يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-25-2011, 08:08 PM   رقم المشاركة : 1
Berightback االعدل عند المنصور وقدوته ملك الصين الحلقه الاولى


 

العدل عند المنصور وقدوته ملك الصين الحلقه الاولى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد .
فإن حكام المسلمين على مر الدهور والعصور ليسوا سواءً فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق للخيرات بإذن الله، ذلك الفوز الكبير.
فيهم من أقام العدل في أمته، فجعله الله للمتقين إمامًا، وفيهم من أشاع الظلم في دولته ، فأهلكه الله عقوبة وانتقامًا ، وكان منهم من يرفض النصيحة ، ويراها فعلة قبيحة ! لا تليق بمقام الحكام ، ومنازل العظام ! ومنهم من يقبلها ، ويفرح بها ، ويشكر أهلها ، ويعمل بها ! وقليل ما هم ، ومن هؤلاء القلة القليلة كان الخليفة المنصور رضي الله عنه ، وقد نقل عنه في كتب التاريخ والسير هذه الموعظة البليغة والتي أردت أن يقف عليها القراء بتمامها حتى ينتفعوا ببالغ عبرتها ، وعظيم تأثيرها . وإليك البيان
بينما ( المنصور ) في الطواف بالبيت ليلاً إذ سمع قائلاً يقول : ( اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي ، والفساد في الأرض ، وما يحول بين الحق وأهله من الطمع )
فجزع المنصور . فجلس بناحية من المسجد وأرسل إلى الرجل . فصلي الرجل ركعتين واستلم الركن وأقبل مع الرسول فسلم على المنصور بالخلافة وجرى بينهما الحديث الآتي . قال الخليفة :
ما الذي سمعتك تذكره من ظهور الفساد والبغي في الأرض وما الذي يحول بين الحق وأهله من الطمع ؟ فوا فوالله لقد حشوت مسامعي ما أمرضني .قال الرجل 0
إن أمنتني يا أمير المؤمنين أعلمتك بالأمور من أصولها وإلا احتجزت أي امتنعت منك ، واقتصرت على نفسي فلي فيها شاغل 0 قال الخليفة 0 أنت آمن على نفسك ، فقال
يا أمير المؤمنين ، إن الذي دخله الطمع وحال بينه وبين ما ظهر في الأرض من الفساد والبغي هو أنت .
ويحك ، كيف ذلك ؟ كيف يدخلني الطمع والصفراء والبيضاء في قبضتي ، والحلو والحامض عندي ؟
وهل دخل أحدًا من الطمع ما دخلك ؟ إن الله استرعاك أمر عباده وأموالهم ؛ فأغفلت أمورهم ، واهتممت بجمع أموالهم ، وجعلت بينك وبينهم حجابًا من الجص والآجرِّ ، وأبوابًا من الحديد ، وحراسًا معهم السلاح .
ثم سجنت نفسك منهم ، وبعثت عمالك في جبايات الأموال وجمعها ، وأمرت أن لا يدخل عليك أحد من الرجال إلا فلان وفلان ، نفرًا سميتهم . وخصيتهم 0 لا تصدّق إلا هم
ولم تأمر بوصول المظلوم ولا الملهوف ولا الجائع العاري إليك .ولا أحد إلا وله في هذا المال حق ، فلما رآك هؤلاء النفر الذين استخلص تهمز لنفسك ، وآثرتهم على رعيتك ، وأمرت أن لا يحجبوا دونك ؛ تجبي الأموال وتجمعها .
قالوا : هذا قد خان الله، فما لنا لا نخونهُ ؟ فأتمروا أن لا يصل إليك من علم أخبار الناس شيء إلا ما أرادوا ، ولا يخرج لك عامل إلا خوَّنوهُ عندك ونفوه حتى تسقط منزلته
فلما انتشر ذلك عنك وعنهم عظّمهم الناس وهابوهم وصانعوهم ، فكان أول من صانعهم عمالك بالهدايا والأموال ، ليقووا بها على ظلم رعيتك ثم فعل ذلك ذوو المقدرة والثروة من رعيتك لينالوا ظلم من دونهم فامتلأت بلاد الله بالطمع ظلمًا وبغيًا وفسادًا ، وصار هؤلاء القوم شركاءك في سلطانك وأنت غافل .
فإن جاء متظلم حيل بينك وبينه فإذا أراد رفعَ قصته إليك عند ظهورك وجدكَ قد نهيت عن ذلك وأوقفت للناس رجلاً ينظر في مظالمهم .فإن جاء ذلك المتظلم فبلغ بطانتك خبرهُ سألوا صاحب المظالم أن لا يرفع مظلمتهُ إليك ، فلا يزال المظلوم يختلف إليه ويلوذ به ويشكو ويستغيث وهو يدفعه ، فإذا أجهد وأخرج ثم ظهرت أنت صرخ بين يديك فيضرب ضربًا مبرَّحًا يكون نكالاً لغيره وأنت تنظر فما تنكر
يتبع حلقه ثانيه

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir