
شدي وثاق الطهر.. لا تتغربي = عن عالم الدين الحنيف الأرحبِ 
شدي وثاق الطهر.. سيري حرة = لا تُخدعي بحديث كل مخربِ 
لك من رحاب المجد أخصبُ بقعةٍ = ولغيركِ الأرض التي لم تخصبِ 
لك من عيون الحق أصفى مشربِ  = ولعاشقاتِ الوهمِ أسوأ مشربِ 
هزّي إليكِ بجذع نخلتنا التي  = تُعطي عطاءَ الخير دون تهيّبِ 
وقفي على نهر المروءة إنه  = يروي العطاش بمائه المستعذَبِ 
وإذا رأيتِ الهابطاتِ فحوقلي  = وقفي على قمم الهدى وتحجبي 
إن الحجاب هو التحرر من هوى  = جلادةٍ ذات الهوى المتذبذب 
وهو الطريق إلى صفاء سريرةٍ  = وعلو منزلةٍ ورفعةِ منصب 
هذي فتاة الغرب مات ضميرها  = وتعلقت بوميض برقٍ خُلّبِ 
هي لو علمت ضحية لعصابة  = ذهبت لجلب المال أسوأ مذهبِ 
هي صورةٌ لمجلة ..هي لعبةٌ  = لعبت بها كفّ العصيّ المذنب 
هي لوحة قد علّقت في حائطٍ  = هي سلعة بيعت لكل مخربِ 
هي شهوة وقتية لمسافرٍ  = هي آلة مصنوعة لمهربِ 
هي رغبةٌ في ليلة مأفونة  = تُرمَى وراء الباب بعد تحبب 
هي دنيا لمسابقات جمالهن  = جُلِبَت ولو عصت الهوى لم تجلب 
ياربة البيت الكريم .. لواؤها  = بالطهر مرفوعٌ عظيم الموكب 
البيت مملكة الفتاة وحصنها  = تحميها من لصِّ العفاف الأجنبي 
لا تركني لقرار مؤتمر الهوى  = فسجيةُ الداعي سجية ثعلبِ 
لا تخدعنّك لفظةٌ معسولة  = مزجت معانيها بسم العقربِ 
شتان بين الماء يُشربُ صافياً  = والماء يشرب بالقذى والطُّحلب 
شتان بين الشمس لما أشرقت  = والشمس حين تلفعت بالمغربِ 
شتان بين مسافرٍ متزودٍ = ومسافرٍ يقتات عود العُثرُبِ * 
لو أن مؤتمراتهم نظرت إلى  = دمع اليتامى في ملاجيء زغرب 
ورأت سراييفو تئن نساؤها  = من ظلم أتباع الهوى المتقلبِ 
لو أنصفت لدعت إلى نبذ الهوى  = عن ساحة الرأي الحكيم الأصوب 
يا ربة البيت الكريم، لِبَابهِ  = قفلٌ من التقوى وميراث النبي 
لا تتركيه وتخرجي ؛ فلربما  = طردتك نابحةً كلاب الحوأب 
قولي لمن أكلت بثدييها اسكني  = في كهف رغبتكِ الرخيصة واغربي 
فلسوف تلقين الندامة عندما  = يستوقف الإيجاز قول المطنب 
يا ربة البيت الكريم قصائدي  = من غير ينبوع الهدى لم تشربِ 
أنا لم أبالغ، ماكتبت قصيدة  = إلا وفيها سرّ مالم أكتبِ 
أرسلت للشعر العنان فلم يزل  = في عالم الخلق الرفيع يطير بي 
هو مركبي في لجة العصر الذي  = مازال في الأمواج يلطم مركبي 
هو صوتيَ الأعلى وجسر مشاعري  = وهو المعبر عن فؤادي المتعبِ 
فإذا سمعتِ نداء شعري فاعلمي  = أن الحقيقة عندي لم تتغيبِ 
يا أخت فاطمةٍ.. وبنت خديجة  = ووريثة الخلق الكريم الطيب 
إن العفاف هو السماء فحلّقي  = وبطيب أخلاق الكرام تطيبي 
قولي لتجّار الهوى لن تربحوا = إلا إذا نطقت حجارةُ أُثربِ** 
أنا ربَّةُ البيت الكريم ولن أقوى  = إلا على شرفٍ عزيز المطلبِ 
قولي لعصرٍ تاه في مدنيةٍ عمياء  = قد لبست عباءة غيهبِ 
إن كان قائدُ كل ذاتِ جديلة  = نزق الهوى؛ فالأرض أتعس كوكبِ!
هذه القصيدة قالها الشاعر عبد الرحمن العشماوي
 بمناسبة انعقاد مؤتمر بكين عن المرأة عام 1417هـ
تحياتي  
...........