التليفون أو المسرة
الجزء الثاني

بداية استخدام التليفونات تجاريًا
الهواتف الحديثة التي تعمل بقوة الصوت فقط في حالة الطوارئلقد اختلف تركيب التليفونات التي ظهرت في البداية. فالبعض كان يستخدم جهاز إرسال يعتمد على استخدام سائل والبعض كان يستخدم الطبلة المعدنية التي كانت تستحث التيار الكهربي داخل قَطْع كهرومغناطيسي حول المغناطيس الدائم. كما كانت هناك بعض الهواتف التي تعمل بالنظام الديناميكي - حيث تعمل طبلة التليفون على هز ملف السلك في مجال المغناطيس الدائم أو يعمل الملف على هز الطبلة. إن هذا النوع من الهواتف الذي يعمل بالنظام التحريكي لم يتبقى منه سوى عدد قليل خلال القرن العشرين، حيث يتم استخدامه في التطبيقات العسكرية والملاحة حيث تعد قدرته على توليد الطاقة الكهربية التي يحتاجها من الأمور المهمة للغاية. وعلى الرغم من ذلك، فإن معظم التليفونات تقريبًا تعتمد على استخدام جهاز الإرسال الكربوني الذي ساهم في اختراعه كل من إديسون وبرلينر، حيث كان يصدر صوتًا أعلى بكثير من الأنواع الأخرى. وعلى الرغم من أنه يتطلب وجود ملف التحريض فإنه في الواقع يعمل كمحول مواءمة المعاوقة لكي يجعله مواءمًا لمعاوقة الخط. إن براءات الاختراع الخاصة بإديسون لم تؤثر على تطبيق الاحتكار الذي كانت تقوم به شركة بل في القرن العشرين، الوقت الذي كانت فيه شبكة التليفون تمثل أهمية أكبر من الأداة المستخدمة في الاتصال.
لقد كانت الهواتف الأولى التي تم اختراعها يتم تزويدها بالطاقة محليًا، وذلك عن طريق استخدام إما جهاز الإرسال الذي يعمل بالنظام التحريكي أو عن طريق جهاز الاستقبال المزود ببطارية محلية. وجدير بالذكر أن إحدى المهام التي يقوم بها الموظفون هي تفقد التليفونات بشكل دوري لفحص البطارية. وأثناء القرن العشرين، أصبح نظام التشغيل بالبطارية المشتركة هو السائد وكان يتم الحصول على الطاقة عن طريق بطارية ساكتة توجد في السنترال، ويحدث ذلك من خلال الأسلاك نفسها التي تحمل الإشارات الصوتية. كما كانت الهواتف التي ظهرت في البداية تعتمد على استخدام السلك المفرد للخط الهاتفي الخاص بالمشترك في الخدمة مع استخدام دائرة كهربية أرضية لرجوع التيار (كما هو الحال في التليغرافات (التليغراف)). وجدير بالذكر أيضًا أن الهواتف التي ظهرت في البداية وكانت تعتمد على النظام التحريكي أو الديناميكي لم يكن لديها سوى فتحة واحدة فقط للصوت، ومن ثم كان المستخدم يتناوب في السماع والتحدث (أو بالأحرى الصياح) من الفتحة نفسها. وأحيانًا، يتم تشغيل هذه الأدوات في شكل أزواج عند كل نهاية مما يجعل المحادثة أكثر راحة ولكن كانت هذه الطريقة تتكلف الكثير. في بداية ظهور الهواتف، لم يكن يتم استغلال المزايا التي توفرها المقاسم. حيث كانت الهواتف بدلاً من ذلك يتم تأجيرها في شكل أزواج للمشتركين (مشترك)، الذين كانوا يضطرون إلى التنظيم مع متعهدي إنشاء خطوط التليغراف لإنشاء خط تليفوني بينهم، فعلى سبيل المثال، يقوم المشترك بإنشاء خط هاتفي بين منزله ومحل عمله. فالمستخدمون الذين يريدون أن تكون لديهم القدرة على التحدث للعديد من الأماكن المختلفة سيحتاجون إلى إنشاءثلاثة أو أربعة أزواج من الخطوط التليفونية. وسرعان ما مدت شركة ويسترن يونيون، التي كانت تستخدم بالفعل السنترالات، تطبيق هذه الفكرة على الهواتف الموجودة في كل من نيويورك وسان فرانسيسكو، ولم تتباطئ شركة بل في إدراك الإمكانية المتاحة امامها. لقد كان إرسال الإشارات التليفونية يتم بشكل بدائي نسبيًا في البداية. حيث يقوم المستخدم بتنبيه الطرف الآخر أو مشغل السنترال عن طريق إرسال صفارة في جهاز الإرسال. إن تشغيل السنترال سريعًا ما يتبعه تشغيل الهواتف المزودة بجرس، حيث تعمل في البداية من خلال سلك ثاني ثم تعمل بعد ذلك من خلال السلك نفسه، ولكن مع وجود مكثف متصل بملف الجرس وذلك لكي يسمح بمرور إشارة رنين التيار المتناوب بينما يمنع مرور التيار المستمر (مع وجود السماعة على الحامل). إن الهواتف المتصلة بالسنترال الأتوماتيكي الذي اخترعه ستروجر تحتوي على سبعة أسلاك، بحيث يكون لكل سلك وظيفة معينة: فهناك السلك الخاص بالقاطع السكيني والسلك الخاص بمفتاح التليغراف وسلك آخر للجرس وسلك لزر الضغط (زر يوصل التيار الكهربي عند الضغط عليه) وسلك خاص بالتحدث. إن التليفونات الموجودة في المناطق الريفية وغيرها من الهواتف الأخرى التي لا تكون متصلة ببطارية السنترال المشتركة تعمل من خلال المغنيط (مولد تيار متناوب عن طريق استخدام مغناطيس دائم) أو مولد يدوي به ذراع تدوير، وذلك لتوليد فولطية عالية تعمل على تحويل الإشارة التي ترن أجراس التليفونات الموجودة على الخط ومن ثم تنبيه عامل التشغيل.
وفي ذلك الوقت تم استخدام تصميمات مختلفة لحامل السماعة، فقد كان مقبض السماعة يحتوي على جهازي الاستقبال والإرسال كما كان يتم فصله عن جسم حامل السماعة نفسه الذي كان يشتمل على ذراع تدوير مولد المغنيط والأجزاء الأخرى المكونة للتليفون. ولقد كانت هذه النوعية من الهواتف أكبر حجمًا من الهواتف التي كانت تأخذ شكل الشمعدان كما أنها كانت أكثر شيوعًا. إن العيوب الناتجة عن التشغيل باستخدام سلك مفرد مثل سماع بعض اللغط أو الهمهمات من خلال الأسلاك المجاورة التي يمر بها التيار المستمر، قد أدت إلى استخدام الكابل المجدول (كابل يتكون من ناقلين صغيرين مجدولين ومعزولين تمامًا)، أما بالنسبة لخطوط الهواتف التي تعمل على مسافات بعيدة فيتم استخدام دوائر كهربية مكونة من أربعة أسلاك. لم يكن مستخدمو الهواتف في بداية القرن العشرين يقومون بإجراء مكالمات هاتفية تمتد لمسافات بعيدة من الهواتف التي يمتلكونها ولكن كانوا يتعاقدون لاستخدام كبائن بها خطوط هواتف تستطيع نقل الصوت على مسافات بعيدة وتكون هذه الكبائن مزودة بأحدث تكنولوجيا. أما أشكال وتصميمات الهواتف التي كانت أكثر شيوعًا وأطول استخدامًا فقد تم تقديمها في بداية القرن العشرين وكانت تضم نموذج 102 الذي قدمته شركة بل. وفي هذه الهواتف، تم وضع جهاز الإرسال المصنوع من الحبيبات الكربونية وجهاز الاستقبال الكهرومغناطيسي في مقبض سماعة واحد مصنوع من البلاستيك، والذي عندما يكون غير مستخدم، يتم وضعه على الحامل الموجود في جسم التليفون نفسه. إن تخطيط الدائرة الكهربية الخاص بنموذج 102 يوضح الاتصال المباشر بين جهاز الاستقبال والخط، بينما يمثل جهاز الارسال التحريض المقترن، ويحصل هذا التليفون على الطاقة التي يحتاجها من خلال البطارية المحلية. كم كان محول الاقتران والبطارية والجرس مجمعين في ملحق منفصل بهما. أما مفتاح الاتصال الموجود في الجهاز نفسه فيعمل على إعاقة تيار الخط عن طريق فصل الخط من مرة إلى عشر مرات لكل رقم بشكل متكرر ولكنه لا يستمر لفترات طويلة. كما أن مفتاح التشغيل الموجود في حامل السماعة (في مركز تخطيط الدائرة الكهربية) يعمل على فصل الخط وبطارية جهاز الإرسال عندما تكون السماعة موضوعة على الحامل. وبعد الثلاثينات، اشتمل جسم الهاتف نفسه على الجرس وملف التحريض، مما أدى إلى عدم استخدام صندوق الجرس المنفصل الذي كان يتم استخدامه قديمًا. وقد كان يتم تزويد الخط الهاتفي الخاص بكل مشترك بالطاقة اللازمة له من خلال البطاريات الموجودة في المكتب الرئيسي، وذلك بدلاً من البطارية المحلية التي تتطلب خدمة دورية. وفي النصف الثاني من القرن، تطورت الشبكة الهاتفية بشكل كبير حيث أصبحت أكبر بكثير كما أنها أصبحت أكثر فاعلية. ولكن بعد إضافة قرص الهاتف تغيرت الأداة نفسها قليلاً حتى تم استبدال قرص الهاتف بالأزرار التي يضغط عليها فتولد نغمات مختلفة استجابة للأرقام التي تم الضغط عليها وذلك في الستينات.
التليفونات الرقمية
مقال تفصيلي
igital Telephonyإن شبكة الهاتف العامة (PSTN) تطورت تدريجيًا في اتجاه استخدام خدمة التليفونات الرقمية التي أدت إلى تطوير الطاقة الاستيعابية والجودة الخاصة بالشبكة. إن الشبكات الخاصة بتليفونات الأنالوج قد أدخلت أولى التعديلات عليها في أوائل الستينات عن طريق شبكات الانتقال المتطورة من خلال أنظمة وهناك بعض الطرق الحديثة مثل الشبكة البصرية المتزامنة المعروفة اختصارًا بالإنجليزية SONET والاتصالات الليفية البصرية قد أدت إلى تطور خدمة الاتصال عن طريق التليفونات الرقمية. وعلى الرغم من أن أنظمة التليفون العادية لا تزال مستخدمة، فإن الاتصالات الرقمية تجعل التكلفة أقل كما أنها توفر قنوات الإرسال التعاقبي في وسيلة اتصال واحدة. أما اليوم فقد ظلت الأداة المستخدمة كما هي غير أن إشارات الأنالوج قد تطورت بشكل كبير لتصبح إشارات رقمية كما في كبائن الاتصال عن بعد (Serving Area Interface - SAI) والمكتب الرئيسي أو أية نقطة تجمع أخرى. ويقوم نظام DLC (نظام يستخدم الإرسال الرقمي بتوسيع نطاق الدائرة الكهربية أبعد مما تسمح به الأسلاك النحاسية) بجعل شبكة الاتصال الرقمية أقرب إلى العميل.
الاتصال عبر بروتوكول الإنترنت
أجهزة التليفونات الخاصة بالاتصال عبر بروتوكول الإنترنتإن الاتصال عبر بروتوكول الإنترنت (والذي يعرف أيضًا بوسائل نقل المحادثات الصوتية عبر الإنترنت) يمثل طفرة تكنولوجية استطاعت أن تحقق نجاحًا هائلاً في مقابل التكنولوجيا الخاصة بشبكات الهواتف التقليدية. ففي يناير 2005، وصل عدد المشتركين في خدمة التليفون الرقمية في اليابان وكوريا الجنوبية إلى 10 في المائة من مشتركي التليفون. كما أشارت المقالة التي نشرت في جريدة النيوزويك في يناير 2005 إلى أن الاتصال عبر الإنترنت ربما يكون أعظم وسيلة اتصال يمكن الحصول عليها حتى الآن. http://msnbc.msn.com/id/6831938/site/newsweek/ ففي عام 2006 صار العديد من شركات الاتصال عبر الإنترنت تقدم هذه الخدمة للعديد من المستهلكين (مستهلك) والمهن (مهنة) المختلفة.
يقوم الاتصال عبر بروتوكول الإنترنت على استخدام وصلة الإنترنت وتليفونات الاتصال عبر بروتوكول الإنترنت أو برامج softphones التي يتم تحميلها على أجهزة الكمبيوتر الشخصيةلنقل المحادثات المشفرة في شكل مجموعة من البيانات. وبالإضافة إلى أن وسائل الاتصال عبر الإنترنت قد أدت إلى استبدال الخدمة التليفونية القديمة، فإن هذه الوسائل نافست أيضًا خدمات التليفونات المحمولة عن طريق تقديم وصلات مجانية أو أقل تكلفة من خلال خدمة الإنترنت اللاسلكية hotspots التي تعمل بتقنية الواي فاي (WiFi). كما يتم استخدام وسائل الاتصال عبر الإنترنت على الشبكات الخاصة أيضًا والتي من الممكن أن تكون متصلة أو غير متصلة بشبكة التليفون العالمية.
الاستخدام
خطوط التليفون الثابتة لكل مائة من السكان 1997-2007في أواخر عام 2006، وصل العدد الكلي لمستخدمي التليفونات المحمولة ومشتركي الخطوط الثابتة إلى ما يقرب من 4 مليار مشترك بالإضافة إلى ما يزيد عن واحد مليار من مستخدمي الإنترنت في مختلف أنحاء العالم. كما وصل عدد مشتركي الخطوط الثابتة إلى 1.27 مليار مشترك أما عدد مستخدمي التليفونات المحمولة فقد وصل إلى 2.68 مليار مشترك. http://www.itu.int/newsroom/press_releases/2007/20.html
شركات تشغيل التليفون
مقال تفصيلي :List of telephone operating companiesفي بعض الدول، تتنافس العديد من شركات تشغيل التليفون (التي تعرف اختصارًا في الإنجليزية الأمريكية بtelco) لتوفير خدمات التليفون. إن المقالة المذكورة بأعلى لا تدرج سوى مزودي خدمات الاتصال الحكومية (الجهة التي تتولي إنشاء وامتلاك وتشغيل شبكات الاتصال) ولا تذكر الشركات المؤجرة للخدمة منها من أجل تقديمها لعملائها.
براءات الاختراعUS
174,465 -- الاتصال عن طريق التليغراف (أول براءة اختراع سجلها بل خاصة باختراع التليفون) -- ألكسندر جراهام بل
US 186,787-- التليغراف الكهربي (جهاز الاستقبال المكون من المغناطيس الدائم)-- ألكسندر جراهام بل
US 474,230-- التليغراف الناطق (جهاز الإرسال المصنوع من الجرافيت)-- توماس إديسون
US 203,016-- التليفون الناطق (جهاز الإرسال الكربوني)-- توماس إديسون
US 222,390-- التليفون ذو جهاز الإرسال الكربوني (جهاز الإرسال المصنوع من الحبيبات الكربونية)-- توماس إديسون
ابحث عن cordless telephone في
ويكاموس، القاموس الحر.
US 485,311-- التليفون (جهاز الإرسال الكربوني ذو الخلفية الصلبة)-- Anthony C. White (مهندس في شركة بل)
US 3,449,750-- الاتصالات اللاسلكية المزدوجة وجهاز إرسال الإشارات—G. H. Sweigert
US 3,663,762-- الاتصال من خلال التليفون الخلوي -- (عاموس إدوارد جويل) (مهندس في مختبرات بل)
US 3,906,166-- نظام الهاتف اللاسلكي (التليفون المحمول دايناتاك DynaTAC)-- مارتن كوبر وآخرون (موتورولا)
