بين يدي السطور:
تحذير من "عشوائية" تحسم ثلث شهر من عمر التربية..!
إجازة "التقاط الأنفاس"..!
فاصل قصير.. قبل الدخول إلى فصل دراسي طويل..!
بهذه العبارة يمكن تلخيص إجازة "نصف العام"..!
كما يمكن أن نسميها: إجازة "التقاط الأنفاس"!
فالسابق: فصل دراسي متوسط الطول.. تخللته إجازتا العيد.
والقادم: فصل طويل.. وشد مئزر.. وتطلعات وطموحات..؛ وبهذا تظهر الحكمة من الإجازة:
فهي من أجل الاستعداد.. والتقاط الأنفاس.. وشحذ الهمم.. للفصل الأخير الطويل الأهم غالبا،
أكثر من كونها استراحة من السابق عليه.
مصارعة الأوقات..!
في بيوت تعاني الشتات... تجد البون شاسعا في إجازة نصف العام بين أفراد الأسرة:
فمنهم أولاد يصارعون "فراغ الأوقات"، فتصرعهم تارة.. ويصرعونها تارة؛
في غياب لدور إيجابي للرعاة.. بدعوى أنهم مشغولون يصارعون "ضيق الأوقات"!!
وهكذا إذن يتحول البيت إلى: حلبة مصارعة مع الأوقات.. مع التفاوت والفروقات!
ولو كان رب البيت آخذا بأسباب التوفيق؛ لأعد للإجازة عدة.. قبلها بمدة،
فحصل بدوره على إجازة ولو ليومين أو ثلاث؛
ليلتئم شمله مع زوجه وأولاده في أوقات سعيدة مليئة بالمرح والفرح.
فإن لم يستطع – والمعذورون كثيرون –
فإني أربأ بـ "المسؤولين عن رعيتهم"
أن يهدروا هذه الإجازة دون إعداد برامج متنوعة لتصريف أوقات الأسرة،
ومتابعتها مع الأم؛ لتحقيق المتعة والفائدة.. ب
لا عشوائية تحسم ثلث شهر من عمر التربية!!
بوسعك أن تجعلها سعيدة..!
ما بين برنامج لحفظ كتاب الله.. وتشجيع بحوافر مبهرة،
وأوقات مع تنمية موهبة القراءة بهدايا من كتب نافعة متنوعة،
وعدة زيارات وصلات أرحام موزعة على الأيام بذكاء،
وتناسب مع الخروج للمتنزهات وأماكن الترفيه وفق جدول جميل شيق يعلن من بداية الإجازة...
إلى غيرها من الوسائل..
يكون بوسعك أيها الراعي اللبيب – فارغاً كنت أو مشغولاً في هذه الإجازة – أن تجعلها سعيدة!
فقط: بصدق نيتك في القيام بحق بيتك..!
وشيء قليل من التأمل والتفكير... والتفنن في إدخال السرور!
حروف الختام
ليكن شأن الإجازة – أيها الوالدان – أهدأ من اوقات الدراسة والتحصيل:
فأقلا على الأبناء من اللوم فيما شأنه يسير..
ولا تفسدا جداول المتعة بالعنف والحدة!
واجعلا من هذه الأيام المعدودات فرصة بحق لالتقاط الأنفاس..
وهدنة من الصياح والصراخ؛ ومن يدري فلربما راقكما ذلك فصار ديدناً!
...........