يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-2012, 10:22 PM   رقم المشاركة : 1
Berightback العفري


 

هذه قصه بدويه حقيقيه قديمه..

فتاة من قبيلة (شمر) تدعى (العفري)وهي إبنة (مغيربن زويمل ) تتمتع بالجمال الفارع والحيوية وإعتدال قوامها

الفاتن المغري مما جعل شباب قبيلتها يتنافسون عليها حيث صارت محط أنظارهم وخاصة أبناء عمهــــا الذين هم

أحق بها من غيرهم , وحسب العرف المتبع لديهم في تلك الفترة فإنه لايمكن أن يتقدم لخطبتها أحداً من شباب القبيلة

مادام يوجد لها أبن عم شقيق ، فإن لم يكن فالأقرب من أبناء عمها الأخرين ولن تستطيع الزواج من غيرهم إلا بإذن

منهم وإن زوّجها أبوها دون رضاهم يصبح مهدداً منهم بالعقاب لامحــــــالة وقد كان للفتاة أبناء عم كل واحد منهم

يتمنى أن تكون زوجةٍ له وهم (فهد السراي بن زويمل) وأخوه (محمد) وهم كلهم شجعــــــان ولهم وزن في قبيلتهم

وعلى قدرٍ من الوسامة والجمال الخلقي وهم أيضاً في شرخ الشباب ، وقد توفرت فيهما جميع الشروط التي تريدها

الفتاة العربية , ومن المعروف في زمنهم أن الفتاة لاتعشق الرجل من أجل ماله ولاجماله وإنما من أجل مركــــــزه

الأجتماعي وشجاعته في الحرب ، وبالرغم من المزايا المتوفرة في فهد ومحمد أبناء عم (العفري) إلا أنها رفضت

الأقتران بأحدهم , ومن الأصول المتبعة فإنه إذا رفضت إبنة العم الزواج من إبن عمها فإنه لايرغمها على نفســــه

وخاصة عندما يكون إبن العم هذا على قدراً من الشهامة ولكن له الحق بأن لاتتزوج أحداً إلا برضاه وعندما يكتشف

إبن العم أن إبنة عمه تعشق رجلا غيره فإنه يصرح بأن لها الحق في الزواج بمن تشاء إلا فلان أي (عشيقها) وذلك

نكاية بها وجزاءً لها , وقد كان فهد ومحمد من ذوي الشهامة فلم يجبرا (العفري) على الزواج منهما , ولكن الذي

حيّر جميع القبيلة أن العفري ليس لها أحداً تهواه , وقضت الفتاة مدةٍ طويلة وهي على تلك الحـــــالة وكل فتى معجب

بفتوته يتمنى أن تمنحه العفري ولو نظرةٍ أولحظةٍ عابرة لعله يحدث نفسه بخطبتها ولكن كانت محــــــاولات فتيان

عربها ضرباً من العبث , ولما كانت الأم هي أقرب الناس لإبنتها وهي أجدر من تفشي اليها بسرها ومكنون فؤادها

فقد بدأت الأم تسأل إبنتها تارةً وتراقب تصرفاتها تارةً أخرى وتحاول أن تعرف منهو الشاب الذي تميل مشاعرها

وعواطفها نحوه من الفتيان ولكن الأم لم تستطيع شيئا وظلت العفري لمدة ثمان سنوات علىهذه الحال

وسرت شائعةٍ في القلبيلة مفادها أن العفري تتحدث مع شاباً يسمى (هطيل بن مشاري بن زويمل) والذي نشر هذه

الشائعة هو (مرعيد) أخو هطيل

وهطيل هذا شاب خامل الذكر في القبيلة ودميم المظهر وفقير الحال وهو يعمل راعي إبل لدى عمه الذي يعطيه

أجرة معينةٍ كل سنه ناقة من النوق الصغيرة

ولم يخطر ببال أحداً من القبيلة أن العفري يمكن أن تعشق هطيل ، وفي هذه الأثناء ذهب هطيل لإخيه مرعيد

وشرح له القصة وقال (أن العفري لاتريد غيري وأن حبها قد تملكني من رأسي الى أخمص قدمي وهي تحبني

ولاتريد غيري وقد أعطتني عهداً أن لاتتزوج غيري وأنا أعطيتها عهداً أن لاأتزوج غيرها) أستغرب مرعيد هذا

الأمر الذي أشبه مايكون بالخيال أوالحلم ، ذهب مرعيد الى أبناء عم الفتاة الأقربين وطلبها منهم لإخيه هطيل

فأجابوه بالموافقة دون أدنى تردد ظناً منهما أن العفري التي رفضتهم ورفضت كل شباب القبيلة الأبطال لن ترضى

بهطيل الراعي الفقير الحقير في دمامته الذي ليس له مكانة في قبيلته وهذا ليس من المعقول في نظرهم من ناحية

ومن ناحية أخرى فليس لديهم مانعاً من أن تتزوج العفري من هطيل لأنهم لن يحسدونه عليها ولن يحسدونها عليه

فهو أقل من أن يحسد على أي شيء , لذلك وهباها له دون تردد ولم يبقى إلا موافقة الأم والأب ، أخذت الأم رأي

الفتاة بهطيل وهي مستبعدةً أن توافق عليه لأنها رفضت شجعان قبيلتها وشبابهم بمن فيهم أبناء عمها ،
قالت لها (ياعفري ، لقد خطبك مرعيد لإخيه هطيل وقد رضي أبناء عمك بأن تتزوجينه فهل تقبلينه زوجاً لك)

تكلمها وهي تضحك ضحك الساخر المتعجب

فقالت الفتاة لإمها (أنا موافقة ولن أقبل في الدنيا سواه) الأم: ويحك ياعفري

أتقبلين هطيلاً الفتى الصعلوك الدميم ، الراعي الخامل الذكر وترفضين أبناء عمك الأغنياء الشجعان الذين يحسب لهم

الجميع حساباً كبيراً في قبيلتنا وكل القبائل

الفتاة: يأمي ، إن القضية قضية مودة وحب يضعها الله في القلب وليس بإختيار الأم ولأب وأبناء العم , ولكنها قوةٍ

خارقةٍ فوق طاقة التحمل وفوق حرية الأختيار

الأم: أنا يأبنتي أبدي رائي وسوف أمهلك وقتاً تفكرين فيه ، فهطيل لايوجد في قبيلتنا أقبح منه ولاأفرغ منه يداً

ولاأخمل منه ذكراً

الفتاة: أولاً ياأمي الحبيبة أن الحب لايرحم وهو فوق كل نواميس الطبيعة وفوق كل العوايد والتقاليد ، ثم تعلمين

يأمي أن الفتاة يجب أن لاتنخدع بالمظاهر والوسامة أو تتعلق بالمال لأن الرجل جماله عمله أما المال فيمكن أن

يذهب عند أول حادثة من حوادث الدهر المفاجئة

الأم : ولماذا أجبتيني على بعض أسألتي وتركتي الأخرى ؟؟ الفتاة: وماهي أسألتك التي لم أجب عليها يأمي

الأم: اعني نباهة الصيت والشجاعة وشأن الرجل في مجتمعه ، الفتاة: هطيل يأمي لازال في ريعان الشباب

وأمامه الأيام التي سوف تثبت لكم أنه يستحق حبي له ولايجوز لك أن تذميه ولاتحكمي عليه إلا بعد التجربة

والأمتحان.

الأم : بارك الله لك فيه والأيام بيننا , وعسى أن يكون مستقبل هطيلاً أفضل من حاضره أو ألومك ويلومك جميع

أفراد قبيلتك على زواجك منه

الفتاة: لولا ظني الطيب في هطيل مارضيت به زوجاً لي ,ولكنني أرى أنه من أفضل فتيان القبيلة ولايهمني أن

كان جميلاً أودميماً مادام يتمتع بالشهامة والحب الخالص لي وقلبي معلقاً به

ذهبت الأم الى والد الفتاة وأبناء عمها وأخبرتهم بماإنتهى اليه الأمر مع إبنتها , وإنها مصممةً على النكاح من

هطيل فلم يمانعون في ذلك

وفي مساء الغد تم عقد قران هطيل على العفري

وتم زواجهما في ليلة 15رمضان عام 1333هـ ومضت الأيام وهطيل والعفري في أكمل مايكون من السرور

والسعادة والزهو بفوزهم على معتقدات القبيلة وتحقيق حلمهم المتمثل في زواجهما بعد موجةٍ من الحب العارم

والغرام العظيم

ولم يبقى في نفس هطيل والعفري من الأمنيات الا شيئاً واحداً وهو أن يأتي الله بمعركةٍ كبيرة يكشف فيها هطيل

عن مواهبه القتاليه وشجاعته ويظهر قيمته وقدرته أمام الجميع لتقتنع فيه زوجته قناعةٍ تامه ويقتنع فيه كل من

ينعته بالجبن وخمول الذكر ويعيره بكلمة

(الراعي الدميم)

وفي يوماً من أيام القبيلة المشهودة غزوا عليهم فرسان قبيلة (مطير) الشجعان بقيادة

(مدباج أبو شويربات)

وقد كانت المعركة في موضع يقال له

(الرديفه)

لقد فرح هطيل والعفري بهؤلاء الغزاة , الذين هجموا على القبيلة في عقر دارهم وسيكون القتال الأن أمام رجال

الحي ونساءه . وهذه أمنية هطيل والعفري الكبرى وتهلل وجه هطيل طرباً وحماسة ، وصمم على القتال مدفوعاً

بتشجيع زوجته له ورغبتةً في محو ماضيه في الجبن وإزدراء الناس له ، وخوفاً من أن العفري سوف ينقلب قلبها

عنه إذا لم يقاتل قتال الأبطال كما ترغب وكما وعدت أمها وتمنت أن يكون اليوم الذي يظهر شجاعة هطيل

وعندما إنهالت الغارة على قبيلة الفتى إمتشق سيفه مسرعاً وركب حصانه ونادا على العفري قائلاً , اليوم ياحبيبتي

سوف ترين مني مايثلج صدرك ويجعلك مرفوعة الرأس أمام القاصي والداني من الرجال والنساء

إغرورقت عينا العفري وقالت والدمع يسيل من عينيها .. هذا ظني فيك ولولا أملي فيك مأخترتك على فتيان القبيلة

جميعاً

ثم دنا منها الفتى وقبلها بين عينيها وهو يبكي حماساً للمعركة وحباً لحبيبته العفري.. قالت له وهو يودعها ذاهبا

للقتال , أرجوأن لايكون أخر العهد بك يا حبيبي

فقال لها أرجو ذلك ولكن لو حصل لي مكروه فلي عندك طلب أن لايقبل ثغرك بعدي أي رجل مهما كان, أي أن

(لاتتزوجين بعدي) فأجابته وهي تكفكف دموعها ,حياتي مرهونةٍ بحياتك ولو حصل لك مكروه لاسمح الله فلن

أحيا بعدك ساعةٍ واحدة ياحبيبي .. ركض حصان هطيل ناحية المعركة وهي حامية الوطيس فأبلا بلاءً حسنا وكان

أفضل فرسان قومه في ذلك اليوم مما فاجاء كل القبيلة

وعندما رجع هطيل من القتال كانت العفري أول المستقبلين له وأول المهنين له على ماأبداه من رجولة وشجاعة

نادرة .. إحتفلت القبيلة بفارسها الجديد (هطيل) وحيته تحية الأبطال وتغيرت كل المفاهيم السابقة عنه مما جعل

العفري ترقص طرباً وتزغرد طوال ذلك اليوم البهيج في حياتها وحياة حبيبها الشجاع الذي أصبح الأن من فرسان

القبيلة المعدودين

أما أبناء عم العفري فقد جاءو مباركين لهطيل شجاعته ومسلمين على إبنة عمهم العفري ، فقام هطيل بإكرامهم

ودعا فرسان القبيلة لوليمتهم الكبيرة وأصبحت الأمور على مايرام بين الجميع

ولكن الدنيا كعادتها لاتستقر على حال

فقد قامت معركة أخرى بين قبيلة هطيل وبين أحدى القبائل ودخل هطيل المعركة بكل شجاعة وقتل الكثير من

فرسان القبيلة المعتدية , ولكنه قتل في تلك المعركة الكبيرة حين بارز أحد الفرسان فأرسل عليه الرمح فقتله عن

بعد، وعندما بلغ العفري مقتل زوجها وحبيبها هطيل ألم بها الحزن العظيم وأصيبت بذهول أفقدها رشدها وعندما

أقبلو الفرسان يحملون جثة الفارس هطيل لم تتمالك نفسها , وصارت تقوم وتطيح وتحثو التراب على رأسها والقوم

يحفرون قبر حبيبها أمامها , فجاءت إليهم وقالت وهي تبكي بكاءً شديداً , إحفروا لي قبراً معه

ولكن لم يلتفت اليها أحد فهم مشغولون بدفن فارسهم ويعتبرون كلامها غير منطقي وأنه جاء من حرارة الحزن

والأنفعال

كررت العفري كلامها عليهم ولاكن لامجيب

فذهبت لبيتها وأخذت سماً كان لديها في البيت وشربته فوراً، وعندما فطن لها القوم وإذا بها تتلوى من الألم

وتصارع الموت , فحاولوا إنقاذها ببعض المشروب الذي عندما يشربه المسموم يتقياء السم فيخرج من جوفه

ويطيب ولكنها رفضت شرب المشروب وصكت أسنانها بالقوة حتى لايستطيع أحد إرغامها على الشراب وضلت

على هذه الحالة حتى توفيت في ظرف ساعةٍ واحدة من مقتل حبيبها هطيل , رحمهم الله جميعاًرحمة واسعة

 

 
























التوقيع


ماخذ على خاطري من غيبتك عني
احس قلبي مزعلني من اسبابك
مدام قلبي زعل منك وزعل مني
خذني على قد قلبي وأترك غياب

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir