كيف تواجه النقد الآثم
الرقعاء السُخفاء سبّوا الخالق الرازق جلّ في علاه ، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو ، 
فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحَيْف والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حربا ضروسا !!
لا هوادة فيها من النقد الإثم المر ، ومن التحطيم المدروس المقصود ، 
ومن الإهانة المتعمدة مادام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع ، 
ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتفر من هؤلاء ،
 أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك. 
إن الجالس على الأرض لا يسقط ، والناس لا يرفسون كلبا ميتا ، 
لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحا ، أو علما ، أو أدبا ، أو مالأ ، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك 
حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك ، وتنخلع من كل صفات الحمد ، وتنسلخ من كل معاني النبل ، 
وتبقى بليدا ! غبيا صفرا محطما ، مكدودا ، هذا ما يريدون بالضبط. 
إذا فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم " أثبت أحد " وكن كالصخرة الصامتة المهيبة 
تتكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء .
 إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ،
 إلا فاصفح الصفح الجميل ، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون . 
إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتعل . 
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم
 وتجنيهم بتجافيك لهم ، وإهمالك لشأنهم ، و إطراحك لأقوالهم !. ( قل موتوا بغيظكم ) 
بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك. 
إن كنت تريد أن تكون مقبولاً عند الجميع ، محبوبا لدى الكل ، سليما من العيوب عند العالم ،
 فقد طلبت مستحيلا وأملت أملاً بعيدا. 
 
من كتاب لا تحزن ( د . عائض القرني )