يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-09-2011, 12:32 AM   رقم المشاركة : 1
Berightback الريميكية


 

من خلال قراءاتي المختلفة عن الأدب / أحببت الشعر الأندلسي,,,لسهولة لفظه / فلست بحاجة إلى معنى كلمة..ولرقــة معانيـه,,,


سأورد لكم قصة شاعر وفـارس قل أن يجود بمثله الزمــان ../ لإخلاصه لمن يحب...كانت جارية فأصبحت أميرة..ثم فقيرة!!


الأمير هو ( المعتمـــد بن عـباد/ أبو القاسم محمد بن عباد بن محمد بن اسماعيل بن عباد العربي القحطاني )


كان ولي عهد مملكة أشبيليا التقى بالريميكية عن طريق الصدفة ومنذ تلك (الصدفة ) استولت على حواسه وحياته وطريقة عيشه رغم ان الرميكية


كانت خادمة عند رميك تعتني ببغاله وترعاها ، لكن بن عباد لشدة تعلقه بها غير حتى اسمه ليصبح قريبا من اسمها : المعتمد بن عباد الفارس والشاعر أسير اغمات المراكشية فيما بعد
.
كتب التاريخ تحدثنا عن تلك الصدفة التاريخية عندما كان أبا القاسم ولي عهد اشبيليا وصديقه الشاعر المعروف ابن عمار يتخفيان بملابس عامة الشعب


ويسيران قرب شاطيء نهر الوادي الكبير يتباريان في مطاردة شعرية كان لها أعظم الأثر في حياة الأمير الشاب حيث تحدى الأمير صديقه الشاعر ابن عمار ان يجيز قائلا
:
نسج الريح على الماء زرد


، فتردد ابن عمار وتلكأ وأبطأ ولم تسعفه قريحته حتى سادت فترة
صمت اعتقد الأمير بان ابن عمار الشاعر الكبير قد خانه الشعر ، لكن صوتا نسائيا عذبا واثقا قطعها ليكمل بيت الشعر الذي احتار ابن عمار به :


أي درع لقتال لو جمد


أصابت الحيرة الأمير وصديقه الشاعر لان الصوت النسائي المنبعث من العدم كان بليغا وحقيقيا ، فالتفت الأمير لذلك الصوت ليكتشف امرأة ساحرة جميلة أخذته بجمالها وفصيح لسانها ،


عندها ذهب بها الى قصره بعد ان أخبرته بأنها مجرد خادمة، تدعى اعتماد


وتلقب بالروميكية نسبة لسيدها رميك فحررها من سطوة رميك وتزوجها ومنذ تلك الصدفة التاريخية تسمى باسمها وأصبح اسمه المعتمد تشبها باعتماد .



قصة المثل " ولا يوم الطين" ..الذي يستعمله مسدي المعروف ..لناكر الجميل .." لا بارك الله في ناكر الجميل.. انى كان وحيث كان"




وفي يوم من الأيام .."الملكة اعتماد" ..دائما اذكر " الجارية سابقا" ..رأت نساء من البادية يبعن اللبن ..وقد شمرن عن سوقهن ..وسواعدهن..يخضن في الطين ..




فقالت اعتماد : اشتهي أن أفعل أنا وبناتي.. كفعل هؤلاء البدويات .. فما كان من "ابن عباد" ..


الملك طبعا..الا ان بادر الى تلبية طلبها.. ولكن بطريقة البذخ .. التي كلفت خزينة دولته أموالا طائلة ..حيث أمر بالعنبر والمسك والكافور.. فسحق بماء الورد..


ليكون في هيئة الطين ..واحضر القرب والحبال.." لاعتماد الملكة" و"بناتها الاميرات".. فحملن القرب والحبال ..ورفعن عن سوقهن ..وخضن في طين العنبر والمسك والكافور .


ويقولون : في يوم غاضبها المعتمد بن عباد في بعض الأيام , فأقسمت أنها لم تر منه خيراً قط , فقال : ولا يوم الطين ؟ فاستحيت واعتذرت


و انجبت له "اعتماد".. البنين و البنات ..و كان يدعوها "بأم الربيع".لم تكن فقط امرأة جميلة.. و لكنها كانت صاحبة عقل ناضج رغم صغر سنها .. و رأي سديد رغم جهلها باصناف العلوم.. و كان زوجها الملك ..يرجع إليها في كثير من أمور الدولة..و على الرغم من ذلك.. لم ينس العامه قط ..انها كانت جارية.. و ظلت عندهم "اعتماد الرميكية".. التي تغسل الثياب عند النهر..





أصبح المعتمد بن عباد ملكا لاشبيليا فيما بعد واشتهر بالفروسية والكرم والشعر أيضا وكما هي شروط الفروسية عند العرب في قديم الزمان لا بد وان تكون مقترنة بالشعر
متيما بالرميكية حتى وفاته ،وعندما ماتت ظل ينتظر اجله لكي يدفن بجانبها بقرية اغمات المراكشية المغربية .


كان المعتمد ملكا من ملوك الطوائف ، وكانت حروب أولئك الملوك فيما بينهم واعتماد بعضهم على دعم الممالك المسيحية كما يحدث اليوم أدى في آخر الأمر إلى انقراض ممالكهم وانقراض الدولة العربية في الأندلس نهائيا بخروج آخر ملوك بني الأحمر من غرناطة : أبو عبد الله الصغير الذي عيرته امه بذلك الخطاب الشهير


: بأن يبكي كالنساء على ملك لم يحافظ عليه مثل الرجال ،


لكن ملك اشبيليا الشهير بفروسيته وكرمه وأدبه


هو في الأصل من فتح أبواب الأندلس مضطرا للمرابطين وزعيمهم يوسف بن تاشفين ومنحهم الجزيرة الخضراء مقرا لجيوشهم رغم تحذيرات أصدقائه


حيث كان يجيبهم بقوله الشهير ( رعي الغنم في مراكش خير من رعي الخنازير في قشتالة )


وكان على إدراك بقوله هذا ان عهد ممالك الطوائف في طريقه للزوال بعد ان عجزت عن توحيد نفسها رغم المخاطر التي تحيط بها ،


ونفس المأزق اعتمادا على الممالك المسيحية ، لكن المعتمد في حقيقة الامر جنى على نفسه لان يوسف بن تاشفين لم يكن يحمل أي برنامج اصلاحي لمشكلة الممالك المتصارعة وكان همه الأول توسيع حدود تلك الإمبراطورية


.
لقد استنجدت الاندلس بامير المرابطين يوسف بن تاشفين بسبب ضغط الفونسو ملك قشتالة على ملوك الطوائف واحتلاله لمدنهم الواحدة تلو الأخرى


وكان الاستنجاد الأول قد جاء من ملوك اشبيلية وغرناطة وقرطبة وطليطلة ، ولم يتأخر الأمير المرابطي من عبور مضيق جبل طارق بجيش جرار واجه به الفونسو وهزمه شر هزيمة حيث عاد


، لكن بعد سنوات من تلك الأحداث عاد واستنجد ملوك الطوائف مجددا بأمير المرابطين صاحب النخوة الذي جهز جيشا من قرابة 60 ألف محارب والتقى هذا الجيش وجها لوجه مع جيش الفونسو الذي يعد آنذاك أقوى جيوش اوربا في


معركة الزلاقة الشهيرة


حيث انتصر جيش المرابطين وهزم الفونسو مجددا لكن المرابطين خسروا الالاف من جنودهم في تلك المعركة القاسية التي سميت بالزلاقة لكثرة انزلاق الخيل على أرضها بسبب غزارة الدماء






وأطاح بملوك الطوائف ، وكان نصيب ابن عباد هو الأقسى رغم مشاركته الكبيرة في معركة الزلاقة فاخذوه أسيرا ووضعه المرابطون هو وعائلته في سفينة مخرت مياه ( نهر )الوادي الكبير حيث وقف الناس على ضفتي النهر لتوديعهم



قرية اغمات وكان ذلك سنة 581 هجرية 1091 ميلادية


حسب التواريخ التي وردت في كتب المؤرخين الذين عاصروا تلك الفترة رغم انها تبدو ليست دقيقة لاختلاف المؤرخين فيها .


تبعد قرية اغمات عن عاصمتها الرائعة مراكش مسافة 30 كيلو مترا ، فقد انتهى ذلك الملك في تلك القرية التي نفاه فيها بن تاشفين ، وهناك يجد الزائر ثلاثة قبور :
قبر الملك ابن عباد وقبر حبيبته وزوجته الرميكية وابنه .


لقد كتبت أجمل قصائد الرثاء بحق ملك اشبيليا وواحدة منها مكتوب مطلعها على جدران ضريحه قالها الشاعر ابو البحر بن عبد الصمد عند زيارته للضريح :


ملك الملوك أسامع فانادي أم قد عدتك عن السماع عوادي


أما الشاعر والوزير الأندلسي لسان الدين الخطيب فقد رثاه قائلا عندما زار قبره :


قد زرت قبرك عن طوع باغمات ***رأيت ذلك من أولى المهمات
لم لا أزورك يا أندى الملوك يدا**** ويا سراج الليالي المدلهمات


توفي ملك اشبيليا في 11 شوال 585 هجرية ( 1095 ميلادية ) وقد سبقته اعتماد ودفنت في مكان قريب من مكان إقامته ولم يعش الملك في الأسر إلا أربعة سنوات وبضعة اشهر ويدل ذلك
على طبيعة الحياة القاسية التي تعرض لها ودفن إلى جانب اعتماد


.
دون شك ان ملك اشبيليا ارتكب عملا قاتلا عندما تعاون مع بعض الممالك الاسبانية كما يقال وتسبب بسقوط طليطلة التي كانت تحت سلطة بني( ذي النون ) ربما دفاعا عن حكمه وهذا هو السبب الذي جعل الامير المرابطي يوسف بن تاشفين ينقله الى اغمات لانه اعتبر ذلك


العمل خيانة جسيمة لدماء المرابطين



و كتب ابن عباد هذه الأبيات يرثى نفسه يوم العيد و هو في الأسر بعد أن زارته زوجته وبناته,,,

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ** فساءك العيد في أغمات مأسورا



ترى بناتك في الأطمار جائعة **يغزلن للناس مـا يملكـن قطميـرا


برزن نحوك للتسليم خاشعة ** أبصارهن حسيـرات مكاسيـرا


يطأن في الطين والأقدام حافية ** كأنها لم تطـأ مسكـاً و كافـورا


لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهرة**وقبل كان بماء الورد مغمورا


لكنه بسيـول الحـزن مُختـرقٌ**وليس إلا مع الأنفاس ممطـورا


أفطرت في العيد لا عادت مساءتـه ** فكـان فطـرك للأكبـاد تفطيـرا


قد كان دهرك إن تأمره ممتثـلاً ** فـردك الدهـر منهيـاً ومأمـورا


من بات بعدك في ملك يُسَرُّ بـ.***فإنمـا بـات بالأحـلام مغـرورا



مــؤلمة الكلــمات السـابقة



ورثى نفســه بأبيـات أمــر أن تكـتب على قبـره عنــد وفـاته,,,



قَبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغـادي
حَقّاً ظَفَرتَ بِأَشـلاء ابـن عَبّـادِ


بِالحِلمِ بالعِلمِ بِالنُعمـى إِذِ اِتّصلَـت
بِالخَصبِ إِن أَجدَبوا بالري لِلصادي


بالطاعِن الضارِب الرامي إِذا اِقتَتَلوا
بِالمَوتِ أَحمَرَ بالضرغـامة العـادي


بالدَهر في نِقَم بِالبَحـر فـي نِعَـمٍ
بِالبَدرِ في ظُلمٍ بِالصَدرِ في النـادي


نَعَم هُوَ الحَـقُّ وَافانـي بِـهِ قَـدَرٌ
مِـنَ السَمـاءِ فَوافانـي لِميـعـادِ


وَلَم أَكُن قَبلَ ذاكَ النَعـشِ أَعلَمُـهُ
أَنَّ الجِبال تَهـادى فَـوقَ أَعـوادِ


كَفاكَ فارفُق بِما اِستودِعتَ مِن كَرَمٍ
رَوّاكَ كُلُّ قَطـوب البَـرق رَعّـادِ


يَبكي أَخـاهُ الَّـذي غَيَّبـتَ وابِلَـهُ
تَحتَ الصَفيحِ بِدَمعٍ رائِـح غـادي


حَتّى يَجودَكَ دَمعُ الطَـلّ مُنهَمِـراً
مِن أَعيُن الزَهرِ لم تَبخَل بِإِسعـادِ


وَلا تَـزالُ صَـلوات اللَـهِ دائِـمَـةً
عَلى دَفينـكَ لا تُحصـى بِتعـدادِ



وكان شاعره أبو بكر بن اللبانة يأتيه وهو مسجون فيمدحه لا لجدوى ينالها منه بل رعاية لحقه وإحسانه القديم إليه‏.‏



فلما توفي أتاه فوقف على قبره يوم عيد والناس عند قبور أهليهم وأنشد بصوت عال‏:‏ لما خلت منك القصور ولم تكن فيها كما قد كنت في الأعياد فمثلت في هذا الثرى لك خاضعًا وتخذت قبرك موضع الإنشاد وأخذ في إتمام القصيدة فاجتمع الناس كلهم عليه يبكون‏.‏ولو أخذنا في تفصيل مناقبه ومحاسنه لطال الأمر فلنقف عند هذا‏.



قدْ زُرْتُ قَبْرَكَ عنْ طَوْعٍ بأغْماتِ........رأيْتُ ذلِكَ منْ أوْلَى المُهِمّاتِ
لِمْ لا أزُورُكَ يا أنْدَى المُلوكِ يَداً.........ويا سِراجَ اللّيالي المُدْلَهِمّاتِ
وأنْتَ مَنْ لَوْ تخَطّى الدّهْرُ مَصْرَعَهُ......إلى حَياتي أجادَتْ فيهِ أبْياتِي
أنافَ قَبْرُكَ في هَضْبٍ يَميزُهُ...................فتَنْتَمِيهِ حَفِيّاتُ التّحِيّاتِ
كرُمْتَ حَيّاً ومَيْتاً واشْتَهرْتَ عُلاً..........فأنْتَ سلْطانُ أحياءٍ وأمْواتِ
ما رِيءَ مِثْلُكَ في ماضٍ ومُعْتَقَدِي.أنْ لا يُرى الدّهْرُ في حالٍ وفي آتِي

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir