عندما تسقط الأقنعة وتكشف لنا..

الأخ العزيز ولــــد الدّيــــرة
لقد آلمتني بموضوعك وأثناء تصفّحي له
يكاد قلبي يتفطـّر ويقطر دماً مع كلّ كلمة كتبتها
لا لأنّها مستغربة ولكنّني أستشفّ أن وراء
الأكمة ما وراءها وأنّ الموقف الّذي دفعك
للكتابة عنه مؤلمٌ شبيه ببعض المواقف
الّتي تعرّضتُ لها ولكن أيها الحبيب ماذا
نفعل ؟ وعلينا الصّبر ! وما أحسن
قول الشّافعي رحمه الله : -
إذا شئت أن تحـيا سليماً من الأذى .... وحضّك موفورٌ وعرضـك صيّنٌ
فلســانك لا تكشف بـه عـورة امـرءٍ .... فكـلّك عـورات وللنّاس ألسنٌ
وعــيناك إن أبـدت إليك معـايباً .... فصـنها وقـل يـا عين للنّـاس أعينٌ
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى .... وفارق ولكن بالّتي هي أحسن

وشاعر آخر يقول : --

ومن نكد الدّنيا على الحرّ أن يرى ....عــدوّاً له مـا من صــداقته بـدّ

*******
تقبّل تحيّات محبّك ومشاركك مشاعرك
أبـــــــو محـــــمّـد

 

 

.

*****

أخي العزيز ولد الديرة

موضوع جميل والحياة مواقف وعبر

لك من جزء من قصيدة لشاعر لم استدل على اسمه

وجدت الناس في الدنيا صنوفاً ... فذا بر وذاك من القساة
ومنهم قائم بالقسط دوما ... عفيف فاعل للمكرمات
ومنهم من يسوم الناس خسفا ... ويمعن في ارتكاب المنكرات
ومنهم صاحب الوجهين يسعى ... لترويع النفوس الآمنات
يظاهر بالوداد إذا تراه ... وإما غبت فهو من الوشاة
ومنهم قانع فيما أتاه ... وللتقوى تراه من السعاة
ومنهم طامع يرجو مزيدا ... ويوغل في اكتناز العائدات
فلا يعطي فقيرا أو يتيما ... ويبخل في التصدق والهبات
وإن أعطى ذوي القربى فمنّ ... ولو كان العطاء من الفتات
ومنهم صادق يوفي بعهد ... وإن تأمنه رد المودعات
ومنهم بالأمانة غير موف ... ولا يلقي لعهد بالتفات
ومنهم من سعى في الناس صلحا ... وفي كل الأمور من الثقات
ومنهم مفسد يسعى بشر ... وسوء صنيعة أبد الحيات
يسر إذا أصاب الناس ضر ... وضاقوا بالسنين المجدبات
ومنهم في حياء غض طرفا ... ولم يقذف بسوء محصنات
ومنهم من تمرس في الخطايا ... وأمعن في ارتكاب الموبقات
يجاهر إن أتى فعلا مشينا ... ويفرح إن أتى بالمعصيات
يروغ عن الحلال إلى حرام ... ويمشي للخطيئة في ثبات
لديه شعاره الحسنات دوما ... ستمحو من سجلي سيئاتي
من القرآن يأخذ بعض أمر ... ويكفر بالأمور الباقيات
يفسر ما تشابه كيف يبغي ... ويغفل ما أتى في المحكمات

*****

 

 

اخي ولد الديرة اخترت موضعا كثيرا ما يقع بين الاحباب والاصدقاء ومشكلتنا الافراط في كل شيء ان احببنا افرطنا في الحب وان كرهنا افرطنا في الكره وهذا عكس ما قيل :
( احبب حبيبك هوناً ما عسى ان يكون حبيبك بغيضك يوما ما وابغض بيغضك هونا مافعسى ان يكون بغيظك حبيبك يوما ما )
والاعتدال في جميع الامور امر مطلوب فلا افراط ولا تفريط والشاعر يقول :
ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد ***كلا طرفي قصد الأمور ذميم
لك اخي ولد الديرة خالص شكري وتقدير وللحديث بقية .