يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-15-2010, 07:18 PM   رقم المشاركة : 1

 



إذا أعرض الناس عنك ولم يستجيبوا للحق

فقد قال الله تعالى آمراً بذلك نبيه صلى الله عليه وسلم:

( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم )

(التوبة: 129).

"والمعنى: فإن تولّى يا محمد هؤلاء الذين جئتهم بالحقّ فأدبروا عنك

ولم يقبلوا ما أتيتهم به من النّصيحة في اللّه ( فقل: حسبي الله

يعني: يكفيني ربي. لا إله إلا هو، لا معبود سواه. عليه توكلت وبه وثقت،

وعلى عونه اتكلت، وإليه وإلى نصره استندت؛

لأنّه ناصري ومعيني على من خالفني وتولى عنّي منكم ومن غيركم من الناس،

وهو رب العرش العظيم
"

تفسير الطبري (14/587).

وقال تعالى: ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ

قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ

هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ

قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ
)

(الزمر: 38).

فإن قيل: حسبنا الله تقال لاستدفاع المكروه، فأين المكروه في إعراض المشركين؟

فالجواب: أنهم إذا أعرضوا وكذبوا فتكوا، فتقال الكلمة لدفع شرهم.

قال السعدي رحمه الله –في تأويل الآية السابقة-:

" قل لهم بعد ما تبين الدليل القاطع على أنه وحده المعبود، وأنه الخالق للمخلوقات،

النافع الضار وحده، وأن غيره عاجز من كل وجه عن الخلق والنفع والضر،

مستجلبا كفايته، مستدفعا مكرهم وكيدهم: ( قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ )"


تفسير السعدي، ص (725).

وقال تعالى: ( وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ

وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ
)

(الرعد: 43).

قال ابن كثير رحمه الله: "يقول: ويكذبك هؤلاء الكفار ويقولون: ( لَسْتَ مُرْسَلا

أي: ما أرسلك الله. ( قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ )، أي: حسبي الله
"

تفسير ابن كثير (4/473).

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-15-2010, 07:28 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


عند الخوف من وقوع الظلم

فعن أم المؤمنين عائشة وزينب بنت جحش رضي الله عنهما،

أنهما تفاخرتا فقالت زينب: زَوجني الله وزوجَكُن أهاليكن.

وقالت عائشة: نزلت براءتي من السماء في القرآن.

فَسَلَّمَت لها زينب، ثم قالت: كيف قلتِ حين ركبت راحلة صَفْوان بن المعطل؟

فقالت: قلت: حسبي الله ونعم الوكيل، فقالت زينب: قلت كلمة المؤمنين

رواه الطبري في التفسير (19/119).


عند حلول الظلم بك

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ ... وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ،

فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ،

فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَ هَذَا. فَتَرَكَ الثَّدْيَ،

وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ

-قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ فَجَعَلَ يَمُصُّهَا-

وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ: زَنَيْتِ سَرَقْتِ.

وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَقَالَتْ أُمُّهُ:

اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا. فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا

فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا. فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ فَقَالَتْ:

حَلْقَى،مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ،

فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ! وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ:

زَنَيْتِ سَرَقْتِ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا!

قَالَ: إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارًا، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ.

وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا: زَنَيْتِ، وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقْتِ، وَلَمْ تَسْرِقْ،

فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا
)

راوه البخاري ومسلم.


والشاهد:

أنهم لما ضربوا الجارية وهي مظلومة قال هذه الكلمة،

وإنما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؛ للاقتداء.


عند إحسان الظن بالله وانتظار فضله

قال تعالى: ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا

وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ *

وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ

وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ

إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ
)

(التوبة: 58-59).

قال السعدي رحمه الله: " ( وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ )، أي: كافينا الله،

فنرضى بما قسمه لنا، وليؤملوا فضله وإحسانه إليهم بأن يقولوا:

( سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُون) ،

أي: متضرعون في جلب منافعنا، ودفع مضارنا،

لسلموا من النفاق ولهدوا إلى الإيمان والأحوال العالية
"

تفسير السعدي (1/340).

ثمرات قولها والصدق في اعتقاد مدلولها

العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، ورضوان من الله أكبر ..

قال تعالى: ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا

وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ*

فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ

وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ
)

(آل عمرن: 173-174).

والنعمة: النجاة من الأعداء.

والفضل: التجارة والمكسب الدنيوي

والربح الذي تحقق لهم. ورضي الله عنهم.


غفر الله لكاتبه وناقله وقارئه



تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:36 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir