يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-2011, 10:35 AM   رقم المشاركة : 1
يا حملة الشهادات : نريد ربع العشر ! (أكثر من رائع)


 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، تحية طيبة وبعد :


دخلت أحد المكاتب وكان فيها ثلاثة من الموجهين التربويين ، أعرفهم كلهم من أهل الفضل ، فرأيت أحدهم بعد أن تمعر وجهه يقول : الله المستعان ( ومد بها صوته ) سبعين ، ووضع يده على رأسه ، فلم أشك أبداً أنهم يتحدثون عن المسلمين المستضعفين سواء في فلسطين أو غيرها ، فقلت مستفهماً ما الأمر ؟ ( وليتني لم أسأل ) فقال لي : كرتون الطماطم أصبح بسبعين ريال .
فكان عجبي من هذا الأمر بالغاً ، وأصبت بحزن بالغ فخرجت ولم أمكث عندهم ، ولأول مرة أرى من يتلون وجهه إذا انتهكت أرقام المبيعات ، وهذا والله ما رأيت وما سمعت لا أتزيد فيه ولا أنقص . هذه صورة مختصرة لحال كثير من مجالس أهل الفضل للأسف الشديد الذين بعد أن نالوا ما نالوا من الشهادات العليا وأخص أهل الشريعة ، رجعوا بعدها بسنوات أشباه العوام في أحاديثهم وما يطرقونه من موضوعات ، فلا تحفل بمجلس من مجالسهم بفائدة أو نادرة أو أمر علمي يفيد في أخراهم ، فأصبح المجلس تقضيه معهم ويمتد ثلاث ساعات أو أربع وكل شيء يذكر فيه ، إلا ما له فائدة علمية وإن أخطأ أحد وذكر أمراً علمياً استثقلوه وحاولوا صرف الحديث لأمر آخر ، هذا الصنف من الناس يقول عنهم الدكتور محمد السيد وأحسن فيما قال :

( كنت ملول الطبع ولا سيما إذا أكرهت على جلاس لا يفيدون علماً ، ولا ينشرون من التاريخ عبراً ، هذه النماذج البشرية التي لا تجد في كلماتها إلا لكمات للحياة الجادة ، يجرجر أحدهم عمره في سوح العجز ، يموت أسى ، ويقضي كمداً إذا خسر بضع دريهمات في صفقة عقدها ، أو وقعة اقتصادية شهدها ، ولكن خسارة عمره لم ترفع منه رأساً ، ولم تعل صوتاً ، وأنى يرفع رأسه وهو لم يتعهد إلا فراغ جيوبه ، ولم يدرْ بخلده أن في رأسه ، بل في قلبه أوعية بملئها يتميز البشر ، ويتفاضل الخلق ، لشدّ ما تألمت على هؤلاء الذين يصرفون أعمارهم في هروب منظم ، ولا تبخل ذاكرة العجز باسم مهذب لهذا الفرار ، وما أكثر الأسماء المرفوعة والمسميات المخفوضة ) .

ولا أعرف يشهد الله أثقل على نفسي من هذه المجالس الفارغة ، ولذلك أشق الأمور عندي حضور حفلات الزفاف ، نعم لا شك أنها صلة وقربة ولذا نحرص عليها أن لا تفوت ، لكن فيها وقت مهدر لا أحبذه ، ولذلك استحدثت لي طريقة وهي كتاب الجيب ، وبعد السلام والسؤال عن الحال أجلس في زاوية من زوايا القصر وأقرأ ، لكن للأسف هذه الخطة لم تنجح ، حيث حضر معي الوالد مرة زواجاً فغضب عليّ وقال ما تخشى على نفسك من العين ! ! فابتسمت وانصعت ولم أكررها مرة أخرى .

وفي كثير من الأحيان تقدم لي دعوات لحضور بعض المجالس الخاصة مع بعض الشيوخ إما بعد محاضرة تلقى ، أو مناسبة من المناسبات فأكون شديد الزهد فيها ، لأني حضرت مثل هذه المناسبات لكن أصدم بما يدار فيها ، خاصة إذا كانت مع أناس أعظمهم في نفسي ، وأخرج من هذه الساعة ، أو الساعتين وأقول في نفسي : إذا كانت مجالس الخاصة مثل هذا فماذا أبقينا للعوام ؟ ! وإذا اضطررت للحضور سألت الله : أن يستر عنيّ عيب الشيخ ، ولله الحمد في كثير من الأحيان أخرج منفرج الأسارير .

وليست هذه دعوة لإطفاء قناديل الفرح من مجالسنا ، ولا وئد المتعة ، أبداً ، لكن ينبغي الاعتدال وأن تصبغ المجالس التي نجلسها بصبغة مفيدة ، ونحليها بإثارة موضوعات فيها نفع ، نترك فيها أثراً قبل رحيلنا للدار الآخرة ، خاصة إذا كان فيها جملة من أهل الفضل وحملة الشهادات .
والطرفة والنادرة والفكاهة مطلوبة ومهمة ، وبالنسبة لي فلا أملها وأحبها ولذا قرأت الكتاب المنسوب لابن الجوزي أخبار الحمقى والمغفلين أكثر من مرة وأحفظ جزء كبيراً منه ، ولا تقع عيني على كتاب فيه طرائف وابتسامات إلا اقتنيته وقرأته وقيدت ما يعجبني ، وأقطع في كثير من الأحيان ملل الدروس التي تلقى في المسجد بشيء من هذه النوادر ، وكذلك في المجالس الخاصة . والله يعلم كم من مرارات تأتي في النفس عند مجالسة ثقلاء الروح ، وما أظرف الأعمش حين قال ( وهو من مزاحه) : إذا كان عن يسارك ثقيل وأنت في الصلاة فتسليمة عن اليمين تجزئك ! . ولولا أن قوله لا يحظى بالدليل لفعلناه .

أختم هذه المقالة بطرفتين من باب الابتسامة ، وخفة الظل ، وحتى لا أتهم بنشر ثقافة التجهم في المجالس !

الموقف الأول : قال أبو جعفر محمد بن جعفر البرتي : مررت بسائل على الجسر وهو يقول : ( مسكيناً ضريراً ) . فدفعت إليه قطعة وقلت له : لم نصبت ؟ فقال : فديتك ، بإضمار ( ارحموا ) ! .

الموقف الثاني : لما مات عن أم سلمة بنت يعقوب زوجها أبو العباس السفاح ( أمير المؤمنين ) لم تضحك بعدها ، فأدخلوا عليها أبا دلامة عسى أن يضحكها ، فأنشدها مرثية رثاه بها ، فقالت : ما وجدتُ أحداً حزن على أمير المؤمنين حزني وحزنك . فقال : لسنا سواء رحمكِ الله ، أنتِ لك منه ولد ، وليس لي منه ولد ! . فضحكت وقالت : لو حدثت الشيطان لأضحكته ! .

أنبه أيها الفضلاء أن ما تقدم ذكره أقصد به المجالس التي تجمعك بأهل العلم وحملة الشهادات ، أما مجالس العوام وكبار السن وزملاء العمل ، فلا يصح إشغالهم بدقائق المسائل ، وينبغي لنا أن نتشكل لهم ، ونؤنسهم بالمشاركة في اهتماماتهم ، وأن نلبس لكل حالة لبوسها . ولا أشك أن في المجالس ما تنعم به النفس وتقر به العين ، ولكني نقلت صورة من بعض المجالس غير المرضية . أدام الله عليكم نعمه وفضله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول
ملتقى أهل الحديث

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس
قديم 06-04-2011, 11:46 AM   رقم المشاركة : 2

 

ما أجمل ما نقلت لنا يا أبا أحمد وكل ما تعطر به الساحات فهو مفيد ، الله يصلح لك أحمد وأخوانه
وسرني ما سمعت وأرجو أن تكون مختصرة فقد بلغ السيل الزبى وزادت الأمور عن الحد
وفي الحديث الشريف الذي أنت أعرف به مني :
( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها )
شكرا لك على ما أبدعت والشكر موصول لمن نقلت عنه .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2011, 02:24 AM   رقم المشاركة : 3

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب مشاهدة المشاركة
ما أجمل ما نقلت لنا يا أبا أحمد وكل ما تعطر به الساحات فهو مفيد ، الله يصلح لك أحمد وأخوانه

وسرني ما سمعت وأرجو أن تكون مختصرة فقد بلغ السيل الزبى وزادت الأمور عن الحد
وفي الحديث الشريف الذي أنت أعرف به مني :
( من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها )

شكرا لك على ما أبدعت والشكر موصول لمن نقلت عنه .


اللهم آمين


أبا صالح

جزاك الله خيراً

نعم الرأي والمشورة

محبك ومغليك

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس
قديم 12-25-2011, 05:18 PM   رقم المشاركة : 4

 

لما مات عن أم سلمة بنت يعقوب زوجها أبو العباس السفاح ( أمير المؤمنين ) لم تضحك بعدها ، فأدخلوا عليها أبا دلامة عسى أن يضحكها ، فأنشدها مرثية رثاه بها ، فقالت : ما وجدتُ أحداً حزن على أمير المؤمنين حزني وحزنك . فقال : لسنا سواء رحمكِ الله ، أنتِ لك منه ولد ، وليس لي منه ولد ! . فضحكت وقالت : لو حدثت الشيطان لأضحكته ! .

 

 
























التوقيع

،



..



   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:24 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir