في ذمة الله يا ابا صالح

ان القلب ليحزن وإن العين لتدمع وانا على فراقك يا ابا صالح لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها .
فجعت كما فجع غيري من احباب محمد بن صالح بن جمعان العفاس بنبأي رحيله عن هذه الدنيا الفانية ، ليس تسخطا بقضاء الله وقدره فهذه طريقنا جميعا فلله ما اعطى ولله ما اخذ وله وحده الحمد والشكر والثناء الحسن في السراء والضراء ولكن الفراق صعب جدا والمصاب كبير والجرح عميق .
فلقد عرفته منذ طفولته نشأ في بيت عز وكرم نشأ في كنف والده ذلك الرجل العظيم المحبوب والده صالح بن جمعان رحمه الله ولو تطرقت إلى مزايا هذا الرجل لطال بي المقام فرباه اواخواته احسن تربية وادبه فاحسن تأديبه . رباه على الصدق والاخلاص والمحبة واحترام الآخرين فنشأ على ذلك ولم يحد ولم يحدن عنه قيد انملة حتى بعد رحيل والدهم .
يشهد له الجميع بخفة الظل وحسن المعشر وطيب الأخلاق .
نشأ بارا بوالديه مواصلا لاخواته واقاربه وخير دليل على بره لوالدته حفظها الله ما اخبرني به من كان معه في المستشفى حيث قال :
انه كان يتمنى الخروج من المستشفى للذهاب بوالدته حفظها الله للطبيب في موعدها المحدد حرصا على خدمتها وبرها بنفسه .
ولا انسى انه قبل وفاته بايام قلائل تصدق بصدقة وزعها على الجميع بنفسه مهديا اجرها لوالده رحمه الله ووالدته حفظها الله .
هذا عزاؤنا فيك يا ابا صالح فنعم الابن انت ونعم الاب انت ونعم الصديق انت .
رحمك الله رحمة الابرار وساكنك فسيح الجنان وجمعنا بك وبكل من نحب في فردوسه الاعلى انه سميع مجيب .
كما اسأل الله سبحانه وتعالى أن يحسن الخاتمة لوالدتك ويعين زوجتك ويبارك في اولادك وبنتك ويعوضنا في فراقك بهم انه سميع مجيب .
وختاما اسأل الله أن يلهمنا ويلهم والدته وزوجته وابنائه وبنته وجميع محبيه الصبر والسلوان .
وإلى جنة الخلد بمشيئة الله يا ابا صالح .