كبرياء نساااااااااااااء من التاريخ
كان المهلهل بن ربيعة ألتغلبي فارس قومه قد تزوج
( هند بنت عتيبة ) فولدت له بنتاً فحار في أمره وفكر في وأدها على عادة العرب في الجاهلية وقال لزوجه هند : يا ابنة عتيبة ، أقتلى هذه الوليدة لئلا تفتضح بين العرب ، فأشارت هند بأنها ستفعل ذلك ، ولكن عاطفة الأمومة وصرخات الوليدة منعتها فدعت بخادمه أمينه لها وأمرتها أن تُغيب الوليدة عنها وتبعدها عن أنظار مهلهل حتى لايكون نصيبها الوأد ، وأطمأن المهلهل إلى أن العار الذي لحقه سيتلاشى ويدفن في رمال الصحراء .
وفي مساء ذلك اليوم أوى مهلهل إلى مضجعه ، وركن إلى الراحة واستسلم للنوم ، فلما استغرق هتف به هاتف في ليلته تلك وهو ينشد ويقول :
كم من فتى مؤمل .. وسيد شمردل
وعدة لا تجهل ... في بطن بنت مهلهل
الشمر دل ( الفتى السريع من الإبل وغيره والحسن الخلق )
وانتبه مهلهل من نومه وكلمات ذلك الهاتف لا تبرح ذاكرته ، ودلف إلى زوجته هند وقال لها : يا هند ، أين ابنتي ؟ قالت هند : وأدتها كما أشرت آنفاً .
قال مهلهل : كلا وإله ربيعه ، يا هند أصدقينى القول ، فقصت عليه قصتها مع الخادمة
فقال لها : حسناً فعلت أحسنى غذائها وأطلقي عليها اسم ليلى 0وتمضى الأيام وتتزوج ليلى ، وإذا بها في المنام وقد اقترب موعد ولادتها ، تسمع من يقول لها :
يا لك ليلى من ولد ... يقدم إقدام الأسد
من جشم فيه العدد .. أقول قيلاً لا فند
جشم هو ابن بكر بن حُبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ابن وائل وفيه البيت والعدد
ومن جشم هذه المهلهل وأخوه كليب وعمرو بن كلثوم والأخطل الشاعر والقطامي الشاعر وكلثوم بن عمرو ألعتابي من أحفاد عمرو بن كلثوم وغيرهم 0
( الفند : الخرف وإنكار العقل والخطأ في القول والرأي )
فولدت ليلى هذه عمرو بن كلثوم ألتغلبي سيد بني تغلب وقد سادهم وعمره خمسة عشر عاماً وهو قاتل عمرو بن هند ملك الحيرة وقصتها هي :
كما قال أبي عبيدة معمَر بن المثنى التيمي:
ذكروا أن عمرو بن هند ، وأمه هند بنت الحارث بن حجر بن آكل المرار الكندي وأبوه المنذر بن ماء السماء اللخمي 0 وماء السماء هي أمه بنت عوف بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن مالك بن الحارث بن عمرو بن نماره اللخمي. هذا نسب أهل اليمن.
قال الملك عمرو بن هند ذات يوم لجلسائه :
هل تعلمون أن أحدا من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أمه أمي.
فقالوا:
لا ما خلا عمرو بن كلثوم فإن أمه ليلى بنت المهلهل أخي كليب ، وعمها كليب ، وهو وائل بن ربيعه ملك العرب وزوجها كلثوم. فسكت عمرو على ما في نفسه .
ثم بعث عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره أي يدعوه لزيارته 0 وان تزور أمه ليلى أم عمر هنداً 0
فقدم عمروا في فرسان تغلب ، ومعه أمه ليلى ، فنزل شاطئ الفرات وبلغ عمرو بن هند قدومه. فأمر بخيمه فضربت بين الحيرة والفرات وأرسل إلى وجوه مملكته فصنع لهم طعاما ثم دعا الناس إليه فقرب إليهم الطعام على باب
السرادق 0 وهو وعمرو بن كلثوم وخواص من الناس في السرادق ، وأمه هند في جانب السرادق في قبة وأم عمرو بن كلثوم معها في القبة 0
والسرادق :كل ما أحاط بشيءٍ من حائط أو مِضرَب وهو الفسطاط يجتمع إليه الناس لعرس أو مأتم وغيرهما 0وقد قال عمرو بن هند لأمه:
إذا فرغ الناس من الطعام فلم يبق إلا الطُرَف فنحّي خدمك عنك، فإذا دعوت بالطرف ، فاستخدمي ليلى ومريها فلتناولك 0 الشيء بعد الشيء 0
يريد طرف الفواكه وغير ذلك من الطعام 0
ففعلت هند ما أمرها ابنها حتى إذا دعا بالطرف قالت هند لليلى: ناوليني ذلك الطبق.
قالت: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها.
فقالت:
ناوليني.
وألحت عليها 0 فقالت ليلى :
وأذلاه يا آل تغلب
فسمعها ابنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه والقوم يشربون. ونظر عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم ، فعرف الشر في وجهه ، وقد سمع قول أمه : وأذلاه يا آل لتغلب ، ونظر إلى سيف عمرو بن هند ، وهو معلق بالسُّرادق ولم يكن بالسرادق سيفٍ غيره فثار إلى السيف مصلنا فضرب به رأس عمرو بن هند فقتله ثم خرج فنادي :
يا آل تغلب 0
فانتهبوا ماله وخيله وسبوا النساء ولحقوا بالجزيرة.
وقد كان المهلهل بن ربيعة وكلثوم بن عتاب أبو عمرو بن كلثوم اجتمعوا في بيت كلثوم على شراب 0 من قيل ، قال وعمرو يومئذ غلام وليلى أم عمرو تسقيهم فبدأت بأبيها مهلهل ثم سقت زوجها كلثوم بن عتاب ثم ردت الكأس على أبيها وابنها عمرو عن يمينها فغضب عمرو من صنيعها وقال:
صَددتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْرٍو 00وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَا
وَمَا شَرُّ الثَّلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو 00بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَـصْبَحِيْنَـا
فلطمه أبوه وقال:
يا لكع ( أي يا أحمق ) ، بلى والله شر الثلاثة . أتجتري أن تتكلم بهذا الكلام بين يديّ. فلما قتل عمرو بن هند قالت له أمه :
( بأبي أنت وأمي ، أنت والله خيرُ الثلاثة اليوم ) .
وفي ذلك اليوم يقول أفنون ألتغلبي وأسمه صُريم بن معشر قال :
لعمرك وما عمرو بن هند وقد دعا 0لتـخـدم ليلى أمه بـمـوفـق
فقام ابن كلثوم إلى السيف مصلتا 0وأمسك من ندمانه بالمخنق
وقال أيضاً جابر بن حُنين ألتغلبي :
نعاطي الملوك الحق ما قصدوا بنا.....وليس علينا قتلهم بمـحـرم
وعمرو بن هند قد صقعنا جبينه....بشنعاء تشفي صورة المتظلم
وقال الفرزدق يرد على جرير عندما هجا جرير بني تغلب :
وأسأل بتغلب كيف كان قديمها....وقـديم قـومـك أول الأزمـان
قوم هم قتلوا ابن هند عنوة ....عمراً وهم قسطوا على النعمان
قتلوا الصنائع والملوك وأوقدوا...نـارين قد علتا على النـيران
فقال عمرو بن كلثوم معلقته الذي يصف فيها مقتل الملك اللخمي ملك الحيرة والعرب عمرو بن هند:
أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـاوَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُـصَّ فِيْهَـا إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَـا سَخِيْنَـا
تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هواها ِذَا مَـا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ عَلَيْـهِ لِمَالِـهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍ وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
وَمَا شَرُّ الثَّلاَثَـةِ أُمَّ عَمْـرٍو بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا
وَكَأْسٍ قَـدْ شَرِبْـتُ بِبَعْلَبَـكٍّ وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَا
وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَـا المَنَايَـا مُقَـدَّرَةً لَـنَـا وَمُقَدِّرِيْـنَـا
قِفِي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَـا ظَعِيْنَـا نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ ألأمينا
بِيَوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْبـاً وَطَعْنـاً أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا
وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَـا لاَ تَعْلَمِيْنَـا
تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُـوْنَ الكَاشِحِيْنَـا
ذِرَاعِي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـر هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْـرَأ جَنِيْنَـا
وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً حَصَاناً مِنْ أُكُـفِّ اللاَمِسِيْنَـا
ومتني لَدِنَةٍ سَمَقَـتْ وطَالَـت ْرَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَـا وَلِيْنَـا
وَمأْكَمَةً يَضِيقُ البَـابُ عَنْهَـاوكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِـهِ جُنُونَـا
وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـام ٍيَرِنُّ خَشَاشُ حَلِيهِمَـا رَنِيْنَـا
فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقـبٍ أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْـنَـا
ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَا هَـالَهـا مِـن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا
تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْـتُ لَمَّـا رَأَيْتُ حُمُوْلَهَا أصُـلاً حُدِيْنَـا
فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَرَّتْ كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا
أَبَا هِنْدٍ فَـلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا وَأَنْظِرْنَـا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْـنَـا
بِأَنَّا نُـوْرِدُ الرَّايَـاتِ بِيْضـاً وَنُصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَـدْ رُوِيْنَـا
وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ عَصَيْنَا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا
وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَـدْ تَوَّجُـوْهُ بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا
تَرَكْنَ الخَيْـلَ عَاكِفَـةً عَلَيْـهِ مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَـهَـا صُفُـوْنَـا
وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِـذِي طُلُـوْحٍ إلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا
وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَـيِّ مِنَّـا وَشَذَّبْنَـا قَتَـادَةَ مَـنْ يَلِيْنَـا
مَتَى نَنْقُلْ إِلَى قَـوْمٍ رَحَانَـا يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا
يَكُوْنُ ثِقَالُهَـا شَرْقِـيَّ نَجْـدٍ وَلُهْوَتُهَـا قُضَاعَـةَ أَجْمَعِيْنَـا
نَزَلْتُمْ مَنْزِلَ الأَضْيَـافِ مِنَّـا فَأَعْجَلْنَا القِـرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا
قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِـرَاكُـم قُبَيْلَ الصُّبْحِ مِـرْدَاةً طَحُوْنَـا
نَعُمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِـفُّ عَنْهُـمْ وَنَحْمِلُ عَنْهُـمُ مَـا حَمَّلُوْنَـا
نُطَاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاس ُ عَنَّـا وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَا
بِسُمْرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
كَأَنَّ جَمَاجِمَ الأَبْطَـالِ فِيْهَـا وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
نَشُقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
وَإِنَّ الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُو عَلَيْكَ وَيُخْرِجُ الـدَّاءَ الدَّفِيْنَـا
وَرِثْنَا المَجْدَ قَدْ عَلِمَـتْ مَعَـدّ نُطَاعِنُ دُوْنَـهُ حَتَّـى يَبِيْنَـا
وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
نَجُذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْـرِ بِـرّ فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَـاذَا يَتَّقُوْنَـا
كَـأَنَّ سُيُوْفَنَـا منَّـا ومنْهُـم مَخَارِيْـقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْـنَـا
كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْـهُـم خُضِبْنَ بِأُرْجُـوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا
إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ مِنَ الهَوْلِ المُشَبَّـهِ أَنْ يَكُوْنَـا
نَصَبْنَا مِثْلَ رَهْـوَةِ ذَاتَ حَـدّ ٍمُحَافَظَـةً وَكُنَّـا السَّابِقِيْـنَـا
بِشُبَّانٍ يَـرَوْنَ القَتْـلَ مَجْـداً وَشِيْبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا
حُدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِـمُ جَمِيْعـا ًمُقَارَعَةً بَنِيْهِـمْ عَـنْ بَنِيْنَـا
فَأَمَّـا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ فَتُصْبِحُ خَيْلُنَا عُصَبـاً ثُبِيْنَـا
وَأَمَّا يَوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـم ْفَنُمْعِـنُ غَــارَةً مُتَلَبِّبِيْـنَـا
بِرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ نَدُقُّ بِهِ السُّهُوْلَـةَ وَالحُزُوْنَـا
أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا تَضَعْضَعْنَا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
بِاَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرُو بْـنَ هِنْـد ٍنَكُوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَـا قَطِيْنَـا
بِأَيِّ مَشِيْئَةٍ عَمْرَو بْـنَ هِنْـدٍ تُطِيْعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
تَهَدَّدُنَـا وَتُوْعِدُنَـا رُوَيْــداً مَتَـى كُنَّـا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
فَإِنَّ قَنَاتَنَا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ عَلى الأَعْدَاءِ قَبَلَـكَ أَنْ تَلِيْنَـا
إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ وَوَلَّتْـهُ عَشَوْزَنَـةً زَبُـوْنَـا
عَشَوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَـتْ أَرَنَّـتْ تَشُجُّ قَفَـا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا
فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْرٍ بِنَقْصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا
وَرِثْنَا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ أَبَاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
وَرَثْتُ مُهَلْهِلاً وَالخَيْـرَ مِنْـهُ زُهَيْراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
وَعَتَّابـاً وَكُلْثُوْمـاً جَمِيْـعـاً بِهِمْ نِلْنَـا تُـرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
وَذَا البُرَ الذِي حُدِّثْـتَ عَنْـهُ بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِـي المُلتَجِينَـا
وَمِنَّا قَبْلَـهُ السَّاعِـي كُلَيْـب ٌفَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
مَتَى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ تَجُذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا
وَنُوْجَدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُـمْ ذِمَـارا ًوَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَزَازَى رَفَدْنَا فَـوْقَ رِفْـدِ الرَّافِدِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَى تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُـوْرُ الدَّرِيْنَـا
وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا وَنَحْنُ العَازِمُوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا وَنَحْنُ الآخِذُوْنَ لِمَـا رَضِيْنَـا
وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا وَكَانَ الأَيْسَرِيْـنَ بَنُـو أَبَيْنَـا
فَصَالُوا صَوْلَةً فِي ْمَـنْ يَلِيْهِـمْ وَصُلْنَا صَوْلَـةً فِيْمَـنْ يَلِيْنَـا
فَآبُـوا بِالنِّهَـابِ وَبِالسَّبَـايَـا وَأُبْنَـا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْـنَـا
إِلَيْكُمْ يَـا بَنِـي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ 0 أَلَمَّـا تَعْرِفُـوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا
أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّـا وَمِنْكُـمْ كَتَائِـبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْـنَـا
عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا
عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَ صٍتَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَا
إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْماً رَأَيْتَ لَهَا جُلُوْدَ القَـوْمِ جُوْنَـا
كَأَنَّ غُضُوْنَهُنَّ مُتُـوْنُ غُـدْرٍ تُصَفِّقُهَا الرِّيَـاحُ إِذَا جَرَيْنَـا
وَتَحْمِلُنَا غَدَاةَ الـرَّوْعِ جُـرْدٌ عُرِفْـنَ لَنَـا نَقَائِـذَ وَافْتُلِيْنَـا
وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثا ًكَأَمْثَالِ الرِّصَائِـعِ قَـدْ بَلَيْنَـا
وَرِثْنَاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ وَنُوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْـنَـا
عَلَى آثَارِنَـا بِيْـضٌ حِسَـانٌ نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّـمَ أَوْ تَهُوْنَـا
أَخَذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِـنَّ عَهْـدا ًإِذَا لاَقَـوْا كَتَائِـبَ مُعْلِمِيْنَـا
لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْرَاسـاً وَبِيْـضـاً وَأَسْرَى فِي الحَدِيْـدِ مُقَرَّنِيْنَـا
تَرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُـلُّ حَـيّ ٍقَدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَـا قَرِيْنـاً
إِذَا مَا رُحْنَ يَمْشِيْـنَ الهُوَيْنَـا كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَا
يَقُتْنَ جِيَادَنَـا وَيَقُلْـنَ لَسْتُـم ْبُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا
ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْرٍ خَلَطْنَ بِمِيْسَمٍ حَسَبـاً وَدِيْنَـا
وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ تَرَى مِنْهُ السَّوَاعِـدَ كَالقُلِيْنَـا
كَأَنَّـا وَالسُّيُـوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ وَلَدْنَا النَّاسَ طُـرّاً أَجْمَعِيْنَـا
يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْدَي حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِهَـا الكُرِيْنَـا
وَقَدْ عَلِمَ القَبَائِـلُ مِـنْ مَعَـدٍّ إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِهَـا بُنِيْـنَـا
بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَـا وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَـا
وَأَنَّا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا وَأَنَّا النَّازِلُوْنَ بِحَيْـثُ شِيْنَـا
وَأَنَّا التَارِكُـوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
وَأَنَّا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا وَأَنَّا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواًوَيَشْرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
أَلاَ أَبْلِغْ بَنِـي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا وَدُعْمِيَّـا فَكَيْـفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفا ًأَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
مَلأْنَا البَرَّ حَتَّى ضَـاقَ عَنَّـا وَظَهرَ البَحْرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـاإِذَا بَلَغَ الفِطَـامَ لَنَـا صَبِـيٌّ تَخِرُّ لَـهُ الجَبَابِـرُ سَاجِديْنَـا
ما اروع قصص العرب وعظمة النساء 0 ربما لو مرت هذه القصة على نساء هذا العصر لم ترى في الامر غضاضه بل تعتبره شرف