يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2009, 10:42 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 



وبعد انتهاء المعركة المريرة، وجد جثمان الشهيد الرشيد راقدا،

وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية..

لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء،

فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه..!!

أو لكأنه خجلان اذ سقط شهيدا قبلأن يطمئن على نجاة رسول الله،

وقبل أن يؤدي الى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه..!!

لك الله يا مصعب.. يا من ذكرك عطر الحياة..!!

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-08-2009, 10:45 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة ويودعون شهداءها..

وعند جثمان مصعب، سالت دموع وفيّة غزيرة..

يقول خبّاب بن الأرت:

[ هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل اله، نبتغي وجه الله،

فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى،

ولم يأكل من أجره في دنياه شيئا، منهم مصعب بن عمير،

قتل يوم أحد.. فلم يوجد له شيء يكفن فيه الا نمرة..

فكنا اذا وضعناها على رأسه تعرّت رجلاه،

واذا وضعناها على رجليه برزت رأسه،

فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من نبات الاذخر"..
]

وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سببه رزء الرسول صلى الله عليه وسلم في عمه حمزة،

وتمثيل المشركين يجثمانه تمثيلا أفاض دموع الرسول عليه السلام، وأوجع فؤاده..

وعلى الرغم من امتلاء أرض المعركة بجثث أصحابه وأصدقائه

الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالما من الصدق والطهر والنور..

على الرغم من كل هذا، فقد وقف على جثمان أول سفرائه، يودعه وينعاه..

أجل.. وقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند مصعب بن عمير

وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما:

(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)

ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي مفن بها وقاللقد رأيتك بمكة،

وما بها أرق حلة، ولا أحسن لمّة منك. "ثم هأنتذا شعث الرأس في بردة"..؟!

وهتف الرسول عليه الصلاة والسلام

وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق مصعب وقال:

"ان رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة".

ثم أقبل على أصحابه الأحياء حوله وقال:

"أيها الناس زوروهم،وأتوهم، وسلموا عليهم،

فوالذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامة،

الا ردوا عليه السلام
"..

**

السلام عليك يا مصعب..

السلام عليكم يا معشر الشهداء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..




تحياتي
...........

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-11-2009, 06:42 AM   رقم المشاركة : 3

 





من بلاد فارس، يجيء البطل هذه المرة..

ومن بلاد فارس،

عانق الاسلام مؤمنون كثيرون فيما بعد،

فجعل منهم أفذادا لا يلحقون في الايمان، وفي العلم.. في الدين، وفي الدنيا..

وانها لاحدى روائع الاسلام وعظمائه،

ألا يدخل بلدا من بلاد الله اا ويثير في اعجاز باهر، كل نبوغها ويحرّ: كل طاقاتها،

ويحرج خبء العبقرية المستكنّة في أهلها وذويها.. فاذا الفلاسفة المسلمون..

والأطباء المسلمون.. والفقهاء المسلمون.. والفلكيون المسلمون..

والمخترعون المسلمون.. وعلماء الرياضة المسامون..

واذا بهم يبزغون من كل أفق، ويطلعون من كل بلد،

حتى تزدحم عصور الاسلام الأولى بعبقريات هائلة في كل مجالات العقل، والارادة، والضمير..

أوطانهم شتى، ودينهم واحد..!!

ولقد تنبأ الرسول عليه السلام بهذا المد المبارك لدينه.. لا،

بل وعد به وعد صدق من ربه الكبير العليم..

ولقد زوي له الزمان والمكان ذات يوم ورأى رأي العين راية الاسلام تخفق فوق مدائن الأرض،

وقصور أربابها..

وكان سلمان الفارسي شاهدا.. وكان له بما حدث علاقة وثقى.

كان ذلك يوم الخندق. في السنة الخامسة للهجرة.

اذ خرج نفر من زعماء اليهود قاصدين مكة،

مؤلبين المشركين ومحزّبين الأحزاب على رسول الله والمسلمين،

متعاهدين معهم على أن يعاونوهم في حرب حاسمة تستأصل شأفة هذا الدين الجديد.

ووضعت خطة الحرب الغادرة، على أن يهجم جيش قريش وغطفان "المدينة" من خارجها،

بينما يهاجم بنو قريظة من الداخل، ومن وراء صفوف المسلمين،

الذين سيقعون آنئذ بين شقّى رحى تطحنهم، وتجعلهم ذكرى..!

وفوجىء الرسول والمسلمون يوما بجيش لجب يقترب من المدينة في عدة متفوقة وعتاد مدمدم.

وسقط في أيدي المسلمين، وكاد صوابهم يطير من هول المباغتة.

وصوّر القرآن الموقف، فقال الله تعالى:

(اذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم

واذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا
).

أربعة وعشرون ألف مقاتل تحت قيادة أبي سفيان وعيينة بن حصن

يقتربون من المدينة ليطوقوها وليبطشوا بطشتهم الحاسمة

كي ينتهوا من محمد ودينه، وأصحابه..

وهذا الجيش لا يمثل قريشا وحدها..

بل ومعها كل القبائل والمصالح التي رأت في الاسلام خطرا عليها.

انها محاولة أخيرة وحاسمة يقوم بها جميع أعداء الرسول:

أفرادا، وجماعات، وقبائل، ومصالح..

ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب..

وجمع الرسول أصحابه ليشاورهم في الأمر..

وطبعا، أجمعوا على الدفاع والقتال.. ولكن كيف الدفاع؟؟

هنالك تقدم الرجل الطويل الساقين، الغزير الشعر،

الذي كان الرسول يحمل له حبا عظيما، واحتراما كبيرا.

تقدّم سلمان الفارسي وألأقى من فوق هضبة عالية،

نظرة فاحصة على المدينة، فألفاها محصنة بالجبال والصخور المحيطة بها..

بيد أن هناك فجوة واسعة، ومهيأة، يستطيع الجيش أن يقتحم منها الحمى في يسر.

وكان سلمان قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدع القتال،

فتقدم للرسول صلى الله عليه وسلم بمقترحه الذي لم تعهده العرب من قبل في حروبها..

وكان عبارة عن حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة.

والله يعلم ،

ماذا كان المصير الذي كان ينتظر المسلمين في تلك الغزوة

لو لم يحفروا الخندق الذي لم تكد قريش تراه حتى دوختها المفاجأة،

وظلت قواتها جاثمة في خيامها شهرا وهي عاجزة عن اقتحام المدينة،

حتى أرسل الله تعالى عليها ذات ليلة ريح صرصر عاتية اقتلعت خيامها،

وبدّدت شملها..

ونادى أبو سفيان في جنوده آمرا بالرحيل الى حيث جاءوا.. فلولا يائسة منهوكة..!!

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-11-2009, 06:45 AM   رقم المشاركة : 4

 



خلال حفر الخندق كان سلمان يأخذ مكانه مع المسلمين وهم يحفرون ويدأبون..

وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يحمل معوله ويضرب معهم.

وفي الرقعة التي يعمل فيها سلمان مع فريقه وصحبه، اعترضت معولهم صخور عاتية..

كان سلمان قوي البنية شديد الأسر،

وكانت ضربة واحدة من ساعده الوثيق تفلق الصخر وتنشره شظايا،

ولكنه وقف أمام هذه الصخرة عاجزا.. وتواصى عليها بمن معه جميعا فزادتهم رهقا..!!

وذهب سلمان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم

يستأذنه في أن يغيّروا مجرى الحفر تفاديا لتلك الصخرة العنيدة المتحدية.

وعاد الرسول عليه الصلاة والسلام مع سلمان يعاين بنفسه المكان والصخرة..

وحين رآها دعا بمعول، وطلب من أصحابه أن يبتعدوا قليلاعن مرمى الشظايا..

وسمّى بالله، ورفع كلتا يديه الشريفتين القابضتين على المعول في عزم وقوة،

وهوى به على الصخرة، فاذا بها تنثلم،

ويخرج من ثنايا صدعها الكبير وهجا عاليا مضيئا.

ويقول سلمان لقد رأيته يضيء ما بين لا بتيها، أي يضيء جوانب المدينة..

وهتف رسول الله صلى الله عليه وسلم مكبرا:

"الله أكبر..أعطيت مفاتيح فارس، ولقد أضاء لي منها قصور الحيرة،

ومدائن كسرى، وان أمتي ظاهرة عليها
"..

ثم رفع المعول، وهوت ضربته الثانية، فتكررت لظاهرة،

وبرقت الصخرة المتصدعة بوهج مضيء مرتفع، وهلل الرسول عليه السلام مكبرا:

"الله أكبر.. أعطيت مفاتيح الروم،

ولقد أضار لي منها قصورها الحمراء، وان أمتي ظاهرة عليها
".

ثم ضرب ضربته الثالثة فألقت الصخرة سلامها واستسلامها،

وأضاء برقها الشديد الباهر، وهلل الرسول وهلل المسلمون معه..

وأنبأهم أنه يبصر الآن قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الأرض

التي ستخفق فوقها راية الله يوما، وصاح المسلمون في ايمان عظيم:

هذا ما وعدنا الله ورسوله.

وصدق الله ورسوله..!!


كان سلمان صاحب المشورة بحفر الخندق..

وكان صاحب الصخرة التي تفجرت منها بعض أسرار الغيب والمصير،

حين استعان عليها برسول الله صلى الله عيه وسلم،

وكان قائما الى جوار الرسول يرى الضوء، ويسمع البشرى..

ولقد عاش حتى رأى البشرى حقيقة يعيشها، وواقعا يحياه، فرأى مداءن الفرس والروم..

رأى قصور صنعاء وسوريا ومصر والعراق..

رأى جنبات الأرض كلها تهتز بالدوي المبارك الذي ينطلق من ربا المآذن العالية

في كل مكان مشعا أنوار الهدى والخير..!!

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir