يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-28-2010, 05:02 PM   رقم المشاركة : 1

 

بين حالين وحُلُمٌ بحجمِ الحياة :

هكذا مرّت حياة الشاعر الجاهلي الكبير امرؤ القيس بين حالين : حال العبثُ واللهو ، وحال الجدّ و الحرب من أجل الثأر والملك .

الشطرُ الأول من حياته قضاهُ لاهيا عابثا ينعم بما يُغدق عليه والده من المال والجاه والسلطان يقول معبرا عن حياة الترف التي يعيشها :

لنا غنمٌ نسوّقهــــا غزارٌ ..... كأنّ قرون جلّتـــــها العصي
فتملأ بيتنا إقطا وسمنا ..... وحسبك من غنى شبعٌ وري


قضى هذه الفترة من حياته لا يعرف فيها سوى العبث والصيد والنساء والسهر والخمر والفروسية ، لا يردّه عرْفٌ ولا يمنعه تقليد ، حتى لقد وصل به الأمر أن شبّب بزوجة أبيه .
أمّا شعره في هذه الفترة من حياته فلا يبتعد كثيرا عن حياته اللاهية فهو شعرٌ موجّهٌ إلى المرأة فقط يصف فيه قدّها وجميع مفاتنها ويصف مغامراته الغرامية معها :

وبيضة خدرٍ لايرامُ خباؤها .... تمتعتُ من لهو بها غيرُ معجلِ
سموتُ إليها بعدما نام أهلُها.... فقالت سباك الله إنّك فاضحي


وفي معلقته الشهيرة التي يبدأها بقوله :

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل .... بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْمل

يصوّر لنا الشاعر طرفا كبيرا من حايته العابثة مع النساء والصيدِ واللهو والمجونِ .

لكنّ شعره برغم الفحش الموجود به إلا إنّه من الناحية اللغوية والفنية لا يجارى .

أمّا الشطر الثاني من حياته فقد بدأ عندما عَلِمَ بمقتل أبيه وضياع مُلْكه .
فقَدَ فجأة الملك والجاه والسلطان والتيجان والمال وذلك بمقتل أبيه وضياع ملكه .
فقرّر أن يثأر لأبيه وأن يستعيد ملكه الذي فقده بين عشيّةٍ وضحاها فأعلنها مدوّية : اليوم خمر وغدا أمر ، وأقسم على نفسه لا يشربُ خمرا ولا يمسّ طيبا ولا يضاجع امرأة حتى يثأر لأبيه ممن قتلوه وذلك بقتل مئة وجزّ نواصي مئة من بني أسدٍ واستعادة ملكه ولو كلّفه ذلك حياته .

وأمام هذا الحلم الكبير حلم الثأر واستعادة الملك انقلبت حياة الشاعر فجأة من حال إلى حال ، فبعد أن كان همّه المرح واللهو والنساء والصيد أصبح همّه الثأر والملك والجاه والسلطان .
امتلأت حياته بالجدّ والفروسية والمثابرة والقتال ، حتى لقد أنكر على نفسه حياته السابقة فراح يردّد : (ضيعني أبي صغيرا وحمّلني دمه كبيرا ).

بدأ الشاعر الكبير يشقّ طريقه نحو تحقيق حلمه مستفيدا ممّا تبقى لديه من مال وصداقات ومعارف ، استعان ببعض القبائل العربية فأعانته ثمّ ما لبثت أن تفرقت عنه ونفرت منه فطاف بالبلاد العربية يطلب المساعدة والإعانة ولمّا لم يجد منهم إستجابة قرّر السفر إلى قيصر الروم يطلب منه المساعدة .

كان امرؤ القيس يدرك أنّ المعاناة كبيرة وأنّ النّاس من حوله يتفرقون لكنّه كان مصمّما على تحقيق حلمه والوصول إليه حتى لو كلّفه ذلك حياته ، يقول في إحدى قصائده :

ولو أنّ ما أسعى لأدنى معيشة ..... كفاني ولم أطلب قليل من المال
ولكنّمــا أســـعى لمجــــدٍ مؤثل ..... وقد يدرك المـجد المؤثل أمثـالي


وفي رحلته إلى قيصر الروم اصطحب معه صديقه عمرو بن قميئة لكنّ عمرو كان مضطربا بعض الشيء وفي الطريق بكى عمرو لمّا وجد نفسه أمام دربٍ طويل وأمرٍ غير مقتنعٍ به تمام الاقتناع فهو ذاهبٌ إلى قيصر الروم يستعين به على قومه لكنّ امرؤ القيس سرعان ما طمئنه وأكد له أنّهما يسعيان إلى تحقيق حلم بحجم الحياة ،
يقول :

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ..... وأيقن أنّا لا حقـــــــان بقيصرا
فقلت له : لا تبك عينك إنّمـــــــا ..... نحاول ملكــا أو نمـوت فنعذرا


باءت رحلة شاعرنا الكبير وصديقه بالفشل حيث عادا من عند قيصر الروم بخفي حنين وزاد من همّ شاعرنا أن اُصيب فجأة بالجدري الذي لم يمهلْهُ كثيرا حتى قضى على حياته ، وقيل في سبب وفاته أنّ قيصر الروم هو من تسبب في وفاته حيث ألبسه حلّةً مسمومةً أصابته بالقروح حتى قضى ولذا سمّوه بذي القروح . وقد كانت وفاته بأنقرة ببلاد الروم عند جبل يقال له عسيب ذكره هو نفسه امرؤ القيس عندما رثى نفسه وقد أحسّ بنهايته وعلم بأنّه سيدفن في ذلك المكان إلى جانب قبر امرأة دُفنت بنفس المكان ، يقول :
أجارتَنا إن المزارَ قريبُ .... وإني مقيمٌ ما أقام عسيبُ
أجارتنا إنا غريبان ههنا .... وكل غريبٍ للغريب نسيبُ


مات امرؤ القيس لكنّه ترك لنا ديوانا من البطولات والشعر والأقوال والمعاني .

يُعتبرُ امرؤ القيس أولُ من قال المطولات ، وأول وقف على الأطلال ، وأول وصف الخيل والصيد ، وأول من وقف واستوقف ، وأولُ من بكى في شعره واستبكى ، وأول قيّد الأوابد .

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
قديم 09-18-2010, 04:39 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
أحمد بن قسقس is on a distinguished road


 

وهل يُصْلِحُ العطارُ ما أفْسَـــدَ الدهرُ :
هذا الشطر من قصيدةٍ لشاعر تزوج بكبيرةٍ في السنّ فقال فيها مجموعة من القصائد يُعزّي فيها نفسه وهو من الشعر الذي شاع عند العباسيين بغرض الفكاهة :

عَجوزٌ تُرَجِّى أن تكونَ فَتِيّةً ... وقد نَحَلَ الجَنْبَانِ واحدودبَ الظَّهْرُ
تَروحُ إلى العطّارِ تبغي شبابها ... وهل يُصْلِحُ العطارُ ما أفْسَـــدَ الدهرُ
تَزوّجتُها قبل المِحَاق بلَيْلةٍ ... فكان مَحاقاً كلُــه ذلك الشَــــهرُ
وما غرَّني إلاخِضَابٌ بكفِّها ... وكُحْلٌ بعَيْنَيْها وأثْوَابُها الصُفــْرُ


وقال فيها:

ولا تستطيع الكُحْلَ من ضِيقِ عَيْنِها ... فإنّ عالَجتْه صار َفوق المحَاجِرِ
وفي حـاجبَيهـا جزَّة كـغِرارةٍ ... فإنْ حُلِقــا كـانت ثلاثُ غَــرَائرِ



وقال فيها:

لها جِسمُ بُرْغوثٍ وساقا بَعُوضةٍ ... ووَجْهٌ كَوَجْهِ القِرْدِ أو هوَ أقْبَحُ
تُبَـرِّقُ عَيْـنيها إذا مـا رَأيتـها ... وتَعْبِس في وَجْهِ الضَّجيع وتَكْلحُ
لها مَضْحَكٌ كالحشّ تَحْسَبُ أنها ... إذا ضَحِكَت في أوْجُه القوم تَسْلَح
وتَفْتحُ لا كانت فــمًا لو رأيتَه000تَوَهّمْته بابًـا من النّــار يُفتحُ
إذا عاينَ الشيطانُ صُورةَ وَجْهِها ... تَعَوَذَ منها حين يُمْسى وُيصْبحُ

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
قديم 09-18-2010, 04:45 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد سعد دوبح
 
إحصائية العضو

مزاجي:










محمد سعد دوبح غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد سعد دوبح is on a distinguished road


 

عَجوزٌ تُرَجِّى أن تكونَ فَتِيّةً ... وقد نَحَلَ الجَنْبَانِ واحدودبَ الظَّهْرُ
تَروحُ إلى العطّارِ تبغي شبابها ... وهل يُصْلِحُ العطارُ ما أفْسَـــدَ الدهرُ

اخي احمد يعطيك العافيه ولن يصلح العطار ما افسد الدهر وما حد حده يتزوجها هههه
تقبل مروري ودمت بوووووووووود يالغالي 0

 

 
























التوقيع

اللهم اغفرلي ولوالدي

   

رد مع اقتباس
قديم 09-19-2010, 01:19 AM   رقم المشاركة : 4

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سعد دوبح مشاهدة المشاركة
عَجوزٌ تُرَجِّى أن تكونَ فَتِيّةً ... وقد نَحَلَ الجَنْبَانِ واحدودبَ الظَّهْرُ
تَروحُ إلى العطّارِ تبغي شبابها ... وهل يُصْلِحُ العطارُ ما أفْسَـــدَ الدهرُ

اخي احمد يعطيك العافيه ولن يصلح العطار ما افسد الدهر وما حد حده يتزوجها هههه
تقبل مروري ودمت بوووووووووود يالغالي 0
تشرّفتُ بمرورك وتوشحتُ بحضور قلمك ، صحّ الله بدنك وأطال عمرك

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
قديم 09-21-2010, 08:09 PM   رقم المشاركة : 5

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن قسقس مشاهدة المشاركة
وهل يُصْلِحُ العطارُ ما أفْسَـــدَ الدهرُ :
هذا الشطر من قصيدةٍ لشاعر تزوج بكبيرةٍ في السنّ فقال فيها مجموعة من القصائد يُعزّي فيها نفسه وهو من الشعر الذي شاع عند العباسيين بغرض الفكاهة :

عَجوزٌ تُرَجِّى أن تكونَ فَتِيّةً ... وقد نَحَلَ الجَنْبَانِ واحدودبَ الظَّهْرُ
تَروحُ إلى العطّارِ تبغي شبابها ... وهل يُصْلِحُ العطارُ ما أفْسَـــدَ الدهرُ
تَزوّجتُها قبل المِحَاق بلَيْلةٍ ... فكان مَحاقاً كلُــه ذلك الشَــــهرُ
وما غرَّني إلاخِضَابٌ بكفِّها ... وكُحْلٌ بعَيْنَيْها وأثْوَابُها الصُفــْرُ


وقال فيها:

ولا تستطيع الكُحْلَ من ضِيقِ عَيْنِها ... فإنّ عالَجتْه صار َفوق المحَاجِرِ
وفي حـاجبَيهـا جزَّة كـغِرارةٍ ... فإنْ حُلِقــا كـانت ثلاثُ غَــرَائرِ



وقال فيها:

لها جِسمُ بُرْغوثٍ وساقا بَعُوضةٍ ... ووَجْهٌ كَوَجْهِ القِرْدِ أو هوَ أقْبَحُ
تُبَـرِّقُ عَيْـنيها إذا مـا رَأيتـها ... وتَعْبِس في وَجْهِ الضَّجيع وتَكْلحُ
لها مَضْحَكٌ كالحشّ تَحْسَبُ أنها ... إذا ضَحِكَت في أوْجُه القوم تَسْلَح
وتَفْتحُ لا كانت فــمًا لو رأيتَه000تَوَهّمْته بابًـا من النّــار يُفتحُ
إذا عاينَ الشيطانُ صُورةَ وَجْهِها ... تَعَوَذَ منها حين يُمْسى وُيصْبحُ
مساء الخير يا ساحة الأدب / رغبة في إعادة الموضوع ليأخذ حقّه من الوقت

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
قديم 09-23-2010, 05:49 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road

إضافة رد


 

كل عام وأنتم بخير وأرجو أن يعذرني إخواني وأبنائي وبناتي لغيابي الطويل عن متابعة مايجري في الساحات من مقالات هادفة .
لقد كشفت لنا الساحات عن كتاب بارعين لمقالاتهم لهفة الانتظار ولإطلالة أقلامهم شهقة الانبهار ، وما الأستاذ أبو علي إلا واحد من أولئك اللوامع الذين تزخر بهم الساحات فله جزيل الشكر متمنيا لقلمه استمرار التألق وجزاه الله كل خير عن جهوده المثمره التي نراها ماثلة للعيان في معظم الساحات .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 09-24-2010, 08:12 PM   رقم المشاركة : 7

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب مشاهدة المشاركة
كل عام وأنتم بخير وأرجو أن يعذرني إخواني وأبنائي وبناتي لغيابي الطويل عن متابعة مايجري في الساحات من مقالات هادفة .
لقد كشفت لنا الساحات عن كتاب بارعين لمقالاتهم لهفة الانتظار ولإطلالة أقلامهم شهقة الانبهار ، وما الأستاذ أبو علي إلا واحد من أولئك اللوامع الذين تزخر بهم الساحات فله جزيل الشكر متمنيا لقلمه استمرار التألق وجزاه الله كل خير عن جهوده المثمره التي نراها ماثلة للعيان في معظم الساحات .
الأديب و الأستاذ الكبير : رفيق الدرب
مرورك من هنا أسعدني جدا ، ولست أدري والله كيف أوافيك شكرا
هذه الكلمات شهادة أعتزّ بها
دمت على الخير والصحة وجزاك الله خيرا

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2010, 03:36 PM   رقم المشاركة : 8

 

( قصيدة أب ) للشاعر عمر بهاء الدين الأميري شاعر الإنسانية ، وشاعر المحاريب ، قصيدةٌ حفظتها أيام الدراسة ثم سمعتها بصوت الشاعر نفسه وهو يلقيها بمنتدى مكة الأدبي قبل سنوات ، قصيدةٌ نالت من الشهرة و والانتشار ما لم ينله غيرها في الشعر العربي حتى لقد سمّاها شاعرها (بالقصيدة المحظوظة ) وعدَّها العقّاد من عيون الشعر الإنساني, وقال عنها لو كان للأدب العالمي ديوان من جزء واحد لكانت هذه القصيدة في طليعته. ترجمت إلى عدّة لغات واعتمدت في الكتب المدرسية.
والقصيدة في مجملها تعبّر عن مشاعرَ أبٍ سافر أهله ولمّا ودّعهم في المطار عاد إلى المنزل فإذا السكون يملأ جوانب البيت وإذا به يتخيلهم ويراهم بكلّ زاوية في المنزل وفي كلّ ما حوله :

أين الضجيج العذبُ والشغبُ؟ ..... أين التدارسُ شابهُ اللعبُ؟
أين الطفولةُ في توقُّدِها؟ ..... أين الدُّمى في الأرضِ والكُتُبُ؟
أين التشاكُسُ دونَما غَرَضٍ؟.... أين التشاكي ما لهُ سَبَبُ؟
أين التباكي والتضاحُكُ، في .... وَقْتٍ معاً، والحُزنُ والطَرَبُ؟
أين التسابُقُ في مُجاورَتي .... شَغَفَاً، إذا أكلوا وإنْ شربوا؟
يَتَزاحمونَ على مُجالستِي .... والقُربِ مِنِّي حيثُما انقَلَبوا
يتوَجَّهونَ بسَوقِ فِطْرتِهم .... نَحْوي إذا رَهبوا وإن رَغبوا
فنشيدُهُم "بابا" إذا فَرحوا .... ووعيدُهُم "بابا" إذا غَضِبوا
وهتافُهُم "بابا" إذا ابتَعدُوا .... ونَجِيُّهُم "بابا" إذا اقتَرَبُوا

بالأمس كانوا مِلءَ منزِلِنا .... واليومَ - ويح اليوم - قدْ ذهبُوا
وكأنَّما الصمتُ الذي هَبَطتْ .... أثقالُه في الدارِ إذ غَرَبُوا
إغفاءةُ المَحْمُومِ هَدْأتُها .... فيها يَشيعُ الهَمُّ والتَّعَبُ
ذهَبُوا، أجَلْ ذهبوا، ومَسْكنُهم .... في القَلبِ، ما شطُّوا وما قَرُبوا
إني أراهم أينما التفتتْ .... نفسي وقد سكنوا، وقد وثبوا
وأحِسُّ في خَلَدي تلاعُبَهُمْ .... في الدَّار، ليس ينالهمْ نَصَب
وبَريقَ أعيُنِهم، إذا ظَفِروا .... ودُموعَ حُرقتِهم إذا غُلِبوا
في كلِّ رُكنٍ مِنهُمُ أثَرٌ .... وبكلِّ زاويةٍ لَهُم صَخَبُ
في النافِذات، زجاجَها حَطموا .... في الحائِط المَدْهونِ، قد ثَقَبُوا
في البابِ، قد كسروا مَزَالجَهُ، ... وعليه قد رَسَمُوا وقد كتَبُوا
في الصحنِ فيه بعضُ ما أكلُوا .... في عُلبةِ الحلوى التي نَهبُوا
في الشَطرِ مِن تُفاحة قضموا .... في فَضلة المَاءِ التي سَكَبُوا
إني أراهُمْ حَيثُما اتجَهَتْ .... عيني كأسرَاب القَطَا سَرَبوا
بالأمْسِ في "قرنايلٍٍ" نَزَلُوا .... واليوم قد ضمَّتْهمُ "حَلَبُ"

دمْعي الذي كتَّمْتُهُ جَلَدَاً . ... لمَّا تباكَوا عندما ركِبوا
حتَّى إذا سارُوا وقد نَزَعُوا .... من أضلُعي قلباً بِهمْ يَجِبُ
ألفَيتُني كالطِفْل عاطِفَةً .... فإذا بِه كالغيثِ ينسكِبُ
قد يَعجَبُ العُذَّال من رجُلٍ .... يَبْكي، ولو لم أبكِ فالعَجَبُ
هَيهْاتَ ما كلُّ البُكا خَوَرٌ .... إنِّي وَبِي عَزْمُ الرجالِ، أبُ

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
قديم 10-14-2010, 01:40 PM   رقم المشاركة : 9

 

مع ابن زيدون وفي علاقته بولاّدة وقصيدته المشهورة (أضحى التنائي ) أقف برهة :

(منقول مع التعديل و التصحيح والتنسيق)

(الحلقة الأولى )

لمع ابن زيدون بين أقرانه كشاعر.. وكان الشعر بداية تعرُّفه بفراشة ذلك العصر ولادة بنت المستكفي .

كانت ولاّدة جميلة مثقفة شاعرة مغنية ، ولها مجلسٌ بقرطبة يضم أشهر مثقفي وشعراء ذلك العصر، أحبّها ابن زيدون حبًّا ملك عليه قلبه وحياته، وأحبّته هي أيضًا، وعاش معها في السعادة أيامًا، ثم هجرته لسبب بسيط اختلف فيه المؤرخون ، ولكي تغيظه وجدت عاشقًا جديدًا هو الوزير أبو عامر بن عبدوس .

حاول ابن زيدون إبعادها عن ابن عبدوس واستعادة الأيام الجميلة الماضية، لكنّه فشل ، وعندما كتب رسالته الهزلية على لسان ولاّدة في السخرية بابن عبدوس زُجَّ به في السجن.. ظلّ ابن زيدون في السجن سبع سنين يكتب رسائل وقصائد يستعطف فيها "أبا الحزم ابن جهور" حاكم قرطبة ولكن دون فائدة ، ولمّا يئس من ابن جهور هرب من سجنه ، واختبأ في إحدى ضواحي قرطبة إلى أن تهيأ له الجوّ فخرج من قرطبه متجها إلى أشبيليه حيث المعتضد بن عباد ، وهناك لقي تكريمًا لم يسبق له مثيل، ثم زادت مكانته وارتفعت في عهد المعتمد بن المعتضد ابن عباد ، ودان له السرور وأصبحت حياته كلها أفراحًا لا يشوبها سوى حساده في بلاط المعتمد أمثال "ابن عمار" و "ابن مرتين" اللذين كانا سببًا في هلاكه في الخامس عشر من رجب سنة 463 هجرية؛ إذ ثارت العامة في أشبيلية على اليهود فاقترحا على المعتمد إرسال ابن زيدون لتهدئة الموقف، واضطر ابن زيدون لتنفيذ أمر المعتمد رغم مرضه وكبر سنه، ممّا أجهده وزاد المرض عليه فدهمه الموت.

ظل ابن زيدون حتى آخر يوم في حياته شاعرًا عاشقًا، فبالشعر عشق، وبالشعر خرج من السجن، وبالشعر نال حظوظه من الحياة.. ولم ينس أبدًا ذكرى ولادة وأيامه الجميلة معها.. وقد كانت حياته المتقلّبة، وحبه الكبير لولادة بالإضافة إلى أعماله الشعرية والنثرية المتميزة موضوعات لدراساتٍ وإبداعاتٍ كثيرةٍ لعلّ أشهرها مسرحية الشاعر المصري فاروق جويدة "الوزير العاشق" .

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir