يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-13-2012, 09:40 PM   رقم المشاركة : 1
Berightback إكرام الضيف عادة عربية, وشعبة إيمانية, وخصلة حميدة.


 

إكرام الضيف عادة عربية, وشعبة إيمانية, وخصلة حميدة.
قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه".

عن أبي شُرَيحٍ خُويْلد بن عمرو رضي الله عنه قال: أبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعتْهُ أذناي حين تكلم به، قال:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفَهُ جائزتَهُ"، قالوا: وما جائزتُه؟ قال: "يومٌ وليلةٌ.. والضيافة ثلاثة أيام، وما كان بعد ذلك فهو صدَقةٌ عليه" [رواه البخاري ومسلم].


الضيافة عند البدو أمر عظيم لا يفوقها أي امر آخر، واكرام الضيف هي الصفة الملازمة لأهل البادية، وهي احدى اركان عاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها.
فللضيف مكانة عظيمة في نفس البدو لا يتوانون في تقديم له حقه من الضيافة وذلك متى ما دخل في مضربهم وحل في حماهم.
ولاشك ان كرم الضيافة طبع اصيل تميز به العرب عن غيرهم من باقي الامم. والضيف عند البدو هو الشخص اذا وفد الى موضع غير موضعه او الجماعة اذا حلو عند جماعة اخرى ويسمون (فريق او قصراء). ويقدم للضيف حق الضيافة حتى لو كان عدواً مادام انه نزل او دخل بيت مضيفه لأن من دخل البيت فقد أمن على نفسه وخاصة اذا تناول طعاماً او شراباً فيصبح في مأمن ولو كان في وكر عدوه.
ومن مسميات الضيف عند البادية (المسايير) ومفردها (مسير) بتشديد الياء والمعزب هو المضيف صاحب البيت، وجمع معزب معازيب وهم أصحاب البيت واهله، فالضيف عند نزوله في بيت مضيفه (المعزب) يكون ضيفاً على كافة افراد البيت فالجميع يهتمون بأمره كل حسب اختصاصه وواجبه فالرجل صاحب البيت هو المباشر والمسؤول الاول عن التنسيق في طريقة الكرم وحقوق الضيف عند نزوله في بيت مضيفه كثيرة يجب الوفاء بها متى ما حل على أصحاب البيت.
وهي مرتبة تسلسلية كالتالي:
- التهلي والترحيب.
- ربط الراحلة.
- تقديم الفراش.
- تقديم علف للراحلة.
- تقديم الطعام للضيف.
- توفير الراحة له.
- اكرامه اكراماً تاماً كتلبية الطلب وقبول الاستجارة والدخالة والطنابة.
- حمايته.
فالضيف متى ما قدم على صاحب البيت يستقبل بالحفاوة والترحيب وفي ذلك قالت البدو في الضيف "اذا اقبل أمير واذا جلس أسير واذا قام شاعر".
ومعنى ذلك انه يجب على المضيف ان يستقبل ضيفه بالحفاوة اللازمة والترحيب الحار على قدومه واظهار الوجه البشوش والفرح لمقدمه وهو يتساوى في ذلك بمنزلة الامراء.
واذا جلس أسير أي أسير لمعازيبه أصحاب البيت لا يستطيع ان يعمل أي شيء إلا بإذنهم فلا يخرج إلا عند سماحهم له ولا يستطيع ان يمنعهم في تأديتهم الواجب له من كرم الضيافة.
واذا قام شاعر أي عند ذهابه سيذكر أصحاب البيت بما قدموا له من اكرام وتقدير او العكس.
وقد اقترن الكرم بالقهوة التي تكون اول ما يقدم للضيف والتي يقوم باعدادها صاحب البيت ويقدم له الطعام ساعة حضوره حتى لو كان في وقت متأخر وهي عادة جرت في البادية ويسمى هذا الطعام (القرى) وهو من طعام البيت الحاضر في تلك الساعة وكما يقال (الجود من الموجود) وبعدها في الوجبة التالية يتم عمل وليمة يدعى لها الجيران والبدوي مهما بالغ في اكرام ضيفه في الطعام والشراب فإنه يعتذر عن التقصير حتى لو لم يكن هناك تقصير فكثيراً ما يتردد على ألسنتهم عند تقديم الطعام في الوليمة وغيرها مقولة (اعذرنا عن القصور) والاعتذار من مكملات آداب الضيافة حتى لا يقع الحرج في النفوس من الطرفين ومن القواعد السلوكية المتبعة في تقديم الطعام من وليمة او غيرها. اولاً يقدم الضيف الى المائدة ومعه كبار السن ولا يبدأون بالاكل إلا بعد السماح لهم بذلك من المضيف (المعزب) بقوله سمّو (أي قولو بسم الله) مع كلمات الترحيب بالضيف والحضور.. وهناك عدة أمور يجب التنبه لها من قبل الضيف ومن معه على الطعام وهي مواضع انتقاد وتدخل في الامور المعابة او العيب وهي:
- اذا تناول الطعام قبل الضيف.
- اذا اشرك يده اليسار بالطعام.
- اذا الشخص (عرش) العظم امام المحيطين به.
- اذا مسح يده في طرف الصحن.
- اذا أعاد ما تناوله من الصحن الى الصحن.
- اذا تناول الشخص الطعام من أمام غيره.
- اذا نهض الشخص قبل نهوض الضيف من والى الطعام.
فكل ما سبق مواضع نقد عند البادية ولا يزال معمول بها حتى الوقت الحالي.
ومن الاعراف البدوية انه لا يجوز للضيف تناول وجبتين من الطعام في الفترة المعروفة للطعام. فمثلاً لو تناول الضيف وجبة غداء عن مضيفه عليه ان لا يتناول غيرها عند مضيف آخر قبل غروب الشمس، لابد في ذلك اساءة للمضيف الاول حيث يتهم بأنه لم يشبع ضيفه او انه لم يقدم له شيئاً من الطعام فإذا علم المضيف الاول بمخالفة ضيفه يستطيع ان يقاضيه بذلك لأن فيها اساءة كبيرة بحقه ويستبعد من الوجبة الحليب وتسمى هذه الوجبة (الوجبة المحرمة).
ويعرف البدو صاحب البيت الكريم بعدة علامات يستدلون فيها على كرمه ومنها:
1- كثرة العظام حول البيت وهو دليل على كرم صاحبه ويقال (دار الكرام ما تخلى من العظام).
2- الدهن على الرفة: والرفة هي نهاية الشقاق والشقاق هو طرف بيت الشعر فمن عادات البدو مسح اياديهم بالرفة بعد الاكل.
3- كثرة الجواعد المفروشة والجواعد هي الجلود التي تصنعها البدويات من جلود الذبائح بعد وضع الملح عليها لتجف رطوبتها فكثرتها عند البيت دليل على كرم أصحابه.
ومن آداب الضيافة البدوية ان يحدث المضيف ضيوفه بما تميل اليه نفوسهم من خلال ما يستشف من خواطرهم. ومن اللطف ان لا يشكو الزمن والفقر ولا حتى المرض امامهم لأن في ذلك وقع غير محمود في نفوس الضيوف.
ومن الادب ان لا ينعس ولا يتثاءب امامهم. وعليه ان لا يرفع صوته بغضب في اثناء وجود الضيوف على أحد افراد بيته.

ومن قصص الكرم تزخر الجزيره العربية بالعديد من أسماء المشاهير والفرسان في مجال الكرم خاصه في قبيلة الشرارات واليكم قصة أو سالفه (الجرباء وخلف بن دعيجاء)

وهي قصة شهيره خير دليل وشاهد على ذلك
وقبل ان اسرد لكم القصه ساطرح لكم نبذه مختصره عن الشاعر والفارس و الشيخ / خلف بن محمد بن دخيل الله بن دعيجاء
وهو غني عن التعريف وهو من الدعاجين من الصبحي من فخذ الحلسة من قبيلة الشرارات ، و يعتبر من أشعر أعلام و مشاهير قبيلة الشرارات بل هو أحد زعمائهم كما ذكرت المصادر التاريخية والروايات التي تحدثت عن مكانة خلف بن دعيجاء بين قبيلته الشرارات ومكانته المرموقة بين زعماء القبائل بالجزيرة العربية في عصره. ولد خلف بن دعيجاء في تيماء , ودعيجاء هو اسم لجدته لأبيه وهي من فخذ القوينات من الحلسة من الشرارات. أما أم خلف فهي هند بنت محمد الحدب من قبيلة شمر, ويقال أنه تزوج عدد من النساء من قبيلته ومن قبائل أخرى

ذكر الرواة بأن خلف بن دعيجاء مات في عنفوان عمره بما يقارب 59 عاماَ, وكانت وفاته بعد لقائه بسمو الأمير/فيصل بن تركي ما بين أربعة سنين أو ثلاثة سنين. حيث كان لقائه بسمو الأمير فيصل بن تركي عام 1259هـ . وقد قتل رحمه الله في الكرك في الأردن, وكان ذلك في معركة دارت بينه وبين إحدى قبائل الأردن من عشيرة بني عمرو حيث جرت المعركة ابان لحاق الشيخ خلف لأولائك الغازين و كان القاتل في مؤخرة الخيول المعادية ولم يعره خلـف أي انتباه أو إهتمام حيث تمكن القاتل من طعن خلف من الخلف و قيل رمياَ برصاصة بندق سقط على إثرها عن فرسه مقتولاَ مما أثار ذلك ابن عمه عيد الذي ثأر له من قاتله فوراَ و قتل في نفس المكان الذي قتل فيه الكثير، وكما تقول الروايات أن قتل خلف بن دعيجاء كاد أن يقيم فتنة كبيرة وحروب لا هوادة فيها لولا تدخل بعض القبائل الأخرى كما في عرف العرب في الصلح.

بعض الامثال التي ضربت على موته

مثل ضرب عند طعنة و موت اسطورة العرب :-

<< طعنة ابن دعيجاء ولا طعنه كليب>>


وانا من خلال هذا المنطلق أقدم لكم القصه عن كرم ابن دعيجا رحمه الله وغفر الله له من قصص كرمه قصته الشهيره (الجرباء وخلف بن دعيجاء)

الجرباء من كبار مشائخ قبيلة شمر بالعراق وهو من كرماء العرب وأثرياؤهم ومن أشجعهم0
في أحد الأيام كان عبدالكريم الجرباء يمر بأكوام الطعام التي أمام مضاربهم وإذ يلحظ أن أحد الكلاب قد اتخذت من أحد الأكوام الكبيرة من الطعام مأوى حيث عملت بما يشبه الكهف فيها. فأخذته العزة والتفاخر بما رأى من منظر عجيب لتلك الكلاب التي جعلت الطعام مأوى لها وول(جراها) فسأل أحد الحاضرين وكان تاجراَ يجوب البلاد طولاَ وعرضاَ اسمه سمير الصبيحي الخالدي , هل رأيت من هو أكرم مني في زماننا هذا؟ فقال الكرم كرمان:
- كرم يسر.. .......وهو كرمك
- كرم عسر وهو كرم خلف بن دعيجاء الشراري
لم أرى مثلك أحد إلا خلـــف بن دعيجاء.. فغضب الجرباء و قال لحاشيته عليكم بهذا..فإنني مسافر إلى بلاد و ديار خلـف بن دعيجاء..أما أنت أيها التاجر فإن حياتك على الله ثم على ما سأجده و ألقاه شخصيا بعد مواجهتي لخلـف بن دعيجاء .. وانتظر لعدة أيام حتى رحل خلـف بن دعيجاءإلى بسيطاء الأرض المنبسطة التي لا حجر ولا حطب فيها إلا بضع شجيرات لا تستخدم في ايقاد النار00
وحينما انتصف الطريق بإبن دعيجاء في بسيطاء وايقن الجرباء ان لا ماء ولا حطب ولا حجر عانقت ركابه بمظهور خلــف بن دعيجاء مما اضطر خلف ان يحط الرحال ليكرم الضيف القادم00
ومن محاسن الصدف ان تاجراَ للأقمشة يقال لهؤلاء التجار (قبيسي) مفرد والجمع (قبيسية) كان مرافقاَ لخلف بن دعيجاء في رحيله فاشترى خلــف بن دعيجاء طاقات من القماش الخام و ذبح عدد من الإبل وجعل رؤوسها هوادي وهو ما يعرف بالفصحى (أثافي) وغمس الخام بالشحم وألهبها بالنار وزادت إشتعالاَ وقام بإعداد القهوة للضيوف وأستعجب الجرباء من رائحة الكتار والنار فأرسل أحد عبيده ليستطلع الأمر, وجاء العبد مذهولاَ لما رأى و شاهد.. وقال لسيده .. قدور قد ركبت فوق رؤوس الإبل و نار تشعلها طاقات القماش .. وهنا عرف الجرباء بصدق كلام التاجر و أعجب لهذا الأمر العجيب0
فقال التاجر سمير الصبيحي الخالدي
هذه الابيات مسنده لخلف ابن دعيجاء


ياشيخ يا عـل المنايـا تعـداك
والموت يبطي مثلكم مـا يمـره
الطيب يوجد عند مثلك وشرواك
والناس ياتونه وهو في مقـره
أعتقد رأس سمير من فعل يمناك
ورديت عني من بلانـي بشـره


فقادة القبائل ومشاهيرهم يفرحون حينما يسمعون بخبر كريم أو فعل عظيم مشرف.. وانهالت أسارير الجرباء لأنه لا يريد أن يقارن برجل ليس بمستواه من الكرم والشجاعة والنخوة .. وكان خلــف أكثر وأكبر من ذلك التصور0
وبذلك حينما يذكر المنصفون الكرماء في هذا العصر, يتردد إسم خلـــف بن دعيجاء (مهودي على رؤوس الفطر(
وقد ذكر أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه مسائل من تاريخ الجزيرة العربية عن الخيل عند الشرارات ما حرفه أما الخيل فهم اصحاب خيول اصيلة وقد ذكر الدخيل مربطا من مرابطهم0
واليكم اجمل الابيات التي تغنى بها الشعراء عن صفة الكرم
حي الرجال اللي لهم فعل بالطيب
أهل الكرم والطيب وأهل الشهامة
اللي تخاف الله وتدرى من العيـب
وتدرى من الزلة وتدرى الملامـة
مثل الصقور معكفـات المخاليـب
دايم تعلى فـوق روس العدامـة
لا جوهم الضيفان يلقون ترحيـب
ولضيوفهـم يقدمـون الكرامـة
نعم الرجال اللي تعرف المواجيب
يلقى المعزة ضيفهـم واحترامـه
لا جاهم المحتاج خالي من الجيب
يدعي لهم من طيبهـم بالسلامـة
في قربهم تبرى الجروح المعاطيب
وفي شورهم ما تغتشيك الندامـة
خذوا من الدنيا دروس وتجاريب
مجنين اهـل الـرداء والرخامـة


إذا المرءُ وافـى مـنزلاً منك قاصـدًا
قراكَ وأرمَـتْهُ لديــك المسـالكُ
فكن بــاســمًا فـي وجـهــه مُتـهــللاً
وقل مرحبـًا أهلاً ويومٌ مباركُ
وقــدم لـه مـا تستـطيــع مـن القِـرَى
عجولاً ولا تبخل بما هو هالِكُ
فـقـد قيــــل ببـيـتِ ســالــفِ مُتقــدّمِ
تداولــــهُ زيـدٌ وعَمـرو ومالكُ
بشاشةُ وجه المـرء خيرٌ من القِرَى
كيف بمن يأتي و هو ضَاحِكُ



وقال آخر:

الله يعلـم أنه مــا ســـرني
شيء كطـارقـة الضيـوف النزل

وقال سيف الدولة ابن حمدان:

مـنـزلنـا رحـب لمــن زاره
نحـن ســواء فيـه و الطـارق
وكل مـا فيـه حـلال لــه
إلا الذي حــرمــه الخـالـق

وقال حاتم الطائي:

سَلِي الجـائـعَ الغَرْشـان يا أُمَّ مُنـذرِ
إذا ما أتـاني بَين ناري ومجْـزري
هل أبسطُ لـه وجُهي إنـه أولُ القِرَى
وأبـذل معـروفـي له دُونَ مُنْكَري


وقال كذلك

أما والـذي لا يعلـم الغيـب غيـرهُ،
ويحيي العظام البيض، وهـي رميـمُ
لقد كنتُ أطوي البطن، والزاد يشتهى ،
مخافـة ، يومـاً، أن يقـال لئـيـمُ
وما كان بي ما كان، والليل ملبـسٌ،
رواق لـه، فـوق الإكــام، بهـيـمُ
ألُفّ بحِلسِي الزّادَ، من دونِ صُحبتـي
وقـد آبَ نَجـمٌ، واسْتَقَـلّ نُـجُـومُ



وقال آخر:

وإني لطلق الــوجـــه للمـبـتــغـي القِــرَى
وإن فـنـائـي للقِـــرى لَرَحـيـــبُ
أضــاحـك ضَيـفــي قـبـل إنـزال رَحْـــلهِ
فيخصـبُ عندي والمكانُ جديبُ
وما الخَصْبُ للأضياف أن يكثر القِـرَى
ولكنَّمـا وجــهُ الكـريــم خصيـبُ


أولئك آبائي فجئني بمثلهم ** إذا جمعتنا يا جرير المجامع


الضيـف قـدّم لـه هلا حين يلفيك..... ومـما تطولـه يا فتـى الـجود يمناك

احـذر تلقـّي الضيف مقـرن علابيك ..... خلـه مـحب ٍ لك صديق ٍ إذا جاك


وقال مسكين الدارمي:

لحافي لحاف الضيف والبيت بيته * ولم يلهني عنه غزالٌ مْقَنَّعُ
أحدثه إن الحديث من القِرى * وتعلم نَفسي أنه سوف يهجع

ويعني بالغزال المقنع: الزوجة.


وقال آخر:

وإني لَطلْقُ الوَجْهِ للمبتغي القِِرى * وإن فنائي للقِرى لخصيب
أضاحك ضيفي قبلَ إنزال رَحله * فيخصب عَندي والمكان جديب
وما الخِصب للأضياف أن يكثر القِرى * ولكنما وجهُ الكريم خصيب

وبعض الناس يظن أن إكرام الضيف يقتصر على إطعامه الطعام فحسب.
ولا ريب أن ذلك من أعظم حقوق الضيف.
ولكن مفهوم الضيافة أشمل, ومعاني الإكرام أوسع؛ إذ يدخل في إكرام الضيف ملاطفته وإيناسه, وحسن استقباله, والإقبال إليه بالوجه إذا تحدث, والحذر من الإشاحة عنه, أو السخرية بحديثه.
والعرب تجعل الحديث, والبسط, والتأنيس, والتلقي بالبشر - من حقوق القِرى, ومن تمام الإكرام.
وقالوا: من تمام الضيافة الطلاقة عند أول وهلة, وإطالة الحديث عند المؤاكلة.

وقيل للأوزاعي-رحمه الله-: ما إكرام الضيف؟
"قال: طلاقة الوجه, وطيب الكلام".
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: "أَعزُّ الناسِ عليَّ جليسي, الذي يتخطى الناس إلىَّ, أما والله إن الذباب يقع عليه فيشق عليَّ!".
"وعن ابن عباس أنه سئل: من أكرم الناس عليك؟.
قال: جليسي حتى يفارقني".
وقال معاوية-رضي الله عنه-لعرابةَ الأوسيِّ: بِمَ استحققت أن يقول فيك الشماخ:
رأيت عُرَابَةَ الأوسيَّ يسمو * إلى الخيرات مُنْقَطِعَ القرينِ
إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ * تَلَقَّاها عُرابةُ باليمينِ
فقال عرابةُ: هذا من غيري أولى بك يا أميرَ المؤمنين.
فقال: عزمت عليك لتخبرني.
فقال: بإكرامي جليسي, ومحاماتي على صديقي.
فقال: إذاً استحققت".
وقال الأحنف: "لو جلست إلى مائة لأحببت أن ألتمس رضى كلِّ واحدٍ منهم".
وكان القعقاع بن شور إذا جالسه رجل, فعرفه بالقصد إليه - جعل له نصيباً من ماله, وأعانه على عدوه, وشفع له في حاجته, وغدا إليه بعد المجالسة شاكراً.
ولقد كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أكرم الناس لجلسائه, فقد كان يعطي كل واحد من جلسائه نصيبه, ولا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه.
ومن إكرام الضيف أن يقوم المضيف على خدمته, وأن يتجنب تكليفه بأدنى عمل ولو قل؛ فبعض الناس إذا زاره أحد فجلس إليه - أخذ يأمره, وينهاه, ويكلفه ببعض الأعمال.
وهذا الصنيع ليس من المروءة في شيء؛ إذ المروءة تقتضي القيام بخدمة الزائر, والمبالغة في إكرامه.
قال المقنع الكندي:
وإني لعبد الضيف ما دام نازلاً * وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا
وقال ابن حبان: "ومن إكرام الضيف طيب الكلام, وطلاقة الوجه, والخدمة بالنفس؛ فإنه لا يذل من خدم أضيافه, كما لا يعز من استخدمهم, أو طلب لِقِراه أجر".
ومن الاحتفاظ بالمروءة أن يتجنب الرجل تكليف زائريه ولو بعمل خفيف, كأن يكون بالقرب من الزائر كتاب، فيطلب منه مناولته إياه, أو أن يكون بجانبه الزر الكهربائي, فيشير إليه بالضغط عليه؛ لإِنارة المنزل.
أو أن يأمره بإدارة أقداح الشاي على الضيوف, أو نحو ذلك.
قال عبدالله بن عمر بن عبدالعزيز: "قال لي رجاء بن حيوة: ما رأيت رجلاً أكمل أدباً, ولا أجمل عشرةً من أبيك؛ وذلك أني سهرت معه ليلة, فبينما نحن نتحدث إذ غشي المصباح, وقد نام الغلام, فقلت له: يا أمير المؤمنين, قد غشي المصباح, أفنوقظ الغلام؛ ليصلح المصباح؟.
فقال : لا تفعل.
فقلت: أفتأذن لي أن أصلحه؟.
فقال: لا؛ لأنه ليس من المروءة أن يستخدم الإنسان ضيفه, ثم قام هو بنفسه, وحط رداءه عن منكبيه, وأتى إلى المصباح, فأصلحه, وجعل فيه الزيت, وأشخص الفتيل, ثم رجع وأخذ رداءه, وجلس, ثم قال: قمت وأنا عمر بن عبدالعزيز, وجلست وأنا عمر بن عبدالعزيز".
أما إذا قام الزائر, وتكرّم بخدمة مزوره فلا بأس في ذلك, خصوصاً إذا كان المزور له حق, أو كان من أهل الفضل والعلم والتقى، أو كان الزائر ممن تُلغى الكلفة بينه وبين المَزُور.
ويدخل في إكرام الضيف بسط العذر له إذا تأخر, فقد يحبسه حابس, فيتأخر قليلاً أو كثيراً؛ فإذا أخذت بالعدل كان لك أن تعاتبه على تأخره, وإذا أخذت بالإحسان والتكرم بسطت له العذر, ولقيته بوجه وضاح, وجبين طلق؛ فيكون ذلك إكراماً آخر, خصوصاً إذا كان كريم الطبع, أم ممن ليس من عادته التأخر.
وهب أنك أفرطت في عتابه, ثم أعطاك ظهره, وعاد أدراجه, ما مصيرك أنت؟
لا شك أنك ستندم, ولات ساعة مندم.
ومن حق الضيف تحمُّل بعض ما يصدر منه من جفاء, أو كثرة أوامر.
ومن تمام حقه إكرام صحبته, وملاطفتهم, واستعلامهم عن أسمائهم, والحذر من احتقار أي واحد منهم.
ومن إكرامه - كما تقول العرب - إكرام دابته, والدابة في هذا الوقت سيارته, وذلك بوضعها في مكان ملائم, وظل ظليل.
ومن لطائف الضيافة ألا ينسيك قيامُك في حق أكابر الضيوف أحداً من الأضياف الآخرين؛ فيحصل كثيراً أن يشتغل المُضيف بالضيف الكبير عن غيره, فربما سلَّم عليه أحد من القادمين, فأشاح عنه, أو لم يقضه حق التحية والإكرام, فيكون ذلك سبباً في القطيعة وإساءة الظن, فحري بالمضيف ألا يغيب عنه ذلك المعنى, وجدير به أن يعتذر إن بدر منه جفاء أو تقصير في هذا الصدد, وحقيق على من وقعت له تلك الحال من الضيوف أن يعذر المُضِيفَ, وألا يؤاخذه في مثل تلك الحالات التي يذهل فيها الإنسان.
ومن تمام الإكرام شكر الضيف على الزيارة, والدعاء له, وطلب زيادة مكثه.
ومن تمام الإكرام تقريب الطعام له, وترغيبه فيه, على ألا يصل ذلك إلى حد الحرج, والإملال, والإثقال؛ وهذا راجع إلى ذوق المضيف, ولطفه, وألمعيته.
ومنها أن يحرص على تهيئة مكان لراحة الضيف, ونومه, وهدوء باله.
وفي المقابل فإنه يحسن بالزائرِ الجائي الضيفِ أن يراعي بعض الآداب، ومنها أن يأتي في الوقت المحدد, وألا يحبس الناس في انتظاره, وأن يبادر إلى الاعتذار إذا تأخر.
ومن أداب الضيف الزائر أن يدعو للمضيف, وأن يَنْزِل على حكمه, وأن يراعي عاداته ما لم تخالف الشرع.
ومنها أن يشكر المضَيف, ويبادله عبارات الإكرام, وأن يحذر من انتقاد طعامه؛ فما عاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طعاماً قط.



وإنشاء الله تبقى البيوت والمضايف عامرة بالخير وبضيافة الضيوف وإكرامهم في مسيرة الخير والصلاح وببشاشة الوجه ونعم ما قيل :

بشاشة وجه المرء خير من القرى ... فكيف إذا جاء القرى وهو ضاحك .

منقول






 

 
























التوقيع


ماخذ على خاطري من غيبتك عني
احس قلبي مزعلني من اسبابك
مدام قلبي زعل منك وزعل مني
خذني على قد قلبي وأترك غياب

   

رد مع اقتباس
قديم 04-15-2012, 11:06 AM   رقم المشاركة : 2

 

موضوع جميل

ووفقت في الاختيار

شكرا لك وتقبل مروري

 

 
























التوقيع

أشياء في حياتك لا تفعلها
فقد الثقة.. ونكث الوعد.. وتحطيم العلاقات.. وكسر القلب..
لانها لاتحدث صوتا ولكنها تحدث الكثير من الألم

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir