يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > ساحة الصحافة والمجتمع

ساحة الصحافة والمجتمع مخصصة لما يكتب في الصحافة والمقالات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-17-2012, 05:12 PM   رقم المشاركة : 1
إغلاق محل فيديو


 

إغلاق محل فيديو
خلف الحربي

أمس نشرت الوطن تقريرا عن إغلاق محل فيديو شهير في حائل وتحوله إلى مطعم، وحاورت الصحيفة رواد محل الفيديو الشهير الذي كان في يوم من الأيام أهم نافذة يطل منها سكان عروس الشمال على عوالم السينما والترفيه، واستعاد هؤلاء الزبائن ذكرياتهم حين كان الطابور الطويل أمام محل الفيديو الشهير يبدأ بعد العصر بحثا عن آخر أفلام هوليود والمسرحيات العربية والمسلسلات البدوية وأشرطة المصارعة .

في تلك الأيام الخوالي كان إحراق محلات الفيديو في بعض مدن المملكة أحد أبرز صور الإرهاب قبل أن نتعرف على جماعات التفجير والانتحار، فقد شكلت تلك الدكاكين التي تبيع أشرطة الفيديو تحديا كبيرا للقوى المتشددة لأن هذه الدكاكين تمنح المتلقي فرصة لاختيار المواد الإعلامية التي يرغب في مشاهدتها، وبرغم أن (الاختيار) كان محدودا ومقصقص الأجنحة إلا أنه كفكرة يعد ورما خبيثا بالنسبة للقوى المتشددة في كل مكان وفي كل زمان .

اليوم تغلق محلات الفيديو أبوابها بعد أن هجرها الزبائن الذين أصبح بمقدورهم مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الفيس بوك والواتس أب وتويتر، أصبحت مساحة اختيار المواد الإعلامية لا نهائية بل إنه لا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع منع أي شخص من مشاهدة ما يريد ، لم يعد لمحلات الفيديو أي أهمية تجارية.. أما جهاز الفيديو فقد أصبح آلة متخلفة جدا بالنسبة للمنتجات التكنولوجية الحديثة .. لقد أصبح هذا الجهاز أشد تخلفا حتى من الأشخاص الذين أحرقوا محلات الفيديو خلال حقبة الثمانينات والتسعينات، والذين لا أشك أنهم اليوم يتبادلون مقاطع الفيديو التي تعجبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويستمتعون بمشاهدتها عبر شاشات الهواتف الذكية.

اليوم يغلق محل الفيديو بعد أن انتهى زمانه وكأنه يقول لمن أحرقوه في يوم من الأيام «لو صبر القاتل على المقتول لمات من حاله»! ، ومع إغلاق المحل نغلق منطقة ضائعة من عقولنا سورناها طويلا بالخوف والتوجس، هكذا نحن دائما: أمة عظيمة تكبل نفسها بالتوجس، يمر بنا التاريخ يستهلك نفسه .. ينتهي .. يعيد نفسه .. يمل من التكرار .. بينما نحن لازلنا واقفين عند نقطة البداية .. نقلب التاريخ .. نتفحصه .. نستكشف نواياه .. ونظن أنه لن يمر إلا حين نسمح له بالمرور! .

حتى الخطاط الذي انتزع لوحة محل الفيديو ليضع مكانها لوحة فاقعة الألوان للمطعم الجديد في جيبه جهاز جوال يضم عشرات مقاطع الفيديو التي لا يمكن أن تتوفر في محل الفيديو المأسوف على شبابه! ، يالله رحمتك .. سنوات كثيرة مضت ونحن نتبادل الأسئلة حول حق الآخر في معرفة ما يريد ومشاهدة مايشاء .. كنا صغارا جدا ورثنا الأسئلة المتشككة عن آبائنا .. واليوم يغزو الشيب رؤوسنا المسيجة ورغم ذلك نحاول بكل إصرار توريث هذه الأسئلة المتشككة لأبنائنا الذين ولدوا في زمن يمكنهم من صناعة أفلامهم الشخصية وبناء عوالمهم الافتراضية من خلال أجهزة بحجم كف اليد .. ترى كيف يمكن أن نقنعهم بأن أشرطة الفيديو (التي قص الرقيب نصفها) كانت تشكل بالنسبة لنا حالة من الذعر؟! .

في ما مضى من الزمان كنا نتندر على حكايات العجائز اللواتي يغطين وجوههن حين يظهر المذيع في شاشة التلفزيون، وفي المستقبل القريب – أي بعد إغلاق جميع محلات الفيديو – سوف يتندر أولادنا على قوم كانوا يظنون أنهم بإحراق محل فيديو يمكن أن يوقفوا حركة التاريخ! .

عكاظ

 

 
























التوقيع



إذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir