يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الشعبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-2008, 05:05 PM   رقم المشاركة : 1
فيزيائي في زمن الشعر الشعبي


 

نحن معشر العرب اليوم كائنات صوتية مفتونة بالرقص والطرب ، والانتفاش وثقافة المديح ، وإنتاج شعراء الكدية . كأن الله لم يخلقنا إلا للتطبيل ، والاستجداء والمواويل ، حتى أصبحت قنوات الغناء لدينا أكثر من رزايا الأمة ، فمع كل سقوط لدولة ، أو إقليم تفتح قناة للغناء والطرب أو للشعر الشعبي ، حتي أصبح لدي اعتقاد بأن دورات وبرامج الشعر الشعبي تنافس القمم العربية في كثرة الانعقاد وسوء النتائج.
شاعر المليون اليوم ظاهرة ثقافية تستحق منا المزيد من القراءة والتحليل والاستنتاج، فهو برنامج ميكافيلي النزعة ` قائم علي مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، و عندي لا أسوأ من الغاية إلا الوسيلة، فالبرنامج مصمم لصناعة البطولة في زمن بلا أبطال، وهذا ضرب من ضروب التعويض النفسي عن حالة الانكسار الحضاري التي نعيشها علي كل المحاور. فالأمم في لحظات الضعف تصنع لها بطولات وهمية، وأصبحت القيم النبيلة تختصر في أشخاص ، وهذه عقدة عربية بامتياز ، جاء الإسلام ليدحضها فقال الرسول صلوات الله وسلامه عليه: " أحثوا التراب في وجوه المداحين ". في زمن الفضاءات المعرفية والسياسية تنهض هذه البرامج على رؤى ضيقة ، جوهرها الكسب والابتزاز عن طريق دغدغة مشاعر البسطاء والمغفلين ، حتي تحولنا في الخليج إلى قبائل متناحرة ثقافيا ، في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى ترسيخ قيم الدين وثقافة الدولة وتنمية الروح الوطنية .
في زاوية مضيئة وضعت تحت الأضواء كانت الحناجر تغني » والأكف تصفق والأقمار الفضائية تبث ، والرسائل تتوالى ، وحسابات الأذكياء تتراكم ، وجيوب المتعبين تزداد جدبا . لكن في زاوية أخرى معتمة كان هناك جسد غض صنع للوطن ما لم تصنعه ثقافة المديح ، كان يعمل في مختبرات المعرفة ومراكز البحوث ليلا ونهارا لرفع درجة الوعي وتأسيس ثقافة العلم التي تكرم الإنسان وتجله.
كان الناس مشغولين وموجوعين بنتائج التصويت ، وقامت الدنيا ولم تقعد وأكتضت المطارات باستقبال الشعراء العائدين من غزوة أبو ظبي.
في تلك اللحظات كان هناك عقل عامر بالمعرفة يعاني من أجل الحصول على سرير في أحد المستشفيات فلم يجد، وظل ستين ساعة يغالب آلامه ، وفي النهاية بترت رجله بسبب تأخر إسعافه .
كان هذا هو المخترع المبدع الشاب مهند أبو دية الطالب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مدير شركة فيزياء ميديا للإعلام العلمي صاحب عدد كبير من الاختراعات التي منها القلم المغناطيسي والغواصة سابر 7 صقر العروبة التي أثارت إعجابا عالميا منقطع النظير.
لن أقول عن مرارة هذا الموقف أكثر مما قاله الزملاء نجيب الزامل وتركي الدخيل وآخرون من أصحاب الوعي الخلاق. مهند أبو دية مبدع يفكر في المختبرات، في زمن الشعراء الشعبيين الذي يولولون في القنوات، فعرفهم المجتمع ولم يعرف مهند. مجتمع يعرف القصائد و لا يعرف المقاصد.
مهند فيزيائي آمن بمباهج المعرفة في مجتمع فتن بثقافة (ما فيك حيلة).
مهند اختار طريق الفيزياء ليحترق في معامل الإبداع كي يضيء للأمة طريق المستقبل، والمجتمع اختار طريق المواويل ليرتد من ثقافة الأمة إلى ثقافة القبيلة.
مهند مشكلته انه فيزيائي ولد في زمن الشعر الشعبي.
يا مهند عسى أن تكون قدمك سابقة لك إلى الجنة، وشاهدة لك على جهادك واجتهادك وشاهدة على انكسارنا ودخولنا في جملة الغاوين لكن يا مهند يكفي قدمك انه لم يدلف بك إلى مسارح الشعر، وإنما حملك إلى مراكز العلم.
وعسي أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ، فالذي فقد قدمه يا مهند ليس كالذي فقد عقله . دمت ودام الوطن ودام المبدعون من أمثالك.


أجراس
فيزيائي في زمن الشعر الشعبي
أ.د. صالح الزهراني
ملحق الرسالة ، جريدة المدينة ، الجمعة 26/4/1429 هـ

 

 
























التوقيع

قال تعالى :
"ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"

فصلت (33)


   

رد مع اقتباس
قديم 06-06-2008, 05:46 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
أحمد بن فيصل is on a distinguished road


 

لك الله يا مهند

أتيت في زمن الشعر الشعبي

لا بل أتيت في زمن العلم والمعرفة وأبدعت وحسبت أنك في الطريق الصحيح ولكن....

إنه الإعلام....

نحن لا نحتفي الا بالموتى ألم تدرك ذلك يا مهند...؟!!!

أما الشعر الشعبي فليس المشكلة؛ المشكلة في الغباء الشعبي!!!!

نحن من صنع هذه الهالة الإعلامية نفخنا عليها النار كما نفخت على إبراهيم عليه السلام،

لكن الله أراد أن تكون النار برداً وسلاماً على إبراهيم فهل تكون برداً وسلاماً علينا؟!

عنصرية قبلية، وفخر بالأنساب مقيت، وخسارة مادية، ولا زلنا نسمع من ينتظر الجزء الثالث....

ولازال الحادي في الوادي والحبل على الجرار

فهذا شاعر المعنى وذاك فارس الصحراء وأولئك أمراء الشعر

ونحن للأسف من يدفع!!!!!

ولا عزاء

سلمت يا دكتور / صالح

وسلمت على النقل يا أخي سعيد

ومزيدا من التألق

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir