعلم أن العمل الصحفي يحد من تتابع
مقالاته الرائعة ناهيك عن إنتشار نصوصه
في عدد من المنتديات لسبب وحيد أن الإبداع
يفرض نفسه وبقوة ..

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 02-15-2009, 09:23 PM   رقم المشاركة : 7

 

الأخ القدير / فايز بن مسفر ..

أشرقت الأنوار بمقدمك ،

لا عدمنا توهّج حضورك عزيزي ،

أتمنّى لك حياةً عمليّةً وصحفيّةً مليئةً بالنجاحات ،


ودمت بخير ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 02-15-2009, 09:29 PM   رقم المشاركة : 8

 

الأخ / نجم سهيل ..

أبشر ببرهان يزيدك يقيناً ، ويفوق الرابط المُرتقب بأكثر من 33 مرّه ..

مجلّة ( الإسلام اليوم ) متوفّرةٌ لديّ وسأضعها قريباً ..


أعجبني حقيقةً احتضانها ،

لأبرز الأقلام الإسلاميّة المهتمّة بقضايانا ،

كما أنّها ممتعةٌ بوقفاتها على حياة رموزنا الإسلاميّين بدءً برسولنا الكريم محمّد عليه أفضل الصلاة

وأتمّ التسليم وصحابته رضوان الله عليهم ،


وكلّ تابعي أيضاً ..

بالتوفيق عزيزي ، ولا تحرمنا حضورك ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 02-15-2009, 09:36 PM   رقم المشاركة : 9

 

الأستاذ القدير / أبو ناهل ..

ما الإبداع والروعة إلا حضورك في متصفّحي ،

ولم أكن مهتمًّا بتأكيد نسبة المقال للعزيز فايز ،

لأنّ مقالاته ستظهر في مجلّة الإسلام اليوم المطبوعة لا الالكترونية ،

بشكلٍ شبه شهري بإذن الله ، ولكن !!

قريباً سآخذ صورة بالماسح ،

تحوي المقال والعدد والمجلّة ..


أشكر لك تشريفي بحضورك العطر ،

ودمت بصحة وسعادة ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 02-15-2009, 09:52 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية احمد العبائر
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 23
احمد العبائر is on a distinguished road

أنس العبادي


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنس العبادي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

مقال لعضو الساحات القدير / فايز بن مسفر ،

نُشر في مجلة ( الإسلام اليوم ) ، وتداوله عدد كبير جدًّا من المنتديات ..




غزّة .. ثنائية الموتِ والموت !
.
.

أعيروني بعضَ الكلمات لأقوم بخيانة غزّة كما يجب ..
إذْ الخيانة ليست سوى حفنة من كلمات عاجزة نقوم بدلقها – حماقةً – على الورق !

هناك في غزّة .. حيث الموتُ ليس موسميًا كالأمطار :
هو يطلّ عليك من الآبار الجافّة ، من أنابيب الأوكسجين الفارغة ، من النوافذ الباكية ، من المنائر المحطّمة ، من الطرقات المختنقة بالدم ، من الحوائط النابضة بالقهر ، من خزانة الملابس الفارغة ، من لعب الأطفال المتناثرة ...
الموت في غزّة ليس فجائياً أبداً ..
بل الحياة هناك تأتي فجأةً !
أن تكون في غزّة ، ذلك يعني أنك محاطٌ بالموت جيداً ،
ربما هو الهوية الوطنية التي لا تحتاج إلى ختم ( السلطة ) .. تحتاج فقط إلى قطرة دم ساخنة وبريئة !

أطفال غزّة يحسُبون أعمارهم بالدقيقة والثانية ..
العمر في غزّة مثير جداً ..
هو رحلة حمراء بين طلقات رصاص طائشٍ ، ودخان رماديّ لا ينقطع ..
هو لحظة فرار مؤقت .. من الموت إلى الموت !
الطفولة في غزّة ثقافةٌ ممتلئة بالأشلاء ..
تبدأ الحصة الأولى صباحاً قبل الدخول إلى المدرسة :
حين يتعرّف الصبية الذاهبون إلى الدرس على أشلاء صديقهم المتناثرة في الطريق إثر الغارة الصباحية قبل دقائق !
حين يرون الأخ الأكبر لصديقهم يموت على بعد رصاصتين منهم هناك ..
بجانب المقبرة ،
حين يرون معلمتهم الحسناء ترجع إلى البيت باكيةً في الصباح إثر مشاجرةٍ مع أحد الجنود أفقدتها الشيء الكثير من أنوثتها الطريّة ...!
الطفولة في غزّة قافلة من اللعنات لا تنتهي ...


الدم في غزّة يأخذ ألوانَ كثيرة :
هو أحمرُ قانٍ في عروق الشهداء
أسودُ فاجرٌ في أجساد الخوَنة ..

الدمُ يسيل هنالك بغزارة ،
يبدو أنه لا مفرّ من الموت :
إما أن تحتضنه ، وإما أن يحتضنك ..

كذلك الربيع يبدو أسودَ أكثر مما ينبغي ،
لا تهطل الأمطار في غزّة من الأعالي ،
هي تصعد من الأسفل على هيئات كثيرة :
أرواح .. أشلاء .. قطرات دم .. دعاء .. صلاة .. دموع .. صرخات .. طفولة مهدرة .. أنوثة محطّمة .. طرقات مهترئة .. حجارة غاضبة .. وصخب لا ينتهي أبداً ...
الربيع في غزّة فصلٌ استثنائي ،
يأتي فقط ليشرب الكثير من الحياة الراكدة هناك ...!

ترضع غزّة ليلاً من ثدي السماء ما يكفيها من الظلام ،
لا لتنام ،
ولكن لتتظاهر بالنوم ،
حيث اليقظة هناك تعني أنك على مقربةٍ من الهلاك ..
السماء تمنحهم الكثير من هذه العُتمة ؛ يبدو أنها تهيئهم لصبيحة أكثر دموية !
لا شيء يضيء في غزّة ليلاً ،
سوى بعض الإطارات المشتعلة ، والشموع المترهّلة ، والسجائر المحبَطَة !
لا صوتَ في غزّةَ ليلاً ،
سوى أنّات الثكالى ، وبكاء اليتامى ، وطقطقة مفاصل الشيوخ البائسين !
الليالي في غزّة لا تلهم الشعراء لارتكاب حماقةِ الشعر ،
إذْ ليس هنالك من حبرٍ يكفي ،
الوثائق السرية الخائنة التهمت الكثير من الحبر المتدفّق هناك :
الوثائق السرية الخائنة عادة تُكتب في الليالي المظلمة !
ليلُ غزّة يحرّض كثيراً على الخيانة !
أبكيتني أخي أنس
وا معتصماه وا معتصماه
أين صلاح الدين وخالد بن الوليد وشرحبيل أين أين
وا عجباً على القلوب المتحجره
آهات وآهات وآهات
إلى متى ونحن نأن بالآهات
لله درك أستاذي الغالي أنس العبادي

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir