ذكر الجاحظ في كتابه ” الحيوان ” أن اعرابيا حدثه بقصة ضيفه الأعرابي
حينما استضافه في بيته، أما هو فكانت عائلته مكونة
من امرأته وابنان وابنتان، وكان عنده دجاج كثير.
فقال لامرأته : بادري واشوي لنا دجاجة واحدة وقدميها إلينا للغداء.
فلما حضر الغداء جلسوا جميعًا مع الأعرابي،
فقدموا للأعرابي الدجاجة وقال له صاحب البيت
وهم يريدون الضحك والسخرية به : قسمها بيننا.
قال الأعرابي : لا أحسن القسمة فإن رضيتم بقسمتي قسمتها بينكم .
قالوا له : فإنّا نرضى .
فأخذ الأعرابي رأس الدجاجة فقطعه وناوله لصاحب البيت
وقال له: الرأس للرأس .
وقطع الجناحين وقال : الجناحان للإبنين،
ثم قطع الساقين فقال : الساقان للابنتين .
ثم قطع ذنب الدجاجة وقال : العجّز – مؤخرة – للعُجُز،
ثم قطع أعلى الصدر وقال : الزور للزائر،
فأخذ الأعرابي باقي الدجاجة بأسرها وسخر منهم !
ففي اليوم الثاني قال صاحب البيت لامرأته اشوي لنا خمس دجاجات،
فلما حضر الغداء، قال للاعرابي : اقسم بيننا .
قال الأعرابي : إني أظن أنكم وجدتم في انفسكم !
قالوا له : لا لم نجد في انفسنا فأقسم .
قال الأعرابي : أقسم شفعًا أو وترا ؟ – أي زوجا او فردا -
قالوا له : اقسم وترًا.
قال الأعرابي : أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة. ثم رمى اليهما بدجاجة .
ثم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة. ثم رمى إليهما بدجاجة .
ثم قال : وابنتاك ودجاجة ثلاثة. ثم رمى إليهما بدجاجة .
ثم قال : أنا ودجاجاتان ثلاثة. وأخذ دجاجتين وسخر منهم .
فأصبحوا ينظرون إلى دجاجتيه فقال : ما تنظرون !
لعلكم كرهتم قسمتي، الوتر لا يجيء إلا هكذا،
فهل لكم في قسمة الشّفع؟
قالوا له : نعم.
فضمهن إليه، ثم قال : أنت وابناك ودجاجة أربعة.ورمى إليهم بدجاجة .
ثم قال: والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة. ورمى إليهن بدجاجة .
ثم قال: أنا وثلاث دجاجات أربعة ، وضم إليه الثلاث .
ورفع الأعرابي يديه إلى السماء وقال : اللهم لك الحمد ، انت فهّمتنيها!.
تحياتي
...........