من ذكريات العمل

عندما كنا في دورة مديري المدارس في جامعة ام القرى بمكة المكرمة كان هناك مادة مناهج يدرسنا فيها سعادة الدكتور سعيد أبوعالي وكانت الجامعة تنظم رحلات خارجية داخل المملكة وقد تقرر لنا أن تكون الرحلة الى المنطقة الشرقية وكان المشرف على هذه الرحلة الدكتور سعيد أبوعالي ولكن لظروفه الخاصة اعتذر ورشح نيابة عنه الدارس آنذاك هاشم بكر حريري متعه الله بالصحة والعافية لانه تعرض لفشل كلوي ولكنه الان طيب وكان الدكتور سعيد يشرف على رسالة الماجستير للاستاذ هاشم وكان هو المرافق والمسؤول عنا في تلك الرحلة
سافرنا بالطائرة الى المنطقة الشرقية اولا وقمنا بزيارة جامعة البترول والمعادن قبل ان تسمي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وقمنا بزيارة القاعات الدراسية وكانت الجامعة في تلك الايام من احدث الطراز في المباني والمعامل وكانت هناك غرف كبيرة جداً وبهذه دواليب كبار لها اصوات سالنا عنها فقالوا انها غرف الكمبيوتر وكانت جميع المعاهد والدوائر الحكومية والوزارات تراجع الجامعه المذكورة بحكم انها المرجع الوحيد لها في هذا المجال واذكر من طلابها ذلك العام المهندس ناصر بدران

ثم زرنا بعد ذلك شركات من ضمنها شركة سينالكو وكان في هذى الشركة على ما اذكر الاخ احمد محمد ثعفود وزرنا كذلك جزيرة تاروت وصفوى والبديل وغير ذلك من مدن المنطقة الشرقية مع قبول عذري في عدم ذكر بعض المدن والقري والأشخاص الذين قابلناهم هناك
ثم في عودتنا قمنا بزيارة الرياض وشاهدنا في تلك الايام النهضة في منطقة الرياض وكان لنا في جدول الزيارة لقاء مع وكيل وزارة العارف آنذاك سمو الامير خالد بن فهد بن خالد وكان معه في تلك الايام في الوزارة سمو الامير محمد العبدالله الفيصل يرحمه الله وحدد لنا الموعد مع سمو الامير الساعة التاسعة صباحا وذهبنا في الموعد وجلسنا في صالة الاجتماعات ودخل علينا الامير في الصالة بكل تواضع وبدون مشلح ولا خدم ولا مرافق وبكل تواضع قال ماهي طلباتكم وأخذنا واعطينا وتداولنا بعض المشاكل التي تمر علينا ونحن علي راس العمل وعرض علينا بعض الحلول الفورية لبعض ماكان يدور في الاجتماع وقال كلمته التي ما نسيناها الي الان قال ( نحن ركبنا في كل مدرسة تلفون فلماذا اذا اعترضكم مشكلة ما في مدرستكم ولم تجدوا لها في الادارة حل لها ، لماذا لا تتصلو باي واحد في الوزارة ليقدم لكم الخدمة التي ترغبونها )
في نفسي اقول ما دري انهم ركبو تلفون ويرسلون اخر الشهر بالفاتورة وفيها المكالمات التي صدرت من المدرسة وعلى المدير ان يقوم بتسديدها
بعد هذا الاجتماع خرجنا بانطباع عن الاسرة الحاكمة والتواضع منهم للمواطن الذي يوصل لهم .
قمنا بعد ذلك بجولة علي باقي اجزاء مدينة الرياض وعدنا الي جامعة ام القري وقدم كل منا تقريره وانطباعه عن الرحلة وما تخللها من مشاهد
تربوية وترفيهية وقد كان الدكتور هاشم حريري ربما كان ذلك اصغر من واحد منا في الرحلة الا انه قام بعمله خير قيام وشكرا له على ذلك
وصلي الله علي محمد واله وصحبه *