تولى الشيخ / سعيد بن إبراهيم مشيع (رحمه الله )عرافة القرية بعد الشيخ ( علي بن محمد محفوظ رحمه الله)
بسبب ان الشيخ علي بن محفوظ ارتبط بعمل في البلدية آنذاك وصعب الجمع بين عملين فاختار العمل في البلدية وانتخب الشيخ سعيد بن ابراهيم مشيع عريفة للقرية بالاجماع
ومن ثم تولى العرافة من بعده ابن عمه الوالد الشيخ / صالح بن أحمد مشيع رحمه الله نظرا لسفره لمكة
وكان مجلس الشيخ / سعيد عامرا ... يقوم بإصلاح ذات البين ويقرب وجهات النظر حريصا على مصالح
أهل القرية , فكم من إشكالية قام بحلها أو التوسط فيها رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ...!
لم يكن دور الشيخ / سعيد بن إبراهيم مشيع في العرافة بسيطا , فقد سهر على راحة أهل القرية ,
يحل هذه المشكلة وتلك , مشاروة مع كبار الجماعة مثل الشيخ / صالح بن عثمان
والشيخ / علي بن محفوظ والشيخ / صالح مشيع والوالد / أحمد بن مجحود رحمهم الله جميعا ...
كانوا يقيمون اجتماعات عدة لإقامة الصلح بين أفراد الجماعة , ولحل أي إشكال عارض ....
انتقل الشيخ رحمه الله إلى مدينة الطائف حيث عين ابنه إبراهيم معلماً هناك وفضل الانتقال
إلى جواره ,كان ذلك في عا1382هــ , فيما كان أبنه ( علي ) في مقعد الدراســــــة ...( حفظهم الله )
بعد ذلك ...انتقل إلى مكة المكرمة بعد انتقال عمل ابنه إبراهيم حفظه الله إلى هناك ....كان ذلك في
عام 1387هــ , وقد قام رحمه الله بشراء ( محطة بنزين ) من الوالد / عبد الله سند اليوسف ( رحمه الله) وكان مرفقا بالمحطة سكن علوي , وسكن به هو وعائلته ...!
كان حنونا بدرجــــــــــة كبيرة ( وسترى ) ,يحب المزاح كثيرا ويردد بين ثنايا أحاديثه المواقف المضحكة والتي تضفي على الحديث جمالا ,كان مجلسه عامرا بكبار الجماعة وصغارهم يحيي
هذا ويأنس بذاك ...!
كان محافظا على أداء الصـــلاة جماعة في المسجد , ( وبعد الصلاة يسأل عن هذا لم لم يحضر؟
عسى مانعه خيرا , (وقد كنت شاهدا على ذلك في كثير من الأحيان ..) أوقات الصيف ...!
كما كان رحمه الله في قمة التواضع حيث يتناول طعام الإفطار مع أبنائه وبعض العاملين في
المحطة ويحرص على ذلك كثيرا ( هذا الذي يبقى للإنسان )
كان له هيبة واضحة في محياة , الجميع يحترمه ويقدره كبيرا كان أم صغيرا ...!
قصة
في عام 1348هـ اتفق بعض من أفراد القرية يتقدمهم الشيخ / سعيد ( رحمه الله ) وأخوه الشيخ / محمد ( رحمه الله )
والشيخ / أحمد يوسف بن صالح والوالد / علي دحبوج والوالد / علي أحمد سلمان رحمهم الله جميعا للذهاب إلى مدينة مكة وجدة للعمل لكسب لقمة العيش هناك ... كانوا لايملكون مايكفيهم من الطعام ... سوى قليل من الدقيق .. وفي أثناء السير يتبادلون حمل أمتعتهم , وفي أثناء مرورهم على قرية ( بني حده )حيث يتواجد هناك ( رحيم الوالد / عبدالله بن يوسف
رحمه الله ) اسمه ( سعيد بن دوحي ) وكان عنده حماره ( أكرمكم الله )...قدم الشيخ / سعيد رحمه الله عرضا لشراء هذه
الحمارة مقابل أربعة ريالات يتم سدادها عند الوصول إلى الطائف ... وافق ( سعيد بن دوحي) على العرض ...
كان الهدف من شراء هذه ( الحمارة ) مساعدتهم في حمل أمتعتهم ...
وعندما وصلوا إلى الطائف قام الشيخ ببيع الحمارة بعشرة ريالات , ( قسمها على المجموعة ) سبحان الله ...!
وقد واصلوا السفر إلى مدينة جدة بعد خمسة وعشرين يوماً من التعب والإرهاق ....!
قصة أخرى ..
في عام 1340هــ كان دخول الملك عبد العزيز رحمه الله إلى بلجرشي ,وكان على رأس هذه الحملة خالد بن لؤي
وبن بجاد ,وقد سلمت جميع القبائل نفسها ماعدا بلجرشي ,حيث سجن أفراد من القبيلة في سجن بن بجاد بدعوى
أن شيخ بلجرشي خان العهد وسافرإلى الشريف ... ليقدم وساطته لإطلاق سراح أبناء غامد من السجن ...
وقد تم تبادل إطلاق النار , كثيرا من الناس آثروا الهرب , لأنهم لايملكون أسلحة كافية للمقاومة ... الخ
وكان عمر الشيخ أنذاك مايقارب 13 سنة , وقد آثر الهرب مع الوالد / محمد مشيع رحمه الله إلى جلة حزنة
مع ذويهم , وقد شاهدوا شخصاً من الغطغط مقتول في الجلة وسلاحـه معه وقد حاول الشيخ محمد أخذ السلاح
ولكن الشيخ / سعيد ( رحمه الله ) أبى ذلك ... لأنهم لايستطيعون حمل السلاح ... وكان همهم الوحيد هو النجاة من القتال ..
قصيـدة
والده إبراهيم مشيع رحمه الله وهو على فراش الموت :
البدع ...
يالله ياذا بجوده في السما (ء) هله ......ياذا جميع الخلايق ذب يحمدونه
وكل فايت لمقدوره بعد ياجي..
الرد...
القلب مشغول من هرجت(ه) سماهلّه.....وان جانا القدر ما حد زحم دونه
باسير قبله وهو بكرة بعد ياجي...
وفاتـه
توفي رحمه الله رحمة واسعـة فجر يوم الجمعة في مدينة مكة المكرمة الموافق 28/ 9/1419هــ
ودفن في مقابـر العدل .. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ..