يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 10-21-2009, 11:35 AM   رقم المشاركة : 17

 





مسفر الغامدي

الأربعاء, 21 أكتوبر 2009م / 2 ذي القعدة 1430 هـ


إعـــــــــــــادة

التحليل الرياضي (قبل، وأثناء، وبعد المباراة) شبيه بالإعادة البطيئة للقْطـَة من لقطات كرة القدم الخطرة.. هو أن تأخذ المباراة، وتفردها على أكبر مساحة ممكنة، كما تأخذ اللقطة التلفزيونية وتفردها على زمن أكبر من زمنها: لقطة الهدف الذي لا يتجاوز بضع ثوانٍ، يمكن أن تتمدد لأكثر من دقيقة.. المباراة التي تستغرق تسعين دقيقة، قد تمتد لأيام عديدة.. هنا لا نحفّز الزمن، بل نهدهده.. نبطئ وتيرته المتسارعة، لكي نقبض على اللحظة في أدق تفاصيلها.
قد يسحب مخرج محترف (في البطولات الأوروبية على سبيل المثال) وجهًا من المدرج، ويرصد ردة فعله حزنًا أو فرحًا: يرفع رأسه وقبضته منتشيًا، يذرف دمعة حارقة، يغطي وجهه بيديه.. هنا يتمدد الزمن بفعل حرارة اللقطة: تظهر اللقطة كما تراها عين المخرج، لا كما هي محبوسة ومحاصرة في إطارها الزمني الضيق.
السؤال هو: لماذا لا يكفي الزمن بحجمه الحقيقي للتعبير عن حقيقة الشيء وكنهه؟
القصيدة لا تكون قصيدة، إلاَّ إذا قُرئت (بالبطيء).. بل الفنون جميعها لا تكون فنونًا إلاَّ إذا فاضت عن زمنها، وتعتقت في دنان الوقت.. حتى الناس (رجالاً ونساءً) لا نعرفهم حق المعرفة إلاَّ إذا رأيناهم وعاشرناهم بالبطيء (في السفر مثلاً).
في ثمانينيات القرن المنصرم، وحين كان للشعر حضوره الآسر على المنابر، كنا لا نعدم في كل أمسية رجلاً كالراحل عبدالله باهيثم يطلق صرخة من مكان ما بين الجمهور، مع كل مقطع مهم: (أعِدْ).... يعيد الشاعر وكأنه يتيح لمقطعه عرضًا بطيئًا.. كأنه سجّل هدفًا، وعلينا أن نستقبل هدفه بطريقة عرض مختلفة. اليوم نادرًا ما نسمع (أعِدْ)... هل لأنه لم يعد هناك شعر يستحق الإعادة، أم لأن فائض الزمن (إن وجد) اتّجه إلى فنون ومشاغل أخرى؟
ها هي إجازة الصيف قد مرت.. المعنيون بهذه الإجازة (بإهدارها على وجه الدقة) يشعرون أنها قد سُرقت منهم على حين غفلة.. أن الزمن فيها قد انكمش ولم يتمدد، بالرغم من حرارة الصيف اللاهبة.
عبروها مسرعين مهرولين.. كان ينبغي عليهم أن يتأنوا، لكن (المخرج) لم يرد ذلك، أو أنه نظر إليهم وإلى إجازتهم برمتها: يومًا فيومًا، ومشهدًا بعد مشهد، فلم يرَ ولو لقطـَة واحدة تستحق الإعادة.

مسفر الغامدي

أنْعِمْ وأكْرِمْ بالكاتب

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir