.
*****
تامر والغزال
كان الفتى الصغير فوق حصانه يطارد غزاله في ذلك الخلاء البعيد .
وكانت غزالة جميلة تركض بسرعة حتى لا يكاد يلحق بها الحصان الذي كان يركض خلفها بسرعة .
وكان الطريق طويلا ، وكان الفتى لا يعلم أين هو ، فقد ابتعد كثيرا عن الأصدقاء ، والماء أصبح قليلا ، وكذلك الطعام ، والشمس في السماء لمّا تغب.
وسرعان ما تغير لون السماء فأرعدت ، وأبرقت ، ونزل المطر ينهمر بشدة ،
فضاعت معالم الطريق أمام تامر الذي قال : أين أنا ياترى ؟
وماذا سيكون مصيري في هذه الليلة ؟ وقد كنت أود العودة ،
ولكنني أريد أن ألحق بهذه الغزالة مهما كان الأمر فكأنني وقعت في الفخ وعليّ أن أكون بطلا ،
ويجب ألاّ أبكي وقد تعلمت ألا أخاف إلا الله ،
وصعد الى الجبل ، ووجد صخرة .. فدخل تحتها وبجانبه حصانه ،
واحتميا بالصخرة من ذلك المطر المنهمر،
وبينما هو في ذلك المأزق الحرج سمع صوت الذئاب وهي تعوي ،
وتقترب منه لتفترسه وتأكله وكان عليه أن يفكر كيف يترك المكان؟
ويتخلص من الذئاب المتوحشة ويهرب ،
ولكنه أسرع وأشعل عود الثقاب في حزمة من الحطب والأغصان الجافة ،
وأوقد نارا عالية والذئاب تخاف النار فهربت جميعا ، وابتعدت عن الحصان
وفجأة قفز تامر الى صخرة بعيدة وظل مختفيا خلفها ، وماهي الا لحظات حتى رأى من بعيد كلبه الأمين يجري ومعه الحصان واشتد خوف الذئاب فاختفت .
وتقدم الكلب الوفي لصديقه الذي ظل يبحث عنه وصعد تامر على ظهر حصانه مرة أخرى وظهر الغزال مرة أخرى فطارده تامر ،
وفجأة تعثر الغزال واستطاع تامر أن يمسك به .. بعد رحلة محفوفة بالخطر
من قصص المؤلف خالد عباس دمنهوري
*****