يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > ساحة الجوانب المشرقة من التاريخ والسير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-26-2011, 08:39 PM   رقم المشاركة : 1

 

.

*****

(( قصيدة الشيخ أبي تراب الظاهري ))
ثم ألقى محمد بن أبي تراب الظاهري قصيدة، نيابة عن أبيه، هي:

مهما اختفيت فأنت بدر سافر = ولو اعتكفت فأنت ليث كاسر
وإذا سكتَّ فإنَّ قلبك نابضٌ = يندي المدى شعراً لأنك شاعر
خسـئ الذيـن يشوهـون لك الصـدى = ويدنسون وأنت فينا طاهر
ما بال شخصك غاب عنا مدة = أسلوتنا أم ذاك صدٌّ هاجر؟
قلق الفؤاد على فؤادك في القلى = وهواك في قلبي وقود ساجر
حَتَّام تنأى أو تقيم بعزلة = وترى كأنك عن صحابك نافر
أزمخشري عليك رفقاً بالألى = أتنام إذ هم كلّهم لك ساهر؟
هل جدَّ في دنيا الغرام جديده؟ = أم ذكريات قام منها ثائر؟
عهدي بقلبك لا يهز نياطه = إعصار زوبعة بما هو سائر
لا تنحنِ دون الشدائد عاجزاً = بل صامد ومهولها بك عابر
فمن الذي قد هاب جنبـك فـي الهـوى؟ = أو ما الذي هو من فؤادك آسر
رقَّت لديه لك العواطف كلها = فوهبته قلباً وأنت تغامر
وقعدت في بيت نزيحٍ لا تعي = ما صار في الدنيا وما هو صائر
فإلامَ هذي الحال تلبث يا ترى؟ = وإلامَ أنت مشوش أو حائر؟
أتريد تقطع عنك كل علاقةٍ = كلا فذلك مستحيل خاسر
ربطتك بين الناس ألف محبةٍ = وأتى عليها من زمانك غابر
تسخو إذا ضاعت وأنت بحفظها = أحرى فما أدري وإنك خابر
إني سمعتك باكياً متنهداً = وأزيز صدرك حين ذلك زافر
تتجرَّع الدمع المرير وإنه = عجب بمثلك يا عنيفاً نادر
عد للتهكم مثل ما قد كنت في = شرخ الشباب فأنت قاسٍ جاسر
واصبر إذا حلَّت خطوب رافعاً = عنا حجاب البعد إني ناظر


وبعد الانتهاء من إلقاء قصيدة الشيخ أبي تراب الظاهري التهبت أكف الحضور بالتصفيق استحساناً منهم بالأسلوب الجديد الذي نهجه الشيخ أبو تراب، وإعجاباً منهم بحسن الإِلقاء الذي تميَّز به الملقي، وخاض بعض الحضور نقاشاً مع الملقي حول مرحلته الدراسية وتخصصه ومستواه الجامعي.
وخلال تلك المناقشات الجانبية ارتفع صوت الأستاذ محمد سعيد طيب إطلاق كنية "أبي تريب" على نجل الشيخ أبي تراب.


(منقول من أثنينية عبدالمقصود خوجه)
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 02-26-2011, 08:43 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

(( كلمة الأستاذ عباس غزاوي ))

- في الواقع ليس لي الحق في الكلام، بل لا أجد ما أقوله بعد أن استمعنا إلى بابا طاهر في هذا الحديث العذب الطويل الجميل الذي أمتعنا به، وأعتبره مسك الختام إلاَّ أن إخوتي يلحّون عليَّ أن أقول كلمة، والكلام عن بابا طاهر ليس كلمة وإنما كلمات كثيرة لا تنتهي في سهرة أو في سهرات. بابا طاهر مهما تحدثنا عنه كما قلت في مرة سابقة وعن ما قدمه لوطنه ولأبناء وطنه فحديثنا قليل ومحدود. بابا طاهر كما تعلمون أكثر مما أعلم هو من البناة سواء - كما استمعنا - في الطباعة أو في البلديات أو في إحصاء النفوس، وهو من بناة الإِذاعة بل هو من مؤسِّسي الإِذاعة.

- أساتذتنا الذين سبقونا في الإِذاعة يعلمون ذلك حق العلم. وأنا عايشت بابا طاهر كأستاذ وكإنسان وهب لوطنه نفسه. وإذا كنا نكرمه اليوم فهذه ظاهرة رائعة نحييها بقلوبنا ونعتقد أن الوفاء في أمة دليل أصالتها، ولذلك فإننا نشكر كل من كرَّم بابا طاهر وأمثاله، ولا يكون تكريم الفنان أو الأديب أو الشاعر أو المفكر في ليلة واحدة أو في يوم واحد، ونعتبر أننا قد أدَّينا واجبنا، يجب أن يكون تكريمنا للأديب أو الشاعر تكريماً مستمراً وفي كل مجال وبكل أسلوب، ولا شك أننا نفهم ذلك جميعاً.

- تحضرني رواية سمعتها من أحد الأصدقاء منذ يومين أو ثلاثة أيام عن "بابا طاهر"، قال:

- اجتمع بابا طاهر ذات يوم مع رجل ميسور الحال عالي المقام من أبناء هذا الوطن محباً لبابا طاهر كما نحبه جميعاً، ومعترفاً بفضله عليه شخصياً، وعلى هذا الوطن فقال له: اطلب يا بابا طاهر وتمنَّ، ماذا تتمنّى؟ ماذا تريد؟ قل: سمِّ ما تريد، وسأحققه لك أنا إن كنت قادراً على تحقيقه، وإن لم أكن قادراً فسأساعد أو سأجمع من يساعد على تحقيق هذه الأمنية. كان يتخيَّل ذلك الرجل أن "بابا طاهر" سوف يطلب بيتاً في تونس أو بيتاً في جدة أو خلوة في مكة. أتدرون ماذا طلب بابا طاهر؟ لقد طلب أن تطبع مجموعة دواوينه لتكون في مجموعة واحدة، فاستغرب الرجل ودهش وقال: أهذا طلبك؟ أهذا كل ما تريد تحقيقه؟ فردَّ عليه "بابا طاهر" بقوله: نعم، لا أريد أكثر من ذلك. وحقق الرجل أمنيته وصدرت المجموعة الخضراء.

- هذا هو بابا طاهر الذي كرَّس نفسه للأدب وللشعر وللوطن وللفن، فلنحيه ولا ننسى أن نحييه كل يوم، لأننا في تحيتنا له إحياء للقيم وللآداب وللفنون.
... وشكراً.

وكانت كلمة الأستاذ عباس غزاوي هي مسك الختام
(منقول من أثنينية عبدالمقصود خوجه)
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir