الـــــــــــــــبيوت اســــــــرار
البيت مرتب والممرات والمداخل لامعه ليس كالمعتاد 00 وكل شيء في المنزل بدا جميلا مرتبا منذ أن قدمت 0 ( بربارا ) هذه المرأة التي لفتت انتباه الجميع 00 يظن الزاير ان هذه المرأة من أهل البيت 00 لكنها ذات قسمات تتجلى في عينيها 0 ولكنة لسانها حين تتحدث العربية على الرغم من أفراد الأسرة يكسرون ألسنتهم لتفهم ما يقولون 00 ومنذ أن أخذت زياراتي تتكرر على هذا المنزل الذي أصبح عزيزا على نفسي ؛ لم يكن همي إلا أن شريكة حياة المستقبل ؛ التي لم يمض على خطوبتنا سوى شهر واحد لعلي أتزود منها بنظرة عابرة أو بصوتها من جهاز نداء الباب حتى الهاتف وصل حديثا إلى منزلهم لا يسمح بالرد عليه أولا إلا من الرجال 00 ومع ذلك تتفتق حيلتي عن لمحة سريعة كمن يغمس لقمته اللذيذة في قدر 0 البخلاء 0
لا ادري لماذا لا ارتاح لهذه الخادمة أل لأن لها مكانة المربية أو المعلمة ؛ أو لأني ازداد غيظا حين لا يفتح الباب إلا هي ؟ الجميع يعاملونها بعطف ويتحدثون عنها بإعجاب :
لقد إراحتنا من الأطفال وأعمال البيت 0
وتعرف الأدوية 0 وعلاج أكثر الأوجاع 0
لا 0 يجب أن نقول خادمة 00 فهي مربية ممتازة
نادوها يا أولاد 0 ( عمه بارا )
الأطفال لا ينامون إلا معها 00 يسمعون توجيهاتها ؛ ونصائحها 0
ربة المنزل تواصل الحديث عن ( بربارا ) قائلة : الله يعطيك العافية يا 0 بربارا 0 كل يوم تنكشف فيها أشياء جديدة ؛ وتواصل الحديث عنها بحماس 00 تقول
( فاذرها ) غني 0
و ( هاز بندها ) مات ؛ لقد نفعتني في كل شيء 00 بناتي لا اعتمد عليهن ؛ هي التي تدلك مفاصلي وركبي من يوم أصابني 0 ( الروماتزم ) وعندما تنتهي من التدليك ترسم على جسدي بأصابعها 0 خطين واحد بالطول وواحد بالعرض 00 احدهما على الثاني ؟ تعنين على شكل زايد 0
نعم مثل هذين الخطين المتعامدين 0 افهموها0 لكن يا خسارة تريد أن تسافر ؛ يا ليتكم تحصلون على مثلها بعد الزواج ؛ لكن من أين لنا مثل بربارا ؟
نقلا عن كتاب شجرة الليمون للأخ عقليي عبدا لغني والقصة مليئة بالتلميح إلى ما وصل حالنا وتأكيد أن الخادمة شر لا بد منه مع تحياتي 00