في مراحل نمو الطفل المختلفة ينتقل شيئاً فشيئاً
من " العجز " إلى " القدرة " ..
يبدأ عاجزاً عن كل شيء :
ثبات الرؤية ، استبانة الحديث ، الجلوس ،
القيام ، إطعام النفس ..
يبدأ طفل الإنسان عاجزاً عن غالب ما يمكن أن يمارسَه الإنسان !!
والتربية السوية هي التي تنقله شيئاً فشيئاً إلى اكتساب المهارات الملائمة ،
وكلما اكتسب مهارةً جديدةً اكتسب معها
" ثقةً في القدرة على القيام بالعمل ".
هل تعرف أصدقاء لديهم ضعفُ ثقة في أنفسهم ؟
أنا أعرف كثيرين كذلك.
هل ثقتهم ضعيفة في أنهم قادرون على القيام .. أو الجلوس ..
أو تناول الطعام .. أو فهم الكلام ؟
بالتأكيد : لا .
لأنهم اعتادوا على " الثقة " في قدرتهم على هذا كله.
إذن .. فمن أين جاءهم " ضعف الثقة " ؟
لأنهم لم يكتسبوا المهارات اللازمة للنجاح ..
ولم يكتسبوا معها ما هو أهم :
أن يثقوا في قدرتهم على النجاح.
وصاحب هذا النمط يشعر أن كلَّ مَن حوله أقوى منه ،
فيستمد القوة من التصاقه بالآخرين ،
وهو يخشى أن يوكَلَ إلى نفسه لأنه ينظر إليها نظرة الاستضعاف ،
ولذا فهو حريص على أن يتخذ الآخرون قراراتِه بدلاً منه لأنهم أحكمُ وأعلمُ وأقدرُ ،
ولأنهم إن أخذوا قراراً عنه فسيعينونه فيه.
صاحب هذا الداء قد يكون متميز القدرة واسع الحيلة ..
ولكنه لا يرى ذلك في نفسه .. حتى لو رآه الجميع.
صاحب هذا الداء يعاني من " قصور النظر " ..
أو " عمى الألوان " ..
وهو في حاجة سريعة إلى " نظَّارة ثقة "
يبصر بها طاقاته على حقيقتها.
تحياتي
...........