يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 08-29-2008, 03:46 PM   رقم المشاركة : 19

 






ذكر الله في هذه الآية علامة من ينصره، وبها يعرف أن من ادعى أنه ينصر الله وينصر دينه،

ثم لم يتصف بهذا الوصف فهو كاذب، فقال:

الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أي: ملّكناهم إياها،

وجعلناهم المتسلطين عليها، من غير منازع ينازعهم ولا معارض.

أَقَامُوا الصَّلاةَ في أوقاتها وحدودها وأركانها وشروطها في الجمعة والجماعات.

وَآتَوُا الزَّكَاةَ التي عليهم خصوصا، وعلى رعيتهم عموما:

آتوها أهلها الذين هم أهلها.

وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وهذا يشمل كل معروف عرف حسنه شرعا وعقلا من حقوق الله وحقوق الآدميين.

وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ أي كل منكر شرعا وعقلا، معروف قبحه.

والأمر بالشيء والنهي عنه يدخل فيه مالا يتم إلا به.

فإذا كان المعروف والمنكر يتوقف على تعلم وتعليم،

أجبروا الناس على التعلم والتعليم، وإذا كان يتوقف على تأديب مقدر شرعا،

أو غير مقدر كأنواع التعزير قاموا بذلك، وإذا كان يتوقف على جعل أناس متصدين له لزم ذلك،

ونحو ذلك مما لا يتم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا به.

ثم أخبر الله أن له عاقبة الأمور جميعا، وقد أخبر أن العاقبة للتقوى.

فمن ولّاه الله على العباد من الحكام، وقام بأمر الله كانت له العاقبة الحميدة والحالة الرشيدة،

ومن تسلط عليهم بالجبروت، وأقام فيهم هوى نفسه،

فإنه وإن حصل له ملك موقّت فإن عاقبته غير حميدة، وولايته مشؤومة، وعاقبته مذمومة.

ابن سعدي

 

 

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir