يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-2010, 02:49 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road

يا غــلام ... احـمـل الممطــرة


 




قال الحسن بن محمد :

قحط الناس في بعض السنين آخر مدة " الناصر " فأمر القاضي منذر بن سعيد

بالبروز إلى الاستسقاء بالناس ،

فصام أياما وتأهّـب واجتمع الخلق في مصلى الربض ،

وصعد الناصر في أعلى قصره ليشاهد الجمع ، فأبطأ منذر ، ثم خرج راجلا متخشعا ،

وقام ليخطب فلما رأى الحال بكى ونشج

وافتتح خطبته بأن قال : سلام عليكم . ثم سكت شبه الحسير ،

ولم يكن من عادته ، فنظر الناس بعضهم إلى بعض لا يدرون ما عراه ،

ثم اندفع فقال : ( سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة ) الآية .

استغفروا ربكم وتوبوا إليه وتقربوا بالأعمال الصالحة لَدِيه .

فضجّ الناس بالبكاء وجأروا بالدعاء والتضرع ،

وخطب فأبلغ فلم ينفضّ القوم حتى نزل غيث عظيم .

واستسقى مرة فقال يهتف بالخلق : ( يا أيها الناس انتم الفقراء إلى الله ) الآية .

فهيّج الخلق على البكاء .

قال : وسمعت من يذكر أن رسول " الناصر " جاءه للاستسقاء .

فقال للرسول : ها أنا سائر فليت شعري ما الذي يصنعه الخليفة في يومنا هذا ؟

فقال : ما رأيته قط اخشع منه في يومه هذا ؛

إنه منفرد بنفسه ، لابس اخشن الثياب ، مفترش التراب ،

قد علا نحيبه واعترافه بذنوبه يقول : رب هذه ناصيتي بيدك ،

أتُـراك تعذب الرعية وأنت أحكم الحاكمين وأعدلهم ، أنْ يفوتك مني شيء .

فتهلل منذر بن سعيد وقال : يا غلام احمل الممطرة معك !

إذا خشع جبار الأرض رحم جبار السماء .

وحدثنا بعض كبار السن – متّـع الله بهم – أنهم كانوا إذا أرادوا الخروج إلى صلاة الاستسقاء ،

تأهبوا قبل ذلك ، وتصدقوا ،

ثم غـطّـوا ما كان لديهم مما يتأثر بالمطر من محاصيل وأطعمة !

أبعد هذا اليقين يقين ؟

وبعد هذا الظن الحسن بالله يخيب ظن ؟

ثم قارن هذا بما أخبرني به بعض الثقات

قال : خرجنا من صلاة الاستسقاء فمررنا في طريقنا على حاوية نفايات ،

قال : والله لقد اقشعر جلدي مما رأيت !

قلت له : ماذا رأيت ؟

قال : رأيت أكوام الخبز تعلو القاذورات والنجاسات في تلك الحاوية !

قال : ثم عمدت إلى الخبز فرفعته ، وقلت في نفسي : أمع هذا نرجو سُـقيـا ؟

كيف لو تأمل المتأمل في أحوال الأمة جمعاء – شعوبا وجماعات وأفرادا –

انظر إلى أطباق الفجور تُطاول - ربما – منائر المساجد !

وانظر إليها يلفت نظرك كثرتها !

حتى رأيت بيتاً بعضه من الطين وبعضه الآخر من الطوب وقد اعتلاه طبق فضائي !

يكاد يخـرّ السقف من فوقهم من ثقل ذلك الطبق ، وتهالك ذلك البيت !

بل كيف لو تأمل المتأمل في تعاملات الناس اليوم ؟

كم هي نسبة الربـا في تعاملاتنا ؟

وربما عند بعض الناس في تعاملات يومية

وربما أكل بعض الناس الحرام بحجة أنه لا يجد عملاً !

سبحان الله !

أما كانت العرب في جاهليتها تقول : تموت الحُـرّة ولا تأكل بثدييها !

وهذا لأنه لم يجد عملاً في وقت من الأوقات

لجـأ إلى العمل المحرّم يقتات منه ويُطعم منه مَن يعول .

أما علم هؤلاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يُطيل السفر ،

أشعث أغبر ، يَـمُـدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ،

ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُـذِي بالحرام ؛

فأنى يُستجاب لذلك .


رواه مسلم .

أما إني لا أُقـنِّـط الناس ولكنها وقفة محاسبة

وموقف مراجعة مع النفس

فكم نطلب السقيا ولا نُسقى ؟

وكم ندعو فلا يستجاب لنا ؟

ولا حول ولا قوة إلا بالله



الشيخ عبدالرحمن السحيم حفظه الله




تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-16-2010, 08:55 AM   رقم المشاركة : 2

 


نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين

عبد العزيز بن شويل

غفر الله لنا ولك ولكاتبه وقارئه

جزاك الله خيراً .. ونفع بـك

دمت بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir