من الذكريات
زاوية ذكريات أخشى أن يدب إليها الفتور لذا قررت أن أزودها ببعض الذكريات
كنت في مدرسة إبن رشد وهي عبارة عن مجموعة من الفلل تتخللها أشجار ذات ظل كثيف كفتنا مؤونة عمل مظلات وكان بإمكاني أن أجمع أولياء الأمور وأطلب منهم المساعدة ولكن مهما عمل مدير المدرسة ولو يدفع من جيبه سيظل موضع شبهة لذا قررت ألا أطلب من أحد شيئا وهذا هو حالي في جميع المدارس التي عملت بها وفي رأيي أن وزارة المعارف أخطأت عندما فتحت الباب على مصراعيه لمدراء المدارس كي يشحذوا أولياء الأمور .
أكتفينا بتلك المظلات الطبيعية وكانت بجوار المدرسة أرض أعدت لبناء مبنى حكومي للمدرسة وفي ظرف سنتين كمل المبنى ودعيت إلى إدارة التعليم لاستلامه مع تأكيد رئيس قسم شؤون الطلاب ببقاء تلاميذنا وزملائنا في المبنى القديم بمعنى أستلم المبنى خاليا وأبدأ أكرف فيه من جديد .
صعب الأمر علي لعدة أسباب منها أنني على أبواب التقاعد ، ثانيا تحتاج مني أن أدور على المدارس أشحذهم كراسي وماصات لعدم توفر المقاعد الكافية في
التعليم آنذاك ، شاورت زملائي وامتعضوا من هذا القرار وقالوا [ تبيعنا يا أبا صالح ]
عدت إلى إدارة التعليم وقلت لهم يا أنتقل بتلاميذنا ومدرسينا وإلا أنا أعتذر عن استلام المبنى ، وفعلا سلم لمدير آخر هو ( بيدروس )
تناولت وريقة وكتبت فيها هذه الأبيات مباركا له أولا وكنوع من التودد وحسن الجوار ثانيا :
تباركت من عروس ===== زفت إلى بيدروسِ
بكر فحافظ عليها ===== ( للأنشطه) والدروسِ
وجاركم في ابن رشدٍ ===== في فلل كالرموسِ
وللغبار نصيبٌ ===== في مشيه والجلوسِ
وبدلة كل يومٍ ===== حتى غدت كالحلوسِ
وفوق هذا وذاك ===== تصلاه لفح الشموسِ
فليت شعري إلام ===== نشقى بتلك النحوسِ
رجع الفراش قائلا : قرأها الشيخ بيدروس وبدلا من أن يرد على المباركة بأحسن منها ما كان منه إلا أن قال [ والله ضحكنا على دقونهم واستلمنا المبنى ]
ما قدرت أهضم هذا الردود الفج فرديت بهذه الأبيات :
يا غامدي لماذا ===== تئن من حرِّ شمسِ
وعندك الماء عذبٌ ===== والمشي في ظل غرسِ
ورفقةٌ هم كرامٌ ===== فلا تبعْهم ببخسِ
والذكر عنكم جميلٌ ===== ما بين جهرٍ وهمسِ
ومن يقلْ غير هذا ===== يظلم بريئا بحدسِ
وما عليك إذا ما ===== صفحت عن قول جبسِ
أعطيتها الفراش مرة أخرى وأرسلتها له وبالمناسبة فإن أحلى أيام مرت عليّه هي الأيام التي قضيتها في هذه المدرسة وفي مدرسة ربيعة بن كعب فقد رزقني الله بوكيلين أعجز عن وصفهما
عملا وطيبا وأخلاقا هو ( محمد عقاب ) ومثله الوكيل الثاني ( عبد الله الحربي ) حفظهما الله وجزاهما عني خيرالجزاء
هذه بعض من خربشاتي كما يقول موجهنا أحمد بن فيصل لعلها تروق لكم .