يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-25-2008, 11:47 AM   رقم المشاركة : 1
القصيدة العمرية لحافظ إبراهيم (روائع الشعر العربي)


 

.

*****

في صحيح البخاري ( حدثنا ‏..... ‏عن ‏ ‏محمد بن سعد بن أبي وقاص ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏
استأذن ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وعنده ‏ ‏نسوة ‏ ‏من ‏ ‏قريش ‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فدخل ‏ ‏عمر ‏ ‏ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يضحك فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال ‏ ‏عمر ‏ ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إيها يا ‏ ‏ ابن الخطاب ‏ ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏ ‏فجا ‏ ‏قط إلا سلك ‏ ‏فجا ‏ ‏غير ‏ ‏فجك ) صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام

الفاروق أبو حفص

عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي

ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) عرف في شبابه بالشدة والقـوة ، وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثـه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم

هو الصحابي الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين

وصف شكل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهيئته اكثر من صحابي : عن عبدالله بن عامر ( كان عمر رجلا أبيض امهق تعلوه حمرة - اي تعلو خدّيه - طويلا أصلع . أعسر أيسر - أي يستخدم كِلتا يديه وقال عن عاصم عن زر قال: رأيت عمر يأتي العيد ماشيا أعسر أيسر متلبباً بُرداً قطرياً , مشرف على الناس كأنّه على دابّة (من عظيم طوله) وهو يقول أيها الناس هاجروا ولا تهجروا . وعن أبي رجاء العطاردي قال كان عمر رجلا طويلا جسيما أصلع شديد الصلع أبيض شديد الحمرة في عارضيه خفّة سبلته كبيرة ( طرف الشارب ) وفي أطرافها صهوبة - اي شُقرة وقال اخر : كان طويل السبلة , وكان اذا أهمّه أمر فتل سبلتيه وخير ما يحدّث عنه أسلم خادمه فيصفه لبلال عندما سأله كيف تجدون عمر ؟ فقال ( هو خير النّاس ، إلاّ أنّه إذا غضِب ، فهو أمرٌ عظيم ) فقال بلال لو كنت عنده إذا غضب قرأت عليه القرآن حتى يذهب غضبه

القصيدة العمرية من روائع الشعر العربي

لشاعر النيل حافظ إبراهيم

مطلعها

حسب القوافي و حسبي حين ألقيها = أني إلى ساحة الفاروق أهديها
لاهم هب لي بيانا أستعين به = على قضاء حقوق نام قاضيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها = و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني = فيها فإني ضعيف الحال واهيها
وفيما يلي كامل القصيدة

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-25-2008, 12:36 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****
من روائع الشعر العربي

القصيدة العمرية

لشاعر النيل حافظ إبراهيم


حسب القوافي و حسبي حين ألقيها = أني إلى ساحة الفاروق أهديها
لاهم هب لي بيانا أستعين به = على قضاء حقوق نام قاضيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها = و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني = فيها فإني ضعيف الحال واهيها

وفاة الفاروق رضي الله عنه

مولى المغيرة لا جادتك غادية = من رحمة الله ما جادت غواديها
مزقت منه أديما حشوه همم = في ذمة الله عاليها و ماضيها
طعنت خاصرة الفاروق منتقما = من الحنيفة في أعلى مجاليها
فأصبحت دولة الإسلام حائرة = تشكو الوجيعة لما مات آسيها
مضى و خلّفها كالطود راسخة = و زان بالعدل و التقوى مغانيها
تنبو المعاول عنها و هي قائمة = و الهادمون كثير في نواحيها
حتى إذا ما تولاها مهدمها = صاح الزوال بها فاندك عاليها
واها على دولة بالأمس قد ملأت = جوانب الشرق رغدا في أياديها
كم ظللتها و حاطتها بأجنحة = عن أعين الدهر قد كانت تواريها
من العناية قد ريشت قوادمها = و من صميم التقى ريشت خوافيها
و الله ما غالها قدما و كاد لها = و اجتث دوحتها إلا مواليها
لو أنها في صميم العرب ما بقيت = لما نعاها على الأيام ناعيها
ياليتهم سمعوا ما قاله عمر = و الروح قد بلغت منه تراقيها
لا تكثروا من مواليكم فإن لهم = مطامع بَسَمَاتُ الضعف تخفيها

إسلامه رضي الله عنه

رأيت في الدين آراء موفقة = فأنزل الله قرآنا يزكيها
و كنت أول من قرت بصحبته = عين الحنيفة و اجتازت أمانيها
قد كنت أعدى أعاديها فصرت لها = بنعمة الله حصنا من أعاديها
خرجت تبغي أذاها في محمدها = و للحنيفة جبار يواليها
فلم تكد تسمع الايات بالغة = حتى انكفأت تناوي من يناويها
سمعت سورة طه من مرتلها = فزلزلت نية قد كنت تنويها
و قلت فيها مقالا لا يطاوله = قول المحب الذي قد بات يطريها
و يوم أسلمت عز الحق و ارتفعت = عن كاهل الدين أثقالا يعانيها
و صاح فيها بلال صيحة خشعت = لها القلوب ولبت أمر باريها
فأنت في زمن المختار منجدها = و أنت في زمن الصديق منجيها
كم استراك رسول الله مغتبطا = بحكمة لك عند الرأي يلفيها

الفاروق وبيعة الصديق خليفة رسول الله

و موقف لك بعد المصطفى افترقت =فيه الصحابة لما غاب هاديها
بايعت فيه أبا بكر فبايعه = على الخلافة قاصيها و دانيها
و أطفئت فتنة لولاك لاستعرت = بين القبائل و انسابت أفاعيها
بات النبي مسجا في حظيرته = و أنت مستعر الاحشاء داميها
تهيم بين عجيج الناس في دهش = من نبأة قد سرى في الأرض ساريها
تصيح : من قال نفس المصطفى قبضت = علوت هامته بالسيف أبريها
أنساك حبك طه أنه بشر = يجري عليه شؤون الكون مجريها
و أنه وارد لابد موردها = من المنية لا يعفيه ساقيها
نسيت في حق طه آية نزلت = و قد يذكّر بالايات ناسيها
ذهلت يوما فكانت فتنة عمم = وثاب رشدك فانجابت دياجيها
فللسقيفة يوم أنت صاحبه = فيه الخلافة قد شيدت أواسيها
مدت لها الأوس كفا كي تناوله = فمدت الخزرج الايدي تباريها
و ظن كل فريق أن صاحبهم = أولى بها و أتى الشحناء آتيها
حتى انبريت لهم فارتد طامعهم = عنها وآخى أبو بكر أواخيها

الفاروق و علي كرم الله وجهه ورضي عنهما

و قولة لعلي قالها عمر = أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقتُ دارك لا أبقي عليك بها =إن لم تبايع و بنت المصطفى فيها
ما كان غير أبى حفص يفوه بها = أمام فارس عدنان وحاميها
كلاهما في سبيل الحق عزمته = لا تنثني أو يكون الحق ثانيها
فاذكرهما وترحم كلما ذكروا = أعاظما ألِّهوا في الكون تأليها

الفاروق و جبله بن الايهم

كم خفت في الله مضعوفا دعاك به = و كم أخفت قويا ينثني تيها
و في حديث فتى غسان موعظة = لكل ذي نعرة يأبى تناسيها
فما القوي قويا رغم عزته = عند الخصومة و الفاروق قاضيها
وما الضعيف ضعيفا بعد حجته = و إن تخاصم واليها و راعيها

الفاروق و أبو سفيان

و ما أقلت أبا سفيان حين طوى = عنك الهدية معتزا بمهديها
لم يغن عنه و قد حاسبته حسب = و لا معاوية بالشام يجبيها
قيدت منه جليلا شاب مفرقه = في عزة ليس من عز يدانيها
قد نوهوا باسمه في جاهليته = و زاده سيد الكونين تنويها
في فتح مكة كانت داره حرما = قد أمّن الله بعد البيت غاشيها
و كل ذلك لم يشفع لدى عمر = في هفوة لأبي سفيان يأتيها
تالله لو فعل الخطاب فعلته = لما ترخص فيها أو يجازيها
فلا الحسابة في حق يجاملها = و لا القرابة في بطل يحابيها
و تلك قوة نفس لو أراد بها = شم الجبال لما قرت رواسيها

الفاروق و خالد بن الوليد ( سيف الله المسلول )

سل قاهر الفرس و الرومان هل شفعت = له الفتوح و هل أغنى تواليها
غزى فأبلى و خيل الله قد عقدت = باليمن و النصر و البشرى نواصيها
يرمي الأعادي بآراء مسددة = و بالفوارس قد سالت مذاكيها
ما واقع الروم إلا فر قارحها = و لا رمى الفرس إلا طاش راميها
و لم يجز بلدة إلا سمعت بها = الله أكبر تدْوي في نواحيها
عشرون موقعة مرت محجلة = من بعد عشر بنان الفتح تحصيها
و خالد في سبيل الله موقدها = و خالد في سبيل الله صاليها
أتاه أمر أبي حفص فقبله = كما يقبل آي الله تاليها
و استقبل العزل في إبان سطوته = و مجده مستريح النفس هاديها
فاعجب لسيد مخزوم وفارسها = يوم النزال إذا نادى مناديها
يقوده حبشي في عمامته = ولا تحرك مخزوم عواليها
ألقى القياد إلى الجراح ممتثلا = و عزة النفس لم تجرح حواشيها
و انضم للجند يمشي تحت رايته = و بالحياة إذا مالت يفديها
و ما عرته شكوك في خليفته = ولا ارتضى إمرة الجراح تمويها
فخالد كان يدري أن صاحبه = قد وجه النفس نحو الله توجيها
فما يعالج من قول و لا عمل = إلا أراد به للناس ترفيها
لذاك أوصى بأولاد له عمرا = لما دعاه إلى الفردوس داعيها
و ما نهى عمر في يوم مصرعه = نساء مخزوم أن تبكي بواكيها
و قيل فارقت يا فاروق صاحبنا = فيه و قد كان أعطى القوس باريها
فقال خفت افتتان المسلمين به = و فتنة النفس أعيت من يداويها
هبوه أخطأ في تأويل مقصده = و أنها سقطة في عين ناعيها
فلن تعيب حصيف الرأي زلته = حتى يعيب سيوف الهند نابيها
تالله لم يتَّبع في ابن الوليد هوى = و لا شفى غلة في الصدر يطويها
لكنه قد رأى رأيا فأتبعه = عزيمة منه لم تثلم مواضيها
لم يرع في طاعة المولى خؤولته = و لا رعى غيرها فيما ينافيها
و ما أصاب ابنه و السوط يأخذه = لديه من رأفة في الحد يبديها
إن الذي برأ الفاروق نزهه = عن النقائص و الأغراض تنزيها
فذاك خلق من الفردوس طينته = الله أودع فيها ما ينقيها
لاالكبر يسكنها لا الظلم يصحبها = لا الحقد يعرفها لا الحرص يغويها

الفاروق و عمرو بن العاص ( داهية العرب )

شاطرت داهية السواس ثروته = و لم تخفه بمصر و هو واليها
و أنت تعرف عمرا في حواضرها = و لست تجهل عمرا في بواديها
لم تنبت الأرض كابن العاص داهية = يرمي الخطوب برأي ليس يخطيها
فلم يرغ حيلة فيما أمرت به = و قام عمرو إلى الأجمال يزجيها
و لم تقل عاملا منها و قد كثرت = أمواله وفشا في الأرض فاشيها

الفروق وابن عبدالله

و ما وقى ابنك عبد الله أينقه = لما اطلعت عليها في مراعيها
رأيتها في حماه وهي سارحة = مثل القصور قد اهتزت أعاليها
فقلت ما كان عبد الله يشبعها = لو لم يكن ولدي أو كان يرويها
قد استعان بجاهي في تجارته = و بات باسم أبي حفص ينميها
ردوا النياق لبيت المال إن له = حق الزيادة فيها قبل شاريها
و هذه خطة لله واضعها = ردت حقوقا فأغنت مستميحيها
مالإشتراكية المنشود جانبها = بين الورى غير مبنى من مبانيها
فإن نكن نحن أهليها و منبتها = فإنهم عرفوها قبل أهليها

الفاروق و نصر بن حجاج

جنى الجمال على نصر فغربه = عن المدينة تبكيه و يبكيها
و كم رمت قسمات الحسن صاحبها = و أتعبت قصبات السبق حاويها
و زهرة الروض لولا حسن رونقها = لما استطالت عليها كف جانيها
كانت له لمة فينانة عجب = على جبين خليق أن يحليها
و كان أنى مشى مالت عقائلها = شوقا إليه و كاد الحسن يسبيها
هتفن تحت الليالي باسمه شغفا = و للحسان تمنٍّ في لياليها
جززت لمته لما أتيتَ به = ففاق عاطلها في الحسن حاليها
فصحت فيه تحول عن مدينتهم = فإنها فتنة أخشى تماديها
و فتنة الحسن إن هبت نوافحها = كفتنة الحرب إن هبت سوافيها

الفاروق و شهادة رسول كسرى

و راع صاحب كسرى أن رأى عمرا = بين الرعية عطلا و هو راعيها
و عهده بملوك الفرس أن لها = سورا من الجند و الأحراس يحميها
رآه مستغرقا في نومه فرأى = فيه الجلالة في أسمى معانيها
فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا = ببردة كاد طول العهد يبليها
فهان في عينه ما كان يكبره = من الأكاسر والدنيا بأيديها
و قال قولة حق أصبحت مثلا = و أصبح الجيل بعد الجيل يرويها
أمنت لما أقمت العدل بينهم = فنمت نوم قرير العين هانيها

الفاروق و نظام الشورى في الإسلام

يا رافعا راية الشورى و حارسها = جزاك ربك خيرا عن محبيها
لم يلهك النزع عن تأييد دولتها = و للمنية آلام تعانيها
لم أنس أمرك للمقداد يحمله = إلى الجماعة إنذارا و تنبيها
إن ظل بعد ثلاث رأيهم شعبا = فجرد السيف و اضرب في هواديها
فاعجب لقوة نفس ليس يصرفها = طعم المنية مرا عن مراميها
درى عميد بني الشورى بموضعها = فعاش ما عاش يبنيها و يعليها
و ما استبد برأي في حكومته = إن الحكومة تغري مستبديها
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به = رغم الخلاف و رأي الفرد يشقيها

زهده رضي الله عنه

يا من صدفت عن الدنيا و زينتها = فلم يغرك من دنياك مغريها
ماذا رأيت بباب الشام حين رأوا = أن يلبسوك من الأثواب زاهيها
و يركبوك على البرذون تقدمه = خيل مطهمة تحلو مرائيها
مشى فهملج مختالا براكبه = و في البراذين ما تزها بعاليها
فصحت يا قوم كاد الزهو يقتلني = و داخلتني حال لست أدريها
و كاد يصبو إلى دنياكم عمر = و يرتضي بيع باقيه بفانيها
ردوا ركابي فلا أبغي به بدلا = ردوا ثيابي فحسبي اليوم باليها

مثال من رحمته رضي الله عنه

و من رآه أمام القدر منبطحا = و النار تأخذ منه و هو يذكيها
و قد تخلل في أثناء لحيته = منها الدخان و فوه غاب في فيها
رأى هناك أمير المؤمنين على = حال تروع لعمر الله رائيها
يستقبل النار خوف النار في غده = و العين من خشية سالت مآقيها

تقشفه وورعه رضي الله عنه

إن جاع في شدة قومٌ شركتهم = في الجوع أو تنجلي عنهم غواشيها
جوع الخليفة و الدنيا بقبضته = في الزهد منزلة سبحان موليها
فمن يباري أبا حفص و سيرته = أو من يحاول للفاروق تشبيها
يوم اشتهت زوجه الحلوى فقال لها = من أين لي ثمن الحلوى فأشريها
لا تمتطي شهوات النفس جامحة = فكسرة الخبز عن حلواك تجزيها
و هل يفي بيت مال المسلمين بما = توحي إليك إذا طاوعت موحيها
قالت لك الله إني لست أرزؤه = مالا لحاجة نفس كنت أبغيها
لكن أجنب شيأ من وظيفتنا = في كل يوم على حال أسويها
حتى إذا ما ملكنا ما يكافئها = شريتها ثم إني لا أثنيها
قال اذهبي و اعلمي إن كنت جاهلة = أن القناعة تغني نفس كاسيها
و أقبلت بعد خمس و هي حاملة = دريهمات لتقضي من تشهيها
فقال نبهت مني غافلا فدعي = هذي الدراهم إذ لا حق لي فيها
ويلي على عمر يرضى بموفية = على الكفاف و ينهى مستزيدها
ما زاد عن قوتنا فالمسلمين به = أولى فقومي لبيت المال رديها
كذاك أخلاقه كانت و ما عهدت = بعد النبوة أخلاق تحاكيها

هيبته رضي الله عنه

في الجاهلية و الإسلام هيبته = تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
في طي شدته أسرار مرحمة = تثني الخطوب فلا تعدو عواديها
و بين جنبيه في أوفى صرامته = فؤاد والدة ترعى ذراريها
أغنت عن الصارم المصقول درته = فكم أخافت غوي النفس عاتيها
كانت له كعصى موسى لصاحبها = لا ينزل البطل مجتازا بواديها
أخاف حتى الذراري في ملاعبها = و راع حتى الغواني في ملاهيها
اريت تلك التي لله قد نذرت = انشودة لرسول الله تهديها
قالت نذرت لئن عاد النبي لنا = من غزوة العلى دفي أغنيها
و يممت حضرة الهادي و قد ملأت = أنور طلعته أرجاء ناديها
و استأذنت و مشت بالدف و اندفعت = تشجي بألحانها ما شاء مشجيها
و المصطفى و أبو بكر بجانبه = لا ينكران عليها من أغانيها
حتى إذا لاح من بعد لها عمر = خارت قواها و كاد الخوف يرديها
و خبأت دفها في ثوبها فرقا = منه وودت لو ان الأرض تطويها
قد كان حلم رسول الله يؤنسها = فجاء بطش أبي حفص يخشيها
فقال مهبط وحي الله مبتسما = و في ابتسامته معنى يواسيها
قد فر شيطانها لما رأى عمر = إن الشياطين تخشى بأس مخزيها

مثال على رجوع الفاروق إلى الحق رضي الله عنه

و فتية ولعوا بالراح فانتبذوا = لهم مكانا و جدوا في تعاطيها
ظهرت حائطهم لما علمت بهم = و الليل معتكر الأرجاء ساجيها
حتى تبينتهم و الخمر قد أخذت = تعلو ذؤابة ساقيها و حاسيها
سفهت آراءهم فيها فما لبثوا = أن أوسعوك على ما جئت تسفيها
و رمت تفقيههم في دينهم فإذا = بالشرب قد برعوا الفاروق تفقيها
قالوا مكانك قد جئنا بواحدة = و جئتنا بثلاث لا تباليها
فأت البيوت من الأبواب يا عمر = فقد يُزنُّ من الحيطان آتيها
و استأذن الناس أن تغشى بيوتهم = و لا تلم بدار أو تحييها
و لا تجسس فهذي الآي قد نزلت = بالنهي عنه فلم تذكر نواهيها
فعدت عنهم و قد أكبرت حجتهم = لما رأيت كتاب الله يمليها
و ما أنفت و إن كانوا على حرج = من أن يحجك بالآيات عاصيها

الفاروق و شجرة الرضوان

و سرحة في سماء السرح قد رفعت = ببيعة المصطفى من رأسها تيها
أزلتها حين غالوا في الطواف بها = و كان تطوافهم للدين تشويها

ختام القصيدة العمرية

هذي مناقبه في عهد دولته = للشاهدين و للأعقاب أحكيها
في كل واحدة منهن نابلة = من الطبائع تغذو نفس واعيها
لعل في أمة الإسلام نابتتة = تجلو لحاضرها مرآة ماضيها
حتى ترى بعض ما شادت أوائلها = من الصروح و ما عاناه بانيها
وحسبها أن ترى ما كان من عمر = حتى ينبه منها عين غافيها

رحم الله الفاروق ورضي عنه وأرضاه وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة

ورحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم وكتب له الأجر والثواب

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:00 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir