يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-25-2008, 12:11 AM   رقم المشاركة : 1
Berightback الحـــب : ذلك الشعور الخـفي , بين مؤيد ومعارض


 

معذرة إخواني على هذا الموضوع ولأكون صريح : ينكر البعض إدراج بعض المشاركات تتحدث عن الحب وقُوبِلت بانتقاد من البعض ولا ألوم من انتقد , تلك وجهة نظر نحترمها ونقدرها ولكن ليفهم الجميع أن الحب ليس عيباً ولا حراما إذا كان في حدود ضوابط شرعية وخلقية .. فأحببت أن أشارك بهذا الطرح لنعرف الآراء والردود ولنخرج بفائدة , على أقل تقدير : نفهم معنى الحب وأنواعه وأسمائه ووروده في القرآن والسنة المطهرة .. لا أريد التجني على احد ولا احجب رأي احد فكل يمثل رأيه الشخصي ولا يمثل أحداً غيره .. لهذا التمس العذر أولاً وأخيراً ..



بسم الله الرحمن الرحيم



ما أكثر الكلمات في عالمنا

نجدها في كل مكان وفي كل زمان


نجدها بكل معنى وبكل مغنى




وما أسهل التلاعب بالألفاظ

ولكن بعضا من الكلمات قد تكون خاوية بلا معنى


والبعض قد تحمل معنى واحد لا يمكن إلغائه ولا استحداث غيرة





نقل فؤادك حيث شئت من الهوى * ما الحب إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يألفه الفتى * وحنينه أبدا لأول منزل






أنواع الحـب


الحــــــب : معنًى من أوسع المعاني ، فهو أكبر من أن يحصر في حيز علاقة بين مخلوق ومخلوق، إنه كالنهر الذي تستمد منه القنوات ماءها ثم قد تتشعب كل قناة بدروها فيشمل الحب : حب الإنسان لنفسه ، ويتفرع من ذلك حب الوجود وحب كمال الوجود .


ومن حب الوجود : يخرج حب البقاء في الدنيا ثم حب الخلود في الجنة في الآخرة , ومن حب كمال الوجود : ينشأ حب النساء والأبناء والمال والجاه. وهكذا الحال في أنواع الحب الأخرى .


فحب الإنسان لغيره يشمل حب الدين والوطن والآباء والعشيرة والإخوان والأمة بجميع أعضائها المؤمنين وأعلاهم الأنبياء وأشرفهم محمد صلى الله عليه وسلم وهذا كله حب لهم لا لذاتهم بل لأجل حب الله عز وجل وهو الذي يُحبّ لذاته سبحانه






قال ابن القيم في الدواء الكافي :

هناك أنواع من المحبة :



أحدها : محبة الله ولا تكفي وحدها في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه فإن المشركين وعبّاد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله .


الثاني : محبة ما يحبه الله وهذه هي التي تدخله في الإسلام وتخرجه من الكفر.


الثالث: الحب لله وفيه وهي من لوازم محبة ما يحبه الله.


الرابع : المحبة مع الله وهي المحبة الشركية وكل من أحب شيئاً مع الله لا لله ولا من أجله ولا فيه فقد اتخذه نِداً من دون الله وهي محبة المشركين .


وبقي قسم خامس وهو المحبة الطبيعية وهي ميل الإنسان إلى ما يلائم طبعه كمحبة العطشان للماء والجائع للطعام ومحبة النوم والزوجة والولد فتلك لا تذم إلا إذا ألهت عن ذكر الله وشغلت عن محبته ) .







مفهوم الحب





معنى الحـب وأصل اشتقاقه



قيل : إن المحبة أصلها من : الصَّفاء ، ذلك أن العرب تقول في صفاء بياض الأسنان ونضارتها: ( حَبَبُ الأسنان ).





وقيل : إنها مأخوذة من الحُباب . وهو الذي يعلو الماء عند المطر الشديد. فكأنَّ غليان القلب وثوراته عند الاضطرام والاهتياج إلى لقاء المحبوب يُشبه ذلك.



وقيل : مشتقة من الثبات والالتزام ، ومنه : أَحَبَّ البعير، إذا برك فلم يقُمْ، لأن المحبَّ لزم قلبه محبوبه .





وقيل : النقيض ، أي مأخوذة من القلق والاضطراب، ومنه سُمى (القرط) حبّاً لقلقه في الأذن ، قال الشاعر :

تبيتُ الحية النّضْناض منه === مكان الحَبِّ تستمع السِّرارا



وقيل : بل هي مأخوذة من الحُبِّ جمع حُبَّة وهي لباب الشيء وأصله ؛ لأن القلب أصل كيان الإنسان ولُبّه ، ومستودع الحُبِّ ومكمنه.





وقيل : في أصل الاشتقاق كثير غير هذا، لكننا نعزف عن الإطالة والإسهاب . ولتعريف الماهية



نقول إن الحب هو: الميْل الدائم بالقلب الهائم، وإيثار المحبوب على جميع المصحوب ، وموافقة الحبيب حضوراً وغياباً ، وإيثار ما يريده المحبوب على ما عداه ، والطواعية الكاملة ، والذكر الدائم وعدم السلوان ، قال الشاعر:


ومَنْ كان من طول الهوى ذاق سُلْوَةً === فإنِّيَ من ليْلى لها غيرُ ذائقِ


وأكثر شيء نِلتـُهُ من وصالها === أَمانِيُّ لم تصدُق كلَمْعةِ بارقِ



أو عمى القلب عن رؤية غير المحبوب ، وصَمَمهُ عن سماع العذل فيه، وفي الحديث الذي رواه الإمام "أحمد" تصديق ذلك، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [حُبُّك الشيءَ يُعْمي ويُصمّ ].


أو الحضور الدائم ، كما قال الشاعر:


يا مقيماً في خاطري وجَناني === وبعيداً عن ناظري وعِياني


أنت روحي إن كنتُ لستُ أراها === فهي أدنى إليّ من كُلِّ دانِ



وقال آخر:


خيالك في عيني، وذكراك في فمي === ونجواك في قلبي، فأيْن تغيبُ ؟!






أسماء الحب ومراحله



وضعوا للحب أسماء كثيرة منها :




المحبة , والهوى , والصبوة , والشغف , والوجد , والعشق , والنجوى , والشوق , والوصب , والاستكانة , والود , والخُلّة , والغرام , والهُيام , والتعبد.



وهناك أسماء أخرى كثيرة أمسكنا عن ذكرها التقطت من خلال ما ذكره المحبون في أشعارهم وفلتات ألسنتهم وأكثرها يعبر عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.


الهـــوى :




يقال إنه ميْل النفس ، وفعْلُهُ: هَوِي، يهوى، هَوىً، وأما: هَوَىَ يَهوي فهو للسقوط، ومصدره الهُويّ.

وأكثر ما يستعمل الهَوَى في الحبِّ المذموم، قال تعالى: (وأمَا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإنَّ الجَنَّة هي المأْوى ) [النازعات 40-41] .


وقد يستعمل في الحب الممدوح استعمالا مقيداً، منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: [لا يؤْمن أحدكم حتى يكون هَواهُ تبعاً لما جئتُ بِه].صححه النووي


وجاء في الصحيحين عن "عروة بن الزبير" - رضي الله عنه - قال: (كانت خولة بنت حكيم: من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت "عائشة" رضي الله عنها : أما تستحي المرأة أن تهَبَ نفسها للرَّجُل؟ فلمّا نزلت ( تُرْجي من تشاء مِنْهُنَّ )(الأحزاب51 ) قلت: يا رسول الله ما أرى ربَّك إلا يُسارعُ في هواك "





الصَّبــــْوة :


وهي الميل إلى الجهل، فقد جاء في القرأن الكريم على لسان سيدنا "يوسف" عليه السلام قوله تعالى:

( وإلا تَصرفْ عني كيدَهن أصبُ إليهنَّ وأكنُ من الجاهلين ).[يوسف30]


والصّبُوة غير الصّبابة التي تعني شدة العشق، ومنها قول الشاعر:



تشكّى المحبون الصّبابة لَيْتني == تحملت ما يلقون من بينهم وحدْي



الشــــــغف:




هو مأخوذ من الشّغاف الذي هو غلاف القلب، ومنه قول الله تعالى واصفاً حال امرأة العزيز في تعلقها بيوسف عليه السلام ( قد شغفها حُباً ) ، قال "ابن عباس" رضي الله عنهما في ذلك: دخل حُبه تحت شغاف قلبها.


الوجــــــــد :




وعُرف بأنه الحب الذي يتبعه الحزن بسبب ما.





الكَلَــــــــفُ :


وهو شدة التعلق والولع، وأصل اللفظ من المشقة، يقول الله تعالى: ( لا يُكلف الله نفساً إلا وُسْعَهَا )[البقرة286] .


وقال الشاعر:


فتعلمي أن قد كلِفْتُ بحبكم === ثم اصنعي ما شئت عن علم



العشـــــــق:




وكما يقال عنه: أمرّ هذه الأسماءُ وأخبثها، وقلّ استعمال العرب القدماء له، ولا نجده إلا في شعر المتأخرين، وعُرِّف بأنه فرط الحب.


قال الفراء:


العشق نبت لزج، وسُمّى العشق الذي يكون في الإنسان لِلصُوقهِ بالقلب.





الجــــــــوى :


الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حُزْن.





الشـــــــــوق:


هو سفر القلب إلى المحبوب، وارتحال عواطفه ومشاعره، وقد جاء هذا الاسم في حديث نبوي شريف، إذ روى عن "عمار بن ياسر" رضي الله عنه أنه صلى صلاة فأوجز فيها، فقيل له: أوجزت يا " أبا اليقظان " !! فقال: لقد دعوت بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم" يدعو بهن:

[اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضى بعد القضاء، وأسألك بَرَد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مُضرة، ولا فتنة ضالة، اللهم زيِّنَّا بزينة الإيمان، واجعلنا هُداة مهتدين] .


وقال بعض العارفين :


(لما علم الله شوق المحبين إلى لقائه، ضرب لهم موعداً للقاء تسكن به قلوبهم).






الوصَـــــــــب ُ:


وهو ألم الحب ومرضه، لأن أصل الوصب المرض، وفي الحديث الصحيح: [ لا يصيب المؤمن من همّ ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه ] .

وقد تدخل صفة الديمومة على المعنى، قال تعالى:


( ولهم عذابٌ واصبٌ ) [الصافات9]وقال سبحانه: ( وله الدينُ واصباً ) .[النحل 52]






الاستكــــــــانة:


وهي من اللوازم والأحكام والمتعلقات، وليست اسماً مختصاً، ومعناها على الحقيقة : الخضوع ، قال تعالى:

( فما استكانوا لربهم وما يتضرعون )[المؤمنون 76] ، وقال: ( فما وَهَنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضَعُفوا وما استكانوا )[آل عمران146] .


وكأن المحب خضع بكليته إلى محبوبته، واستسلم بجوارحه وعواطفه، واستكان إليه.






الـــــــــــوُدّ :


وهو خالص الحب وألطفه وأرقّه، وتتلازم فيه عاطفة الرأفة والرحمة، يقول الله تعالى: (وهو الغفور الودود)[البروج14] ، ويقول سبحانه: (إن ربي رحيم ودود)[هود90] .





الخُـــــــــــــلّة:


وهي توحيد المحبة، وهي رتبة أو مقام لا يقبل المشاركة، ولهذا اختص بها في مطلق الوجود الخليلان "إبراهيم" و"محمد" صلوات الله وسلامه عليهما ، قال تعالى: (واتَخَذَ اللهُ إبراهيم خليلاً)[النساء125] .

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ إنّ الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ] وقال صلى الله عليه وسلم: [ لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الرحمن ]، وقال صلى الله عليه وسلم: [ إني أبرأ إلى كل خليل من خلته].


وقيل: لما كانت الخلّة مرتبة لا تقبل المشاركة امتحن الله سبحانه نبيه "إبراهيم" - الخليل - بذبح ولده لما أخذ شعبة من قلبه ، فأراد سبحانه أن يخلّص تلك الشعبة ولا تكون لغيره، فامتحنه بذبح ولده ، فلما أسلما لأمر الله، وقدّم إبراهيم عليه السلام محبة الله تعالى على محبة الولد، خلص مقام الخلة وصفا من كل شائبة ، فدي الولدُ بالذبح.


ومن ألطف ما قيل في تحقيق الخلّة : إنها سميت كذلك لتخللها جميع أجزاء الروح وتداخلها فيها، قال الشاعر:



قد تخلَّلْتِ مسلك الروح مِني == وبذا سُمِّي الخليل خليلاً



وقال بعض العلماء المحققين :


قد ظن بعض من لا علم عنده أن الحبيب أفضل من الخليل، وقال: "محمد حبيب الله، و"إبراهيم خليل الله، وهذا باطل من وجوه كثيرة:


منها : أن الخلّة خاصة، والمحبة عامة، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وقال في عباده المؤمنين: ( يُحبُّهم ويُحبونه )[المائدة54] .


ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون له من أهل الأرض خليل، وأخبر أن أحب النساء إليه عائشة رضي الله عنها، ومن الرجال أبوها .


ومنها : أنه صلى الله عليه وسلم قال: [لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أُخوّة الإسلام ومودته ]


ومنها: أنه صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً].


والغرامُ : وهو الحب اللازم، ونقصد باللازم التحمل ، يقال: رجلٌ مُغْرم، أي مُلْزم بالدين ، قال "كُثِّير عَزَّة":



قضى كل ذي دينٍ فوفّى غريمه == و"عزَّة" ممطول مُعنًّى غريمُها



ومن المادة نفسها قول الله تعالى عن جهنم: (إنَّ عذابها كان غراماً ) أي لازماً دائماً.






الهُيــــــــــام :


وهو جنون العشق، وأصله داء يأخذ الإبل فتهيم لا ترعى، والهيم (بكسر الهاء) الإبل العطاش، فكأن العاشق المستهام قد استبدّ به العطش إلى محبوبه فهام على وجهه لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، وانعكس ذلك على كيانه النفسي والعصبي فأضحى كالمجنون، أو كاد يجنّ فعلاً على حد قول شوقي :


ويقول تكاد تُجَـنُّ به === فأقول وأوشك أعبُده


مولاي وروحي في يده === قد ضيّعها سلِمت يده



ونصل إلى قمة الهرم صعوداً في معنى الحب ومرادفاته، وهو: التعبد، وقيل فيه:




التعبد هو غاية الحب وغاية الذُل يقال: عَبّده الحبُّ أي ذلّله وطريق معبّد بالأقدام، أي مذلل، وكذلك المحب قد ذلـلّه الحب ووطّأه، ولا تصلح هذه المرتبة إلا لذات الله تعالى فمحبة العبودية أشرف أنواع المحبة، وهي خالص حق الله على عباده .... الخ



يتبــــــــــــــــــــــــع

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-25-2008, 12:14 AM   رقم المشاركة : 2

 

تكملــــــة الموضـــــــــــوع


هل هناك حب في الإسلام ؟؟




أولا : الحب في القران الكريم


إن كل حب يستقطب قلب الإنسان يتخذ إحدى درجتين.

الدرجة الأولى: أن يشكل هذا الحب محوراً وقاعدة لمشاعر وعواطف وآمال وطموحات هذا الإنسان، قد ينصرف عنه في قضاء حاجة في حدود خاصة ولكن سرعان ما يعود إلى القاعدة لأنها المركز وهى المحور وقد ينشغل بحديث، وقد ينشغل بكلام، وقد ينشغل بعمل، بطعام، بشراب، بعلاقات ثانوية، بصداقات، لكن يبقى ذلك الحب هو المحور.

الدرجة الثانية : من هذا الحب: ان يستقطب هذا الحب كل وجدان الإنسان، بحيث لا يشغله شيء عنه على الإطلاق، ومعنى ذلك أنه سوف يرى محبوبه أينما توجه.

وهذا التقسيم الثنائى ينطبق على حب الله وحب الدنيا، الحب الشريف لله عز وجل يتخذ هاتين الدرجتين

الدرجة الأولى: يتخذها في نفوس المؤمنين الصالحين فهؤلاء يجعلون من حب الله محوراً لكل عواطفهم ومشاعرهم وطموحاتهم وآمالهم، قد ينشغلون بمتعة من المتع المباحة، ولكن يبقى هذا المحور هو الذى يرجعون إليه بمجرد أن ينتهى هذا الانشغال الطارئ. كما قال واصفاً المؤمنين في غزوة أحد حينما تطلعت نفوسهم إلى الغنائم ﴿ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ ﴾[آل عمران:152] وهذا هو شأن المؤمن الصالح يرجع ويتوب ويعود إلى حب الله بعد ما شغلته الدنيا لأن حب الله عنده هو الأساس و المحور.

أما الدرجة الثانية، فهى الدرجة التي يصل إليها الصديقون وأولياء الله وهم الصفوة كأبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم وأرضاهم. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ﴾[البقرة:165]، وقال أيضاً:﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾[المائدة:54].


احتوى القرآنُ الكريم على الصور الجنينية للحياة الروحية فى الإسلام، إذ أفصحت آياتُهُ ، بقوة ، عن رابطةٍ خاصة ، متميِّزة ؛ تجمع العبد بربه .. هى الحب والمحبة .

ومن بين أربعٍ وثمانين مرة ، وردت فيها كلمة الحب ومشتقَّاتها فى القرآن ؛ جاءت هذه الآياتُ مخبرةً عن حُبِّ الله لعباده ، وحُبِّهم إياه

قال عز من قائل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه…) (البقرة/165)

قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين)(المائدة/54 )


وقال تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)(آل عمران/31)

إن هذه الآية الاخيرة تدل على صدق محبة العبد لربه، إذ لا يتم له ذلك بمجرد دعوة قلبه أو لسانه فكم من أناس يدعون محبة الله بقلوبهم وألسنتهم: وأحوالهم تكذب دعواهم، فعلامة حب العبد لربه وحب الله لعبده طاعة رسول الله .






والقرآن والسنة مملوآن بذكر من يحبه الله سبحانه من عباده المؤمنين وذكر ما يحبه من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم .

فالإحسان إلى الخلق سبب المحبة قال تعالى: ( والله يحب المحسنين ) .

والصبر طريق المحبة أيضاً: ( والله يحب الصابرين ).



ومحبة الله للمقاتلين في سبيله ايضا حيث قال سبحانه : (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) الصف 4 .

والتقوى كذلك فإن الله يحب المتقين حيث قال تعالى: (( إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين )) (التوبة: 7 ) .

وقال تعالى في محبته للمقسطين : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)



وحبه للتوابين والمتطهرين والمطهرين والمتوكلين والمقسطين حيث قال سبحانه وتعالى : (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين .. ) ( والله يحب المطَّهَّرين ..) (إن الله يحب المتوكلين..) (إن الله يحب المقسطين ) ...


وأشار الله سبحانه وتعالى في حبه لموسى عليه السلام حيث قال : ( ان اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل ياخذه عدو لي وعدو له والقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني ) سورة طه آية 39



وبالجملة فإن طريق محبة الله طاعة أوامره واجتناب نواهيه بصدق وإخلاص.



ثانيا : الحب في السنة النبوية الشريفة


عن ابن عباس رضي الله

عنهما أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال: "إن لله جلساء يوم القيامة عن يمين العرش - وكلتا يدي الله يمين - على منابر من نور, وجوههم من نور, ليسوا بأنبياء ولا شهداء ولا صديقين". قيل يا رسول الله من هم؟. قال: "هم المتحابون بجلال الله تبارك وتعالى". رواه الطبراني ورجاله وثقوا.

2- وعن أبي سعيد الخدري رضوان الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المتحابين في الله تعالى لترى غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي. فيقال من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المتحابون في الله عز وجل". رواه أحمد برجال الصحيح ( انظر مجمع الزوائد)



وفي السنة المطهرة أكثر من خمسة وأربعين حديث جاء فيها ذكر الحب والمحبة اكتفيت باثنين منها حتى لا أطيل عليكم ..



أرجو أن أكون وفقت في توضيح معنى الحب وأسمائه وما جاء في القرآن والسنة عن الحب واستميحكم العذر في الإطالة ..


وتقبــــلوا تحيــــــاتي

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-25-2008, 12:25 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 


ياأبوأديب يعجبني فيك وضوحك
وصدقك مع النفس ومع الآخرين
اكتب ماتريد عن الحب فهو شرف
رفيع ان كان لله وفي الله أو لأحد
خلق الله وآنا معك أعين وأعاون

وهذه هدية لك
أمر على الديار ديار ليلى
أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وماحب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديارا

وعلى رأي الست
( من همسة حب لئتني بحب
وآدوب في الحب
صبح وليل على با به )

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 05-25-2008, 12:31 AM   رقم المشاركة : 4

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر لك نقلك المبارك

ولا يُنكِر الحب إلا ( من قتلته العادات )




ولدي تساؤل حول ما ورد في نقلك أعلاه حيث ذُكِر :

ويتفرع من ذلك حب الوجود وحب كمال الوجود

فهل تمنّ على أخيك ببعض إيضاح حول ما هيّة ( حب الوجود )


علماً انه لا علاقة له بالوجد

فالوجد كما أسلفت اسم من اسماء الحب وليس من أنواعه

وشكراً لك سلفاً لإيضاحك


دعوة

 

 
























التوقيع




كلمتان
خفيفتان على اللسان , ثقيلتان في الميزان , حبيبتان إلى الرحمن
"سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"


   

رد مع اقتباس
قديم 05-25-2008, 12:45 AM   رقم المشاركة : 5

 

موضوع جميل وثري ومؤصل واختيارات موفقه والمنتدى كشف المواهب وعزز الروابط وان كانت المحقره ما بردت تحياتي

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-25-2008, 12:48 AM   رقم المشاركة : 6

 

.

*****



Wo0oW

شكراً على الموضوع المميز

يالغالي

الله لايحرمنا منك ولا من قلمك المبدع والغني بأنامل من ذهب



*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-25-2008, 01:29 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










إبن القرية غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road

Thumbs up


 



الحب إحساس داخـلي جاهـز فطري في داخـلنا ينمو إذا واتته الظـروف.

فهـو ينمو دائماً من الداخـل . . والحب هو تعلق روح بروح .. واشتباك

نفس بنفس .. دون النظـر إلى جمال جسد .. أو حسن مظهر.

والحب هو عمى العاشق عن عيوب المعـشــــــــــوق.

قيل لبعض العـلماء .. إن ابنك قد عـشق !! فـقال .. الحمد لله !

الآن .. رقت حواشيه .. و لطفت معانيه .. و ملحـت إشاراته

و ظرفت حركاته .. و حسـنت عباراته .. وجادت رسائله

وجلت شمائله .. فواظب المليح .. وجـنب القبيح.

و سـئل أحد العلماء وقيل له .. هل سلم أحد من العشق؟

فقال .. نعم الجلف الجافي الذي ليس له فضل ولا عـنده فهم

علي أبو علامة .. ما أجمل ما سطرت .. كفيت ووفيت

دمت لنـا ولمن تحب


 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-25-2008, 01:39 AM   رقم المشاركة : 8

 


ابو ناهل

مشكور على المشاركة واحسن الظن باخيك
دمت بخير وعلى خير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-25-2008, 01:52 AM   رقم المشاركة : 9

 


اخي غامد

اشكر لك مرورك ولعلي افسر ما سالت عنه :

الوجد ليس له علاقة بالوجود ,, والوجود من نتاجه حب البقاء في الدنيا والاستكثار من النساء والابناء والمال ..الخ
وكذلك حب المرء في الخلود في الجنة في الاخرة

دمت بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 05-25-2008, 01:56 AM   رقم المشاركة : 10

 


ابو عبد العزيز

الله يسعد ايامك ولو اني اعتب عليك لقلة مشاركاتك اولا
وثانيا العتب بين الاحباب مرفوع ومع ذلك رقبتي سدادة آمر
انت الخصم وانت الحكم واعتقد الامور واضحة كالشمس في رابعة النهار.لكن ..... !!!

دمت بخير يالغالي

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:58 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir